في الرد على انقلاب عباس
محمد أبو مهادي
في الرد على انقلاب عباس
اصدار عباس لمرسوم "تأجيل" الانتخابات، ودعوة رئيس وزرائه لعودة الموظفين ممن ترشحوا للانتخابات إلى عملهم، مفاده أن الذي جرى إلغاء للانتخابات وليس تأجيل مرتبط برد اسرائيل بشأن القدس.
عباس يواصل انقلابه على العملية الديمقراطية، وعلى الاتفاقات الفصائلية وعلى ميثاق شرف الفصائل، ويرضخ لرغبات الاحتلال، ويحرم الفلسطينيين حقهم في الاختيار الديمقراطي الحر استجابة لشروط الاحتلال، ويقطع الطريق على فرص المواجهة مع اسرائيل في قضية القدس متجاهلاً صوت الشعب وتغطشه للتغيير الديمقراطي.
التظاهرات المنددة بموقف عباس لم تعد كافية لردع هذا الدكتاتور الصغير، وأصبح ضرورياً التعبير عن هذا الحراك المناهض لانقلاب عباس من خلال أطر وهيئات يجري تشكيلها فلسطينياً لوضع حد لحالة الاستبداد القائمة وقطع الطريق على تيار الأقلية المعزولة وطنياً المتساوقة مع تعليمات الاحتلال.
دعوة السيد هنية للقاء القوائم الانتخابية والفصائل جيدة ومتأخرة، وهي أحد الأفكار الممكنة إلى جانب مبادرات أخرى لهيكلة الرفض الشعبي لسلوك عباس وخداعه المستمر.
منذ وقت طويل، كانت حاجة الشعب الفلسطيني أكثر لجبهة انقاذ وطني فلسطيني تعيد الاعتبار للشعب وقضيته الوطنية، في ضوء الفشل السياسي المؤذي الذي انتجته السلطة ورئيسها، وانحسار الخيارات الوطنية لتصبح مشروعاً أمنياً وحسب.
قلنا قبل ذلك أن القدسية للمشروع الوطني والقضية الوطنية العادلة، وليس لأطر قيادية نخرها الفساد واحكم قبضته عليها الاحتلال، ومن هنا، لم يعد مقنعاً لأي شخص أو حركة سياسية ترغب بالتغيير بأن ما هو قائم يمكن أن ينتج شيئاً سوى المزيد من الفشل والاحباط والعداء مع الشعب والاقليم والمجتمع الدولي.