نشر بتاريخ: 2022/07/10 ( آخر تحديث: 2022/07/10 الساعة: 12:11 )

الأعياد مناسبة لاجترار الأحزان في قلوب النازحين

نشر بتاريخ: 2022/07/10 (آخر تحديث: 2022/07/10 الساعة: 12:11)

بغداد: يمثل العيد دائمًا فرصة للبهجة، لكنه يتحول أحيانًا إلى مناسبةٍ لاجترار ذكرياتٍ مؤلمة، فبعد تناول إفطار متواضع عقب أداء صلاة العيد في مسجد مؤقت في مخيم آشتي للنازحين داخليا في السليمانية، قال قاسم صالح البالغ من العمر 50 عاما إن الاحتفالات بعيدة كل البعد عما كانت عليه في الماضي.

وجاء صالح من بلدة يثرب الصغيرة في محافظة صلاح الدين. ونزح مع زوجتيه وأولاده في عام 2014 تاركا كل شيء وراءه بحثا عن الأمان.

واسترجع صالح الذكريات عن كيف كانوا يحتفلون بعيد الأضحى في بلدته، حيث كانت العائلة تتجمع وتخبز الكعك وتذبح الأضاحي وتدعو الحي بأكمله. أما الآن يحتفل صالح بعيدا عن عائلته ولا يمكنه تحمل تكاليف الأضحية، "كانت الطقوس مالتنا تختلف كنا مجموعين منطقة واحدة. كل عائلة بعائلتها، يعني هذا بيت أخوك وهذا بيت أختك وعمامك ونسيبك، كلنا مجموعين في منطقة. هسه صرنا كل واحد بديرة كل واحد في محافظة، فإحنا نفتقد لهذه الأمور. وكانت الحياة هناك حلوة والكليجة (المعمول) العربية الي نسويها. نذبح وندعو الناس، كنا نضحي. حاليا الحال ما يساعد إنه أذبح أضحية".

ومع عدم وجود وسيلة للعودة وإعادة بناء منزله بسبب الوضع الاقتصادي المتردي، يأمل صالح أن تشكل بلاده التي عصفت بها الحرب قريبا حكومة تعمل على حل محنة النازحين.

وقال، إن "أكثر من ٥٠ ألف شخص كنا عبرنا بزورقين لأن القوات الأمنية راح تدخل وداعش موجودة راح يصير قتال عنيف بين الجهتين. العوائل راح تدمر. فتركنا الجمل بما حمل. يعني أنا تركت سيارات اثنين وتركت مكينتين زراعية وتركت حلالي وتركت بيتي كامل وعندي أربع بيوت كلها تركتها بما فيها، وعبرت حتى أخلص أطفالي".

فيما يقول الشيخ شعبان وهو نازح آخر إنه يفضل البقاء في السليمانية عن العودة لبلدته، "أنا عندي نساء اثنين ١١ نفر (شخص ) بيتي مدمر إلى الأرض. أنا أفضل أن أبقى هنا بهذه الخيمة أحسن ما أروح هناك كذلك بنفس الخيمة بس أنا هنا مأمن وقاعد وابني يروح لسوق الخضار يعمل بكم دينار ويجي أحسن الي هناك اذا أروح ماكو ( لا يوجد) زراعه ماكو عمل ماكو صناعة ماكو وراتب ماكو".

وعبر أيضا عن أمله في أن تعمل الحكومة القادمة على حل مشكلات النازحين، وقال "نتمنى من الله أن يتفقون وتتشكل حكومة وينظرون لهذا النازح. النازح الي عايش بخيمة صار ثماني سنوات شنو ذنبه هذا الطفل عمره ثلاث سنوات ولد هنا في السليمانية. لا يعرف منطقته وعاش بخيمة وهسه صار يفهم وهو عايش في خيمه شنو مستقبله شنو حياته".