وسط رفض عربي ودولي لإعلان ترامب
خاص|| أمريكا تعطي السيادة لـ"إسرائيل" في الجولان وكأنها تملك العالم
خاص|| أمريكا تعطي السيادة لـ"إسرائيل" في الجولان وكأنها تملك العالم
خاص: قوبل تصريح الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، بشأن اعتراف واشنطن بسيادة "إسرائيل" على هضبة الجولان السوري المحتلة، برفض دولي وعربي، لما يتضمنه من انتهاك للقانون الدولي، محذرين في الوقت نفسه من تداعياته الخطيرة على منطقة الشرق الأوسط، وتقويضه لجهود السلام.
ترامب يتحدث وكأنه يملك العالم
أعلن ترامب، الخميس الماضي، الموافق 21 مارس، عبر تغريده له على حسابه الرسمي بموقع التغريدات القصيرة، تويتر، وقال بلهجة من يملك العالم إنه "بعد 52 عاما، حان الوقت لاعتراف الولايات المتحدة الكامل بسيادة "إسرائيل" على هضبة الجولان التي لها أهمية إستراتيجية وأمنية حيوية لدولة إسرائيل والاستقرار الإقليمي!"، ليأتي الإعلان بعد عام وثلاثة أشهر من القرار الأمريكي بإعلان القدس عاصمة لدولة الاحتلال الإسرائيلي، في خطوة تزامنت مع مرور 100 عام على وعد بلفور، ووصفت بأنها "وعدًا جديدًا ممن لا يملك لمن لا يستحق"، ليكشف وعدي ترامب للاحتلال الإسرائيلي عن مدى انحياز الإدارة الأمريكية لدولة الاحتلال واستمرار عدائها للشعب الفلسطيني والشعوب العربية بشكل عام.
ترحيب إسرائيلي
بدوره أعرب رئيس وزراء حكومة الاحتلال الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، عن شكره للرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، على دعوته لاعتراف الولايات المتحدة بسيادة إسرائيل على مرتفعات الجولان المحتلة.
وقال نتنياهو، في تغريدة نشرها على حسابه الرسمي في موقع "تويتر"، بعد دقائق من تصريح ترامب: "في الوقت الذي تسعى فيه إيران إلى استخدام سوريا كموطئ قدم لتدمير إسرائيل يعترف الرئيس ترامب بشجاعة بسيادة إسرائيل على مرتفعات الجولان. شكرا لك السيد الرئيس!".
رفض عربي ودولي
أثار تصريح ترامب بشأن الجولان، رفض وتنديد عربي ودولي، مؤكدين أنه يدمر فرص تحقيق السلام في المنطقة وينتهك القانون الدولي.
وزارة الخارجية الفرنسية: سيادة إسرائيل على الجولان تتعارض مع القانون الدولي
دمشق: واشنطن حق تقرير مصير الجولان
وجهت وزارة الخارجية والمغتربين السورية ، رسالة الى الأمين العام للأمم المتحدة ورئيس مجلس الأمن حول التصريحات غير المسؤولة والخطيرة لرئيس الادارة الامريكية دونالد ترامب حول الجولان العربي السوري المحتل.
وقالت الخارجية السورية فى بيان صحفى، الجمعة، إن الحكومة السورية تدين بشدة تصريحات ترامب ، حول الوضع القانوني للجولان العربي السوري المحتل الذي أقرت الأمم المتحدة عبر مختلف قرارات الجمعية العامة ذات الصلة وقرار مجلس الامن رقم 497 لعام 1981 بأنه أرض محتلة وإن أي إجراءات تتخذها سلطات الاحتلال الإسرائيلي على هذه الاراضي المحتلة هي لاغية وباطلة وليس لها أي أثر قانوني.
وأضافت الخارجية السورية:" إن الجولان العربي السوري المحتل هو جزء لا يتجزأ من أراضي الجمهورية العربية السورية وإن استعادته من الاحتلال الإسرائيلي بكل الوسائل التي يكفلها القانون الدولي لا تزال اولوية في السياسة الوطنية السورية وإنها حق أبدي لن يخضع للمساومة او التنازل ولا يمكن ان يسقط بالتقادم."
وتابعت الخارجية السورية فى بيانها:" إن سوريا تطلب من الأمين العام للأمم المتحدة اصدار موقف رسمي لا لبس فيه يؤكد من خلاله على الموقف الراسخ للمنظمة الدولية تجاه قضية الاحتلال الاسرائيلي للجولان العربي السوري، داعية مجلس الامن إلى اتخاذ اجراءات عملية تكفل ممارسته لدوره وولايته المباشرين في تنفيذ القرارات التي تنص على الزام كيان الاحتلال الاسرائيلي بالانسحاب من كامل الجولان السوري المحتل الى خط الرابع من حزيران لعام 1967 ولا سيما القرارات /242/و/338/و/497."
وأكدت الخارجية السورية أن الإدارة الامريكية لا تمتلك بحماقتها وغطرستها أي حق أو ولاية في أن تقرر مصير الجولان العربي السوري المحتل وإن أي اعتراف منها أو أي إجراء ينطوي على الاعتداء على حق سوريا في استعادته وسيادتها عليه هو عمل غير شرعي ولا أثر له.
مصر: "الجولان أرضًا عربية محتلة"
قالت الرئاسة المصرية في بيان صادر عنها الجمعة، "تؤكد جمهورية مصر العربية على موقفها الثابت باعتبار الجولان السوري أرضًا عربية محتلة وفقا لمقررات الشرعية الدولية".
وأضافت أنه في مقدمة تلك القرارات "قرار مجلس الأمن الدولي رقم 497 لعام 1981 بشأن بطلان القرار الذي اتخذته إسرائيل بفرض قوانينها وولايتها القضائية وإدارتها على الجولان السوري المحتل، وعلى اعتباره لاغيا وليست له أية شرعية دولية".
كما أكدت مصر على "ضرورة احترام المجتمع الدولي لمقررات الشرعية الدولية وميثاق الأمم المتحدة من حيث عدم جواز الاستيلاء علي الأرض بالقوة".
الأردن: لن نوافق أبدًا على شرعنة احتلال الجولان
من جانبه، أكد وزير خارجية الأردن، أيمن الصفدي، موقف المملكة الثابت بأن الجولان أرض سورية محتلة، وفقًا لجميع قرارات الشرعية الدولية التي تنص بشكل واضح وصريح على عدم جواز الاستيلاء على الأرض بالقوة"، حسبما نقلت وكالة الأنباء الرسمية عنه.
وأضاف الصفدي، أن السلام الشامل والدائم يتطلب انسحاب إسرائيل من جميع الأراضي العربية المحتلة، والجولان السوري جزء لا يتجزأ من هذه الأراضي المحتلة، مشيرًا إلى "قرار مجلس الأمن رقم 497 لعام 1981 الذي رفض قرار إسرائيل ضم الجولان المحتل وأكد عدم شرعية فرض إسرائيل قوانينها وإدارتها على الجولان السوري المحتل واعتبر القرار الإسرائيلي باطلًا ولاغيًا".
وأكد الصفدي "ضرورة التزام المجتمع الدولي بقرارات الشرعية الدولية"، مضيفًا " لن نوافق أبدًا على شرعنة احتلال مرتفعات الجولان".
اعتراف أمريكي لا ينشئ حقوقًا أو يرتب التزامات
في السياق نفسه، قال الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط مساء الخميس إن "التصريحات الصادرة عن أقطاب الإدارة الأمريكية والتي تمهد لاعتراف رسمي أمريكي بسيادة إسرائيلية على الجولان السوري المحتل تعتبر خارجة بشكل كامل عن القانون الدولي".
وتابع في تصريحات صحافية "كما أنه اعتراف -إن حصل- لا ينشئ حقوقا أو يرتب التزامات ويعتبر غير ذي حيثية قانونية من أي نوع"، مؤكدًا أن "الجولان هو أرض سورية محتلة بواقع القانون الدولي وقرارات الأمم المتحدة ومجلس الأمن وباعتراف المجتمع الدولي".
وأضاف أن "قرار مجلس الأمن 497 لعام 1981 صدر بالإجماع وأكد بصورة لا لبس فيها عدم الاعتراف بضم إسرائيل للجولان السوري، ودعا إسرائيل إلى إلغاء قانون ضم الجولان الذي أصدرته في نفس ذاك العام".
وأكد أبو الغيط أن "الجامعة العربية تقف بالكامل وراء الحق السوري في أرضه المحتلة.. ولدينا موقف واضح مبني علي قرارات في هذا الشأن، وهو موقف لا يتأثر إطلاقا بالموقف من الأزمة في سوريا"، داعيًا الولايات المتحدة إلى مراجعة موقفها.
وقال "أدعو الولايات المتحدة إلى العودة عن هذا النهج الذي يدمر ما تبقى من رصيد ضئيل لوساطة أمريكية قد تنهي النزاع سياسيا.. أدعوهم إلى مراجعة هذا الموقف الخاطئ، والتفكير بعمق في تبعاته القريبة والبعيدة".
التعاون الخليجي: تصريحات ترامب تقوض فرص السلام
من جانبه، أعرب الأمين العام لمجلس التعاون لدول الخليج العربية، الدكتور عبداللطيف الزياني، عن أسفه لتصريحات ترمب بشأن مرتفعات الجولان، وقال إنها لن تغير من الحقيقة الثابتة التي يتمسك بها المجتمع الدولي والأمم المتحدة وهي أن مرتفعات الجولان العربية أراض سورية احتلتها إسرائيل بالقوة العسكرية في الخامس من يونيو (حزيران) 1967.
وأوضح الأمين العام لمجلس التعاون، إن تصريحات الرئيس الأمريكي تقوّض فرص تحقيق السلام الشامل والعادل والدائم في منطقة الشرق الأوسط، والذي لن يتحقق إلا بانسحاب إسرائيل من كافة الأراضي العربية التي احتلتها في العام 1967، بما في ذلك مرتفعات الجولان السورية، وفقا لقرارات مجلس الأمن الدولي.
وقال الدكتور عبداللطيف الزياني إن قرار مجلس الأمن الدولي رقم 497، الصادر بالإجماع عام 1981، دعا إسرائيل إلى إلغاء ضم مرتفعات الجولان السورية، معتبرا قوانينها، وولايتها، وإدارتها في الجولان لاغية وباطلة وليس لها أثر قانوني دولي، داعيا المجتمع الدولي ومجلس الأمن الدولي إلى الالتزام بقرارات الشرعية الدولية باعتبار مرتفعات الجولان السورية أرضاً عربية محتلة.
أكدت الأمم المتحدة التزامها بالقرارات الدولية كافة حول وضع منطقة الجولان السورية المحتلة من قبل إسرائيل.
الأمم المتحدة ترفض إعلان ترامب بشأن الجولان المحتل
وقال نائب المتحدث الرسمي باسم الأمين العام للأمم المتحدة، فرحان حق، اليوم إن "موقف الأمم المتحدة لم يتغير بعد إعلان الرئيس الأمريكي بخصوص الجولان".
الاتحاد الأوروبي: لا نعترف بسيادة "إسرائيل" على الجولان
قالت متحدثة باسم الاتحاد الأوروبي، اليوم الجمعة، إن الاتحاد لا يعترف بسيادة إسرائيل على هضبة الجولان.
ويأتي التصريح بعد قول الرئيس الأمريكية دونالد ترامب إن الوقت قد حان للاعتراف بسلطة إسرائيل على هضبة الجولان بالأراضي السورية، وهي الأراضي التي تحتلها إسرائيل منذ حرب يونيو-حزيران عام 1967.
وأثارت تصريحات ترامب ردود أفعال غاضبة وانتقادات من سوريا وروسيا وتركيا وإيران، كما قالت متحدثة باسم الحكومة الألمانية إن بلادها ترفض الخطوات الأحادية، مضيفة أن ضم إسرائيل للجولان باطل بموجب قرار الأمم المتحدة.
فرنسا: لا نعترف بضم إسرائيل لهضبة الجولان
على صعيد متصل، قالت وزارة الخارجية الفرنسية، الجمعة، إن فرنسا لا تعترف بضم إسرائيل لهضبة الجولان وإن الاعتراف به يتعارض مع القانون الدولي، لافتة إلى أن "الجولان أرض تحتلها إسرائيل منذ عام 1967، وفرنسا لا تعترف بضم إسرائيل لها عام 1981".
وأضافت "أن الاعتراف بسيادة إسرائيل على الجولان، وهي أرض محتلة، سيتعارض مع القانون الدولي وبخاصة الالتزام بألا تعترف الدول بوضع غير مشروع".
الكرملين: دعوة تهدد بزعزعة الاستقرار في الشرق الأوسط
قال ديمتري بيسكوف المتحدث باسم الكرملين في مؤتمر صحفي الجمعة، "إنها مجرد دعوة حتى الآن. دعونا نأمل أن تظل كذلك".
وأضاف أن مثل هذه الدعوات تهدد بزعزعة الاستقرار في الشرق الأوسط على نحو خطير وتضر جهود التوصل إلى تسوية سلمية في المنطقة.
ألمانيا: خطوة أحادية مرفوضة
قالت متحدثة باسم الحكومة الألمانية الجمعة إن هضبة الجولان أرض سورية تحتلها إسرائيل.
وأكدت المتحدثة أولريكه ديمر أن "تغيير الحدود الوطنية لا بد أن يكون عبر وسائل سلمية بين جميع الأطراف المعنية".
وأضافت "ترفض الحكومة الخطوات الأحادية".
فصائل فلسطينية: تحدي وقح للأمة العربية
أصدر تحالف قوى المقاومة الفلسطينية، بيانًا صحفيًا، الجمعة، أدان خلاله، موقف ترامب بشأن الاعتراف بسيادة "إسرائيل" على مرتفعات الجولان، مؤكدًا أنه يعد تحديًا وقحًا للحقوق التاريخية للشعب العربي السوري وللأمة العربية.
وقال البيان، إن تحالف قوى المقاومة الفلسطينية يدين ويشجب ويرفض "موقف الرئيس الأمريكي دونالد ترامب" تجاه الجولان السوري المحتل، مشيراً أن الولايات المتحدة تتحدى الأمة العربية والإرادة الدولية وأن ما أعلنه الرئيس الأمريكي بضرورة الاعتراف بسيادة إسرائيل على مرتفعات الجولان يمثل تحديا وقحا للحقوق التاريخية للشعب العربي السوري وللأمة العربية وانتهاكا سافرا لكل قرارت مجلس الأمن ولشرعية الأمم المتحدة والقانون الدولي.
وأضاف، أنّ الرئيس الأمريكي باتخاذه هذه المواقف والسياسات الرعناء تجاه الجولان والأراضي العربية المحتلة وما اتخذه تجاه مدينة القدس، والقضية الفلسطينية يقود المنطقة الى مزيد من التوتر والتصعيد، وهو يعتقد واهما أنه باستطاعته التعويض عن الخسارة التي منيت بها سياسة الولايات المتحدة في المنطقة، بعد فشل مخططاتها ومشاريعها.
وأشار، إلى أنّ تحالف قوى المقاومة الفلسطينية وكل القوى الحية في أمتنا تدين وترفض هذه السياسة والمواقف العدوانية التي يطلقها الرئيس الأمريكي، ونحذر من هذه السياسة التصعيدية التي ستؤدي إلى مزيد من العداء والكراهية للولايات المتحدة ، وستقود إلى تصعيد المواجهة للاحتلال وللولايات المتحدة. وستضع المنطقة على فوهة بركان لأن الأمة العربية لن تقبل بهذه السياسة الهوجاء وستتصدى لها بكل حزم .
ربما تلجأ إدارة ترامب خلال الفترة المقبلة لنفس الأدوات والآليات التي انتهجتها للضغط على دول العالم بهدف قبول "وعد بلفور الجديد" الخاص بإعلان القدس عاصمة لدولة الاحتلال، والتي يعد التهديد بقطع المساعدات المالية وتحديدًا عن دول العالم الثالث، واحدة من أهم أسلحة الإدارة الأمريكية التي تعول عليها لتمرير اعتراف جديد ينحاز للاحتلال الإسرائيلي ويعادي حقوق الشعوب العربية ويدمر فرص تحقيق السلام بالمنطقة.