نشر بتاريخ: 2021/07/03 ( آخر تحديث: 2021/07/03 الساعة: 04:08 )

دراسة علمية: ميكروب معوي يتحدث إلى الدماغ

نشر بتاريخ: 2021/07/03 (آخر تحديث: 2021/07/03 الساعة: 04:08)

 

وكالات: نشر موقع "Live Science" نقلًا عن مجلة "Nature"، دراسة جديدة توصلت إلى أن الفئران تحمل الكثير من البكتيريا في أحشائها، وتؤثر هذه البكتيريا المعوية على كيفية عمل أدمغة القوارض.

وبحسب الموقع، سعى باحثون من تايوان والولايات المتحدة لمعرفة كيفية تأثير بكتيريا الأمعاء على نشاط شبكات المخ العصبية المسؤولة عن تشكل السلوك الاجتماعي على وجه التحديد، لافتين إلى أنه من المعروف أنه عندما يصادف الفأر فأرًا لم يسبق أن التقاه من قبل على الإطلاق، فإنهما سوف يشمان شوارب بعضهما بعضا ويتسلقان فوق بعضهما بعضا، تمامًا كالسلوك المعتاد من كلبين، في الحدائق العامة على سبيل المثال، عندما يستقبل كل منهما الآخر. ولكن تبين أن فئران التجارب، الخالية من الجراثيم والتي تفتقر إلى بكتيريا الأمعاء، تتجنب نشاط أي تفاعلات اجتماعية مع الفئران الأخرى وبدلاً من ذلك تظل منعزلة بشكل غريب.

وقارن الباحثون نشاط الدماغ وسلوك الفئران الطبيعية مع مجموعتين أخريين هي الفئران، التي تمت تربيتها في بيئة معقمة لتكون خالية من الجراثيم، والفئران المعالجة بمزيج قوي من المضادات الحيوية استنفد بكتيريا الأمعاء.

واعتمدت التجارب على مفهوم أنه بمجرد أن تدخل الفئران الخالية من الجراثيم إلى بيئة غير معقمة، فإنها ستبدأ في التقاط دفعة من البكتيريا على الفور لمرة واحدة فقط؛ ومن ثم كانت الفئران المعالجة بالمضادات الحيوية أكثر تنوعًا ويمكن استخدامها في تجارب متعددة.

وأوضحت الدراسة أن الفريق وضع الفئران الخالية من الجراثيم والمعالجة بالمضادات الحيوية في أقفاص بها فئران غير معروفة لمراقبة تفاعلاتها الاجتماعية. وكما هو متوقع، تجنبت كلا المجموعتين من الفئران التفاعل مع الغرباء. وبعد هذا الاختبار السلوكي، أجرى الفريق العديد من التجارب لمعرفة ما كان يحدث في أدمغة الحيوانات والتي ربما تكون السبب وراء هذه الديناميكية الاجتماعية الغريبة.

وشملت التجارب أبحاث حول c-Fos، وهو جين يعمل في خلايا الدماغ النشطة. وبالمقارنة مع الفئران العادية، أظهرت الفئران المصابة بالبكتيريا المستنفدة نشاطًا شديدًا لجين c-Fos في مناطق الدماغ المشاركة في استجابات الإجهاد، بما في ذلك منطقة ما تحت المهاد واللوزة والحصين.

ولفتت الدراسة إلى أنه تزامن هذا الارتفاع في نشاط الدماغ مع ارتفاع في هرمون الإجهاد المسمى الكورتيكوستيرون في الفئران الخالية من الجراثيم والمعالجة بالمضادات الحيوية، بينما لم تحدث نفس الزيادة في الفئران ذات الميكروبات الطبيعية.

 

كما اشتملت التجارب على تشغيل الخلايا العصبية في مخ الفئران وإيقافها حسب الرغبة باستخدام دواء معين، ولاحظ الباحثون أن إيقاف تشغيل الخلايا العصبية في الفئران المعالجة بالمضادات الحيوية يؤدي إلى تعزيز التواصل الاجتماعي تجاه الغرباء، في حين أن تشغيل تلك الخلايا في الفئران العادية نتج عنه حالة تجنب للتفاعلات الاجتماعية بشكل مفاجئ.

 

وشملت التجارب أبحاث حول c-Fos، وهو جين يعمل في خلايا الدماغ النشطة. وبالمقارنة مع الفئران العادية، أظهرت الفئران المصابة بالبكتيريا المستنفدة نشاطًا شديدًا لجين c-Fos في مناطق الدماغ المشاركة في استجابات الإجهاد، بما في ذلك منطقة ما تحت المهاد واللوزة والحصين.

 

ووفق الدراسة تزامن هذا الارتفاع في نشاط الدماغ مع ارتفاع في هرمون الإجهاد المسمى الكورتيكوستيرون في الفئران الخالية من الجراثيم والمعالجة بالمضادات الحيوية، بينما لم تحدث نفس الزيادة في الفئران ذات الميكروبات الطبيعية.

كما اشتملت التجارب على تشغيل الخلايا العصبية في مخ الفئران وإيقافها حسب الرغبة باستخدام دواء معين، ولاحظ الباحثون أن إيقاف تشغيل الخلايا العصبية في الفئران المعالجة بالمضادات الحيوية يؤدي إلى تعزيز التواصل الاجتماعي تجاه الغرباء، في حين أن تشغيل تلك الخلايا في الفئران العادية نتج عنه حالة تجنب للتفاعلات الاجتماعية بشكل مفاجئ.

 

وقال دييغو بوهوركيز، أستاذ في كلية الطب بجامعة ديوك الأميركية متخصص في علم الأعصاب ويدرس اتصال القناة الهضمية بالدماغ، والذي لم يشارك في الدراسة، إلى مجلة "Nature" إنه يشتبه في أن مجموعة من الميكروبات تعمل معًا لتعديل إنتاج هرمون الإجهاد والتوتر. ومن ثم يمكن اعتبار أن التجارب تقدم حجة قوية مفادها أن ميكروبات الأمعاء في الفئران العادية تساعد على الانخراط في السلوكيات الاجتماعية، بينما تتعامل الفئران الخالية من الجراثيم مع فرط إفراز هرمون التوتر وبالتالي ترفض الفرص المتاحة أمامها للاتصال اجتماعيا بالفئران الأخرى.

ولفت بوهوركيز، إلى أن السؤال الذي يطرح نفسه بقوة هو كيفية استخدام الميكروبيوم المعوي "للتحدث" إلى الدماغ، وبالتالي المساعدة في التحكم في السلوك من أعماق الأمعاء، مؤكداً أن هذا النوع من الأبحاث يمكن أن يساعد العلماء يومًا ما في علاج الأفراد الذين يعانون من اضطرابات نفسية عصبية، مثل التوتر واضطراب طيف التوحد، بافتراض أن بعض الملاحظات في الحيوانات تنطبق على البشر.