نشر بتاريخ: 2021/11/06 ( آخر تحديث: 2021/11/06 الساعة: 10:00 )
افتتاحية الخليج

دعوة أثارت الهلع

نشر بتاريخ: 2021/11/06 (آخر تحديث: 2021/11/06 الساعة: 10:00)

أصيب العالم بنوبة من الهلع والخوف قبل أيام، وبدأ يضرب أخماساً بأسداس، عندما دعت الصين مواطنيها إلى تخزين ما يكفي من مواد غذائية لحالة طوارئ محتملة. كان الظن أن هذه الدعوة لها علاقة مباشرة بالتصعيد بين الصين والولايات المتحدة حول تايوان، واحتمال تحول ذلك إلى حرب بين البلدين. لكن سرعان ما انجلى الأمر، وتنفس العالم الصعداء، بالإعلان عن أن هذه الدعوة مرتبطة بوباء كورونا، بعد الإبلاغ عن وقوع إصابات جديدة، حيث طالبت صحيفة «إيكونوميك ديلي» التابعة للحزب الشيوعي القراء بعدم الانزعاج من الدعوة، وقالت «إن العديد من الأسر ما زالت عالقة في الإغلاق المرتبط بالوباء دون إمدادات كافية من الأرز والخضراوات».

إلا أن الهلع الذي أصاب العالم يبدو مبرراً أيضاً، ذلك أن وتيرة التصريحات بين الصين والولايات المتحدة تتصاعد بشأن تايوان، وجراء الصراع القائم بين البلدين حول بحر الصين الجنوبي، إضافة إلى صراع اقتصادي وسياسي وتجاري وتقني حول العالم.

الصين تؤكد عزمها على استرداد تايوان إلى الوطن الأم باعتبارها جزءاً من الأرض الصينية، وعلى أساس «دولة واحدة ونظامان»، وترى أنه لا يوجد إلا صين واحدة، وعلى هذا الأساس أقامت الولايات المتحدة علاقات دبلوماسية معها في عام 1979، حيث اضطرت الولايات المتحدة إلى قطع علاقاتها مع تايوان، وأغلقت سفارتها في تايبيه، ونتيجة لذلك احتلت الصين الشعبية مقعدها في الأمم المتحدة، لكن في العام نفسه أقرت واشنطن قانون مساعدة تايوان للدفاع عن نفسها، كما تواصل الوجود الأمريكي في الجزيرة من خلال «المعهد الأمريكي»، كما واصلت تزويدها بالسلاح.

مع ارتفاع وتيرة الصراع مؤخراً بين البلدين، والمخاوف الأمريكية من تنامي القوة الصينية عسكرياً واقتصادياً، واتساع النفوذ الصيني عالمياً ما بات يشكل تهديداً لمصالح واشنطن ولموقعها على رأس النظام العالمي، أخذت وتيرة التهديدات بين البلدين تتصاعد.

ورغم استبعاد الرئيس الأمريكي جو بايدن نشوب نزاع مسلح بين البلدين، وقوله بأنه «غير قلق» من ذلك، ورغم دعوة وزارة الخارجية الصينية للولايات المتحدة للتخلي عن «عقلية الحرب الباردة» وعدم تصوير الصين على أنها «عدو خيالي»، والنظر إلى الدفاع الوطني الصيني والتنمية العسكرية ب«عقلانية»، إلا أن ذلك لا يشكل ضماناً بعدم حدوث مواجهة مباشرة بين الجانبين، عن قصد أو عرضاً، طالما أن هناك توجساً وخوفاً، وحالة متواصلة من التوتر في المواقف، التي عبّر عنها مؤخراً رئيس أركان القوات الأمريكية المشتركة مارك ميلي بقوله، إنه لا يتوقع أن تقوم الصين بعمل عسكري ضد الجزيرة، «لكن لدى الجيش الأمريكي القدرة الكاملة للدفاع عن تايوان».

من حق العالم أن تتملكه المخاوف عندما تدعو الصين شعبها لتخزين المواد الغذائية، حتى لو كان السبب هو كورونا.

الخليج الاماراتية