بين الضغط المالي وتوتر المخيمات... قراءة في زيارة لازاريني إلى لبنان
بين الضغط المالي وتوتر المخيمات... قراءة في زيارة لازاريني إلى لبنان
الكوفية أنهى فيليب لازاريني، المفوّض العام لوكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا)، زيارته الى لبنان والتي إستمرت 3 أيام.
وهدفت الزيارة إلى استعراض واقع عمل الوكالة في لبنان، ومناقشة الأزمات التمويلية التي تهدّد استمرارية خدمات الأونروا، وطلب دعم لبناني ودولي لحماية برامج التشغيل والإغاثة والتعليم والصحة المقدّمة للاجئين الفلسطينيين داخل المخيمات.
عقد لازاريني سلسلة لقاءات مع كبار المسؤولين اللبنانيين على مستويات رسمية متعددة، وأعاد الملفّ الفلسطيني والقلق من تأثير أي تقليص لخدمات الأونروا إلى صدارة الاهتمام السياسي اللبناني.
-لقاء مع وزير الخارجية والمغتربين
نوقشت الأولويات المتعلقة ببقاء خدمات الأونروا التعليمية والصحية، وخطورة العجز المالي على إستمرار البرامج، والتأكيد أن بقاء "الأونروا" هو عامل أساس للحفاظ على الاستقرار في المخيمات الفلسطينية بشكل خاص وفي لبنان بشكل عام".
-لقاء مع رئيس مجلس النواب نبيه بري
ركّز اللقاء على ملف اللاجئين الفلسطينيين وبرامج عمل الأونروا في لبنان، والحاجة لتنسيق لبناني أعلى لدعم استمرار الخدمات.
-لقاء مع رئيس الحكومة نواف سلام
بحث اللقاء آليات التعاون وموقف الحكومة من حماية عمل الوكالة وضمان وصول المساعدات للخدمات الأساسية في المخيمات.
-لقاء مع رئيس الجمهورية جوزاف عون في قصر بعبدا
تمّ خلاله عرض واقع عمل الوكالة والأعباء التي تواجهها في ظل التحديات المالية والسياسية الإقليمية.
وتناول أوضاع المخيمات الفلسطينية وأهمية إستمرار الوكالة في أداء عملها.
-لقاء مع سفير فلسطين في لبنان محمد الأسعد
تم عرض أوضاع المخيمات والتأكيد على دور الدول المانحة في مواصلة تمويل وكالة "الأونروا" لمواجهة التحديات المالية ومواجهة الازمات المتفاقمة في كافة المخيمات الفلسطينية.
-اجتماعات داخلية مع إدارة الأونروا ومسؤولين أمميين
عرضت خلالها إدارة الوكالة أرقامًا أولية عن الفجوة التمويلية وتأثيرها المحتمل على خدمات التعليم والصحة والتشغيل.
حملت زيارة لازاريني الى لبنان عدة مواقف:
1-التشديد اللبناني على أن استمرارية عمل الأونروا تمثل عنصرًا أساسيًا للحفاظ على الاستقرار في المخيمات.
2-تأكيد لازاريني على التزام الوكالة بمهمتها رغم الضغوط المالية، وطلبه حشد دعم دولي ومحلي لسد الفجوة المالية.
3-رسائل سياسية مفادها أن تقليص خدمات الأونروا قد يؤدي لتفاقم الأوضاع الإنسانية وبدورها تأثير أمني واجتماعي داخل لبنان.
4-أعادت الزيارة الملفّ الفلسطيني إلى جدول الأعمال السياسي اللبناني، مع إظهار توافق شكلي بين مؤسسات الدولة على أهمية دعم الأونروا.
تعد الزيارة هامة لحشد الدعم المالي الخارجي وتوضيح حجم الاحتياجات في لبنان، خصوصًا أمام الدول المانحة والجهات الدولية.
لكن على إدارة الأونروا في لبنان القيام بمراجعة شاملة لأداء عملها على كافة المستويات وإعادة الإنفتاح والشراكة مع المجتمع المدني الفلسطيني في المخيمات وتحديد الأولويات التمويلية واستمرار الدعم للخدمات الأساسية (التعليم ـ الصحة ـ الدعم المالي للأسر)
لكن التحدّي الحقيقي يكمن في تحويل الإلتزامات الشفهية والسياسية إلى بوابة لحشد تمويل فعلي ووضع خطط تنفيذية جادة تحمي الخدمات الأساسية للاجئين الفلسطينيين في لبنان.