نشر بتاريخ: 2019/02/13 ( آخر تحديث: 2019/02/13 الساعة: 05:49 )
افتتاحية الخليج

الإنسان محور النجاح

نشر بتاريخ: 2019/02/13 (آخر تحديث: 2019/02/13 الساعة: 05:49)

ثلاثة أيام حفلت بكل ما يمكن للمرء أن يتخيّله من حوارات وندوات وجلسات، أثراها وشارك فيها 600 متحدث من مسؤولين حكوميين وخبراء ومفكرين وقادة وإداريين، و30 منظمة دولية وأممية، مثلوا نحو 140 حكومة في العالم.

فقد اختتمت أمس، القمة العالمية للحكومات، التجمع الحكومي الأكبر من نوعه عالمياً، لاستشراف آليات واستراتيجيات جديدة للعمل الحكومي في دورته السابعة.

لم تكن أهمّية هذه القمة بهذا الزخم الكبير من المسؤولين على أعلى المستويات وحسب، بل بتوصياتها ونتائجها، وما تنتظره الشعوب في كل أنحاء العالم من مخرجاتها؛ فقد كان هدفها الأساسي، كما صرّح ملهم «القمة» ومؤسّسها، صاحب السموّ الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة، رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، أن «تسهم في صنع المستقبل وصياغة الأعمال».

لم نكن لنأخذ هذه الجملة على محمل الجد، لو أنها صدرت من أي مكان غير الإمارات، أو من أي شخص غير محمد بن راشد، هذه الدولة التي صنعت المستقبل فعلاً، الذي نراه، أنّى وقعت عيوننا، فما فعلته، يجعلنا عاجزين حقاً عن تخيّل كيف يمكن أن يكون المستقبل على صورة أخرى، وهذا الرجل الذي ما فتئت أعماله تسبق أقواله، فهو يفعل وينجز، ثم يرفع كفّاً مفرودة بأصابع ثلاث، تقول: نحن الفوز والحب والنصر.. وأقنومنا هو الإنسان ومستقبله، هذا الإنسان الذي يحوّل الجهود الفردية إلى دولية.

صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد وأخوه صاحب السموّ الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، وليّ عهد أبوظبي، نائب القائد الأعلى للقوات المسلّحة، أكدا غير مرة أنّ مصلحة المواطنين مفتاح كفاءة عمل الحكومات، وهي مرحلة تاريخية في تحول العمل الحكومي، والاستعداد له يكون بالعلم وتوحيد الجهود الدولية.

القمة لم تكن اجتماعات وندوات وحوارات، انقضت وانقضى وهجها وبريقها، بل كانت خرائط طرق، ترسم مستقبل الأجيال وتشكل مرجعية عالمية لشؤون العمل الحكومي المستقبلي، فقد تضمنت أرقاماً ومعطيات وخلاصة دراسات تساعد صنّاع القرار والمسؤولين على رسم استراتيجيات استشرافية.

ننتظر أن تكون مخرجات «القمة» قد شكلت أطر عمل السياسات المؤسسية، فانعقادها في الإمارات، هي كما قال صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد، أهم مركز في المنطقة للتطوير والابتكار، وتجربتها في العمل الحكومي تنافس العالم.

و«مهمة الحكومات لا تتوقف عند خدمة مواطنيها اليوم، وإنما مواكبة كل التغيرات المتسارعة والاستعداد للمستقبل». كما أكد الشيخ محمد بن راشد.

انتهى الشكل العملي للقمة بتألقها، وذلك المحفل الثريّ بنخب عالمية وإعلاميين، لكن في الجوهر، القمة ابتدأت اليوم، والمطلوب من الجميع، كما شدد الشيخ محمد بن راشد والشيخ محمد بن زايد، وضع برنامج عمل مكثّف وعميق وشفّاف لأن الإنسان هو محور نجاح الحكومات.

وكل «قمة» وأنتم بخير..