تقرير أمريكي: "وقف إطلاق النار" في غزة مجرد غطاء لتدمير ممنهج
تقرير أمريكي: "وقف إطلاق النار" في غزة مجرد غطاء لتدمير ممنهج
الكوفية كاليفورنيا – وصف تقرير صحفي أمريكي وقف إطلاق النار في غزة بأنه لم يكن توقفًا حقيقيًا للأعمال العدائية، بل تحولًا تكتيكيًا يسمح لإسرائيل بمواصلة حملة التدمير المنهجي للبنية التحتية والمنازل في القطاع.
وأشار تقرير موقع "كاونتر بانش" إلى أن إسرائيل بدأت منذ 10 أكتوبر/تشرين الأول، اليوم الأول للهدنة المعلنة، في تغيير استراتيجيتها من القصف الجوي العشوائي إلى هدم منظم للمنازل والبنى التحتية الحيوية، مؤكدة صور الأقمار الصناعية والتقارير الميدانية هذا النهج.
وأوضح التقرير أن الهجمات استمرت في مناطق شرق الخط الأصفر، حيث هُدمت نحو 1500 مبنى بين 10 أكتوبر و2 نوفمبر، ما أدى إلى تقسيم غزة إلى نصف غربي محتجز فيه الناجون، ونصف شرقي ما زال تحت وجود عسكري إسرائيلي نشط. واعتبر التقرير أن الهدف الإسرائيلي من هذا التدمير الممنهج هو جعل المنطقة غير صالحة للسكن بشكل دائم.
كما أوضح التقرير أن إسرائيل استمرت في شن الغارات الجوية والهجمات البحرية على رفح وخان يونس، بينما يحرم الفلسطينيون من حق الدفاع عن أنفسهم، مما يجعل الهدنة أحادية الجانب.
ونوه التقرير إلى أن تاريخ غزة الطويل يظهر أن ترسيم الحدود الحالي، المعروف بالخط الأصفر، هو أحدث مرحلة من مراحل التجزئة والاحتجاز التي بدأت منذ النكبة عام 1948 واشتدت بعد احتلال القطاع عام 1967، مع إنشاء المستوطنات غير القانونية والمناطق العازلة والسيطرة الإسرائيلية على الحدود والموانئ والبحرية، ما أدى إلى تقييد حرية الحركة ومصادرة نحو 40% من الأراضي.
وأكد التقرير أن الخط الأصفر الحالي يمثل أفظع أشكال التجزئة، حيث يُحتجز النازحون في مناطق مدمرة تفتقر إلى المستشفيات العاملة والمساعدات الإنسانية، ويجعل حياتهم معرضة للخطر المستمر، مؤكدًا أن هذا الوضع يكرّس الحرمان المستمر للفلسطينيين منذ أجيال.
واختتم التقرير بالتحذير من أن فرض إسرائيل للخط الأصفر كواقع قائم سيؤدي إلى كارثة إنسانية أكبر، ويعيد خلق واقع غير مستقر وأكثر دموية مقارنة بما كان قائمًا قبل 7 أكتوبر.