من "عيدنا يوم عودتنا" الى "عيدنا يوم وحدتنا"!
حسن عصفور
من "عيدنا يوم عودتنا" الى "عيدنا يوم وحدتنا"!
من أهم سمات الشعب الفلسطيني، انه يدرك جيدا، ان الفرح شكل من اشكال مواجهة الهزيمة، أي كانت التضحيات، فالخبرة التاريخية لشعب تعرض لما لم يتعرض لهغيره، أيقن تماما، ان محاولات الأعداء بكسر روح الفرح كانت ضمن أشكال نزع روح الثورة والتصدي.
الشعب دوما يفرح، لا يسمح بتسلل اليأس والانكسار، لكنه أيضا لا ينسى ابدا ما له من حقوق، طال زمنها ام قصر، يمارس طقوس الأعياد بفرح، ويرفقها بعبارة تعيد للذاكرة أحد أهداف وطنية، لترسيخها كجزء من الثقافة ضمن مسار العمل الثوري.
من العبارات التي شكلت جزء من الوعي بعد النكبة الكبرى عام 1948 واغتصاب غالبية أرض فلسطين، يرددها الأهل أينما كانوا داخل الوطن وفي الشتات، مع كل عيد او مناسبة فرح، "عيدنا يوم عودتنا"، عبارة لخصت بكثافة أبرز أهداف الشعب، التي لا تزال حتى يومنا تمثل نقطة مركزية في مسيرة الشعب وتطلعه للتحرر والعودة.
"عيدنا يوم عودتنا"، كانت جزءا اجتماعيا – سياسيا، تسمح بالفرح دون أن تغفل حقا يجب ان يكون، ولكن يبدو أن تلك التهنئة التي مثلت ردا فطريا قبل ان يكون مبرمجا بحسبة حزبية، رغم انها لا زالت جزء من الذاكرة، تحاصر بما هو مستحدث من "أمنيات" فرضها تطور الأحداث، خاصة في السنوات الأخيرة، بحيث تبدو عبارة "عيدنا يوم عودتنا" كترف سياسي، فيما تستبدل بـ "عيدنا يوم وحدتنا".
"عيدنا يوم وحدتنا" عبارة تلخص حجم الكارثة الوطنية التي أحلت بشعب فلسطين، بعد ان نجحت قوى العدو المركب بزراعة أخطر "سم سياسي" في الجسد الفلسطيني المعروف باسم "الانقسام"، فهو سلاح العدو ليس لتمرير مشروعه التهويدي فحسب، بل لتدمير مشروع وطني بدا بترسيخ كيانيته فوق أرض فلسطين بقيادة الشهيد المؤسس الخالد ياسر عرفات كحجر أساس لضرب المشروع الصهيوني.
الانقسام، "سم سياسي" والهدية الأكبر التي قدمتها بعض الأدوات المحلية، وبتشجيع من قوى خارجية دولية وعربية، للطغمة الفاشية الحاكمة في تل أبيب، حلم فاق حلمهم بالخلاص من ياسر عرفات، ذلك ما أعلنته أوساط متعددة من قادة دولة الاحتلال.
"عيدنا يوم وحدتنا"، تكثيف لحقيقة انه لا يمكن تحقيق نصر سياسي، أي كان في ظل انتشار "السم بالجسد"، فلا يمكن لمريض هزيل ان يقهر عدوا كعدونا القومي...وبداية تصويب المسار تبدأ بعلاج جذري لاستئصال السم السياسي من الجسد الفلسطيني.
هل لا زال هناك من يدرك الحقيقة ويعمل على استئصالها، ام لكل دوره في "عقدة" لم يعدها حلها بيد وطنية...!
سنبقى نفرح، نغني، نحزن، نرقص وننشد للوطن والشهيد والقضية ولكل من فارقنا...شعب فلسطين مضاد لكل اشكال القهر مهما اصابته حالة "سكون"...نعم كما قال المؤسس أبو عمار هو "طائر الفينيق"...وعيدنا فرح وسعادة لنقهر عدونا به!