ضابط إسرائيلي: الجيش يشارك مباشرة بإنشاء المزارع الاستيطانية بالضفة الغربية
ضابط إسرائيلي: الجيش يشارك مباشرة بإنشاء المزارع الاستيطانية بالضفة الغربية
الكوفية الأراضي المحتلة - كشف ضباط في جيش الاحتلال الإسرائيلي، النقاب عن تعاون بين المستوطنين والجيش في بناء بؤر استيطانية زراعية في الضفة الغربية المحتلة، منذ تعيين آفي بلوط قائدا لـ "القيادة الوسطى" في الجيش.
وقال ضابط إسرائيلي في تصريحات صحفية لـ "كان 11" العبرية، إن العمل على إنشاء هذه المزارع الاستيطانية بدأ فعليا منذ تموز/ يوليو 2024، ضمن آلية منظمة وبالتنسيق الكامل مع القيادة العسكرية.
وأورد: "الجيش الإسرائيلي لم يعد مجرد متلق للأمر الواقع، بل أصبح شريكا في التخطيط المسبق لإقامة المزارع الاستيطانية في الضفة".
وأوضح أن الوضع كان مختلفا في عهد العقيد يهودا فوكس، حيث كانت المزارع الاستيطانية تقام فجأة على الأرض وبدون أي تنسيق مع الجيش، أي "في الخفاء"، وكان على الجيش قبولها كأمر واقع.
ونوه إلى أن جيش الاحتلال عيّن ضابط الدفاع الإقليمي إليتسور طرابلسي، مسؤولا رئيسيا عن ملف المزارع الاستيطانية؛ "طرابلسي يقوم بدور محوري لتجنب تورط قائد المنطقة في التفاصيل".
وبيّن: "يزور طرابلسي الموقع المخصص للمزرعة الاستيطانية، يجري مقابلات مع أصحاب الأرض، ويجري جولة تمهيدية لتقييم الوضع قبل الشروع في التنفيذ".
واستطرد: "بعد الجولة، يتم إشراك قائد اللواء لإطلاعه على المستجدات، وإرسال الخرائط اللازمة، ثم يرفع الأمر إلى الجنرال المسؤول الذي يعطي الموافقة النهائية لإقامة المزرعة الاستيطانية بالتنسيق الكامل".
وأكد الضابط الإسرائيلي: "العملية ليست مجرد تنسيق لحظي، بل تتسم بالتنظيم الدقيق على مستوى الفرقة واللواء الإقليمي، حيث يصدر أمر فعلي يحدد ترتيب القوات المكلفة بتأمين المزرعة الاستيطانية، وطريقة إنشائها، وعدد الكرفانات المستخدمة، لتصبح إقامة المزرعة عملية منظمة ومنسقة بالكامل".
ونبه إلى أن إنشاء المزارع الاستيطانية يتطلب مشاركة مباشرة من الجيش، حيث يخصص الجيش مجموعة من الجنود للحماية والحراسة، إضافة إلى مستوطنين يسكنون المزارع أو التجمعات السكنية الاستيطانية المجاورة، وجنود الاحتياط.
وأوضح أن كل مزرعة استيطانية يخصص لها عادة 4-5 جنود، مع وجود أكثر من 100 مزرعة استيطانية في الضفة تعمل بنفس الآلية، ما يجعل عدد الأفراد المكلفين بحراسة هذه المزارع يتجاوز 500، أي ما يعادل كتيبة كاملة.
ولفت النظر إلى أن إقامة هذه المزارع الاستيطانية غالبا ما يؤدي إلى احتكاكات تتطور بسرعة، مما يتطلب نشر قوات إضافية للسيطرة على الوضع.
ووصف الضابط الإسرائيلي الوضع بـ "دورة متواصلة؛ تنشأ مزرعة، وتحدث احتكاكات، تؤدي إلى مزيد من الاحتكاكات والهجمات، التي بدورها تسهم في توسيع المزرعة وتحويلها تدريجيا إلى مستوطنة، إنه حدث لا ينتهي".
ونبه إلى أن "الجيش متورط" في إنشاء المستوطنات الزراعية "حدث غير قانوني ولا يندرج ضمن مهام الجيش الرسمية".
وكان مسؤول عسكري إسرائيلي رفيع المستوى قد أفاد في آذار/ مارس 2025، بأنه منذ بداية عام 2024 تم توثيق أكثر من 200 مخالفة بناء في القطاع الاستيطاني، شملت 36 مزرعة زراعية جديدة وعدة بؤر استيطانية.
وأشار المسؤول إلى أن الأمر الأكثر إثارة للقلق هو أن معظم هذه المزارع والبؤر الجديدة تنشأ وتقام بعلم وموافقة الجهات العسكرية المختلفة، وفقا لتصريحات المسؤولين عن إنشائها.
كما لفت إلى أن عمليات الإنشاء غالبا ما تصاحبها عناصر عسكرية من الفرق الإقليمية بالجيش، تقوم بتأمين مواقع البناء وشق الطرق وأعمال التطوير المرتبطة بها.