نشر بتاريخ: 2019/04/20 ( آخر تحديث: 2019/04/20 الساعة: 09:35 )
أحمد عبد التواب

عن تركيا وقطر فى ليبيا

نشر بتاريخ: 2019/04/20 (آخر تحديث: 2019/04/20 الساعة: 09:35)

تأتى تركيا وقطر من بعيد إلى ليبيا من أجل المصالح، وحتى إذا اختلفتَ معهما حول مصالحهما فإن هذا هو منطق السياسة وهو الأساس الذى يأتى بأمريكا من الطرف الآخر الأبعد من الكوكب، ولكن الغريب أنهما ينكران الدوافع والأهداف الواضحة ويزعمان أن تدخلهما لوجه الله ولمصلحة الإنسانية، كما أنهما لا تكفّان عبر فضائياتهما وكل منابرهما عن الهجوم على مصر الملاصِقة لليبيا وهى تحمى حدودها وتدرأ الخطر المادى الحقيقى من منابعه.

ويعلم العالم كله أن مصر مستهدفة من الإرهابيين المدعومين من دول كثيرة منها تركيا وقطر، وأن هؤلاء الإرهابيين يجاهرون بمعاداة مصر ولا يخفون خططهم، حتى إنهم نجحوا بالفعل فى بعض الحالات من اختراق الحدود بالأسلحة والأموال وقاموا بعمليات إرهابية راح فيها شهداء مدنيون مصريون عزل جرى قتلهم على الهوية، ولكن تركيا وقطر لم يطرف لهما جفن مع سقوط الضحايا، بل إنهما أصدرتا البيانات المتوالية تدين مصر أنها تتعامل مع هؤلاء الإرهابيين القَتَلة بالقوة المُفرِطة..إلخ!

وأما أوضاع الإرهابيين فى ليبيا، فقد رصد بعض الباحثين 117 جماعة إرهابية مسلحة تعمل على الأرض هناك، وهى متفاوِتة فى العدد والعدة، كما أنها تتنوع فى العمالة لدول مختلفة أكثرها سخاء تركيا وقطر! وهذه معلومات رائجة ومنشورة ولكن تركيا وقطر لا تردان ولا تفسران، ولا تقران بأن لأى منهما أى وجود فى ليبيا! فإذا لم يكن ضمن أغراضهما تهديد أمن مصر، فما هى دوافعهما وما هى مصالحهما التى تأتى بهما من بعيد ليشعلا النيران التى تحرق ليبيا والتى تستهدف مصر؟ وماذا يعود على كل منهما عندما تتحقق هذه الأهداف التخريبية؟

ولقد أصيبت الدولتان الآن بحالة من التوتر والعصبية إلى حد الهستيريا مع النجاحات النوعية التى يحققها الجيش الوطنى الليبى على الأرض، وتنظيف جنوب البلاد وشرقها من الإرهاب العلنى وإجبار فلوله فيهما على الاختباء، ثم توجه الجيش غرباً نحو العاصمة بثبات، برغم الكر والفر، فى مواجهة إرهاب مدجج بالسلاح والمال ومدعوم سياسياً بالفضائيات وبمواقف مؤسسات دولية ألعوبة فى المخطط.

الأهرام المصرية