خاص بالفيديو|| جهاد عيسى.. ملحمة "أم" تجمع الحجارة لتوفير قوت أطفالها
خاص بالفيديو|| جهاد عيسى.. ملحمة "أم" تجمع الحجارة لتوفير قوت أطفالها
غزة - رامز صبحي: بصوت مبحوح من الجوع والحزن على أطفالها، تحدثت جهاد موسى عيسى أبو محسن، 49 عامًا، المقيمة بمنطقة النهر البارد في خانيونس، لـ"الكوفية" عن مأساتها، فهي تعيل أسرة مكونة من طفلين، وتعيش في سكن صنع من الطوب أسفل مكب نفايات بخانيونس، وسط العقارب والثعابين، وتعمل على تجميع الحجارة من الشوارع، لبيعها مقابل 5 شيكل، حتى تستطيع توفير الغذاء لطفليها، متحملة إهانات بعض الصبية في الطرقات، ومشقة العمل، تحت الشمس الحارقة في نهار رمضان، لتجسد خطواتها ملحمة "أم" تناضل من أجل توفير قوت أطفالها.
جمع الحجارة مقابل 5 شيكل
قالت "جهاد" لـ"الكوفية":" يوميًا أعمل من السابعة صباحًا وحتى الساعة السابعة المغرب، وأنا صائمة، وأقوم بجمع الحجارة من الشوارع، حتى أوفر قوت يوم أطفالي"
وأضافت باكية:" الوضع سيء كثيرًا، ليس لدي دار أو منزل أو أي شئ، لا أملك في الدنيا إلا أطفالي الذين يساعدونني في العمل".
وتابعت:" اتمنى أن أطفالي يصبحون أفضل حالًا مني، لأنني أعيش مأساة، وكل ما أتمناه من الله منزلًا يحتضن أطفالي بعد وفاتي".
وأوضحت:" أقوم بتجميع الحجارة والزجاج وأبيعهم لـ"الكسارة" مقابل 5 شيكل وهذا عمل رجال وليس عملي"، مناشدة أصحاب القلوب الرحيمة بالعطف على أطفالها وتوفير مسكن لهم.
النوم وسط العقارب
وأكملت جهاد حديثها لـ"الكوفية" قائلة:" أنا عمري 49 عامًا وزوجي يبلغ من العمر 83 عامًا، متزوجين منذ 18 عامًا"، مؤكدة ليس لدي مطالب غير سكن لأطفالي، حتى لو مساحته 50 مترًا ومكون من غرفة واحدة وحمام ومطبخ، ليحمي أولادي الصغار، لافتة إلى أنها تعيش في مسكن حكومي غير مستقر أسفل مكب النفايات بخانيونس، وسط العقارب التي تصل إلى وسائد النوم.
وعود في الهواء
واستطردت "جهاد" شارحه مأساتها، قائلة:" تلقيت وعود كثيرة بتوفير سكن لي ولأطفالي ولكنها جميعها لم تنفذ، وأطفالي لهم متطالبات كثيرة عاجزة عن توفيرها، وهو ما يدفعني للعمل في تجميع الحجارة وبيعها وتحمل الإهانات من بعض الصبية في الطرقات".
وبمجرد أن أنهت "جهاد" حديثها لـ"الكوفية" استقلت "عربة يجرها حمارًا" لمواصلة عملها وجمع مزيدًا من الحجارة برفقة طفليها، لبيعهم وتوفير الغذاء لأسرتها التي تعيلها، لتمضي في طريقها وسط منازل بسيطة مصنوعة من الطوب والصفيح والخيام تحمل في داخلها قصص مواطنين يعيشون مأساة لا تقل عن مأساة "جهاد".