الاضطهاد الممارس ضد المرأة في المجتمع الفلسطيني
خاص بالفيديو|| "نسرين موسى" في روايتها "نصف امرأة ولكن" تثبت أن المرأة نصف المجتمع
خاص بالفيديو|| "نسرين موسى" في روايتها "نصف امرأة ولكن" تثبت أن المرأة نصف المجتمع
غزة- محمد عابد: كيف لأي امرأة أن تتقبل فكرة الطلاق التي وقعت عليها بسبب المرض، وفي الوقت نفسه عليها أن تتقبل فكرة المرض، وهي التي كانت تعتقد أن حياتها المستقرة والآمنة التي تعيشها مع زوجها لا يمكن أن تتغير إلا بمشيئة الله، كيف لها أن تتقبل فكرة نفور زوجها منها؟ أن تتقبل فكرة انهيار عشها الآمن بسبب مرضها؟
الكاتبة والصحفية نسرين موسى سلطت الضوء على هذه المشكلة وغيرها من المشكلات التي تواجهها المرأة في روايتها التي حملت عنوان"نصف امرأة ولكن".
الرواية التي تحدثت عن الاضْطِهاد الممارس ضد المرأة في المجتمع، وتعنيفها وما يقع عليها من اضْطِهاد مُركب، وكيف يتعامل بعض الأزواج مع زوجاتهم المريضات، وخاصة مريضات سرطان الثدي، فينظر بعض الأزواج لهن أنهن ناقصات الأنوثة وينفرون منهن بطريقة مؤلمة.
كما تحدثت أيضا عن حقوق المرأة في الميراث و ظلم الأخ لها، واضْطِهاد أخته وتعنيفها بالضرب لانتزاع حقوقها المالية والهيمنة على مالها وراتبها.
وعالجت الرواية مشكلة "سميرة" بطلة الرواية باسترجاع قوة شخصيتها إلى أن استطاعت انتزاع حقوقها لتظهر امرأة كاملة ولا تقبل بأن تكون نصف امرأة.
نسرين موسى، تخرجت من جامعة الأقصى عام 2001، تخصص الصحافة والإعلام الذي لطالما أحبته، لكي تنقل رسالة المرأة ومعاناتها في مجتمعنا، لكي تُعلي صوت المرأة، فكتبت العديد من القصص والتقارير، لتعمل فيما بعد محاضرة في كلية مجتمع الأقصى، وتميزت في العمل في المجال الإنساني.
أحبت نجيب محفوظ وقرأت له العديد من الروايات منذ صغرها، وبدأت تكتب هي بطريقتها الخاصة، فكانت تكتب العديد من المقالات وكان والدها خير داعم لها، فكان يحفزها على الكتابة ويحثها على الاجتهاد أكثر وأكثر، وبعد زواجها بدأ زوجها يدعمها ويشجعها فقد كان له بصمته في تلك الرواية، حيث تقول كاتبة الرواية،"كنت أوقظه في ساعات متأخرة من الليل لأستشيره في مجريات الرواية، ولم يكن يبدي أي استياء".
تتحدث الرواية عن سميرة والتي تلعب دور البطلة، مورس عليها أشد أنواع العنف الجسدي، قابلتها الكاتبة بالصدفة في أحد الأفراح، وانبهرت من الحالة التي رأت سميرة عليها، وقررت مساعدتها على الخروج من تلك الحالة المأساوية، وبالفعل نجحت في ذلك، كما وتحدثت الرواية عن الميراث وتقسيمه وحرمان الأخ لأخته من ميراثها الخاص، وكذلك سلطت الضوء على موضوع العنوسة.
والجدير ذكره، أن الرواية لقت رواجا بشكل غير مسبوق في قطاع غزة، وكذلك حصدت نسبة مبيعات كبيرة جدا، خاصة بين الأوساط الشبابية.
من جانبها وعدت الكاتبة جمهور قرائها بكتابة روايات تلامس حياتهم المعيشية وقضاياهم الإنسانية وأنها ستبقي تحارب بعض الثقافات الخاطئة كما يحارب العساكر في الميدان.