خاص|| 30 يونيو.. "ثورة شعب" أسقط تنظيماً واستعاد دولته
خاص|| 30 يونيو.. "ثورة شعب" أسقط تنظيماً واستعاد دولته
القاهرة: كتب شعبان فتحي - ميرفت عبد القادر
تمر اليوم 6 سنوات على ثورة الثلاثين من يونيو، تلك الثورة التي أسقطت حكم جماعة الإخوان المظلم، وأعادت مصر للطريق الصحيح، بعدما كانت تتجه إلى مسار سوداوي تتولى فيه قيادات الجماعة الإرهابية مقاليد حكم أهم دولة في الشرق الأوسط، إلا أن هذه الطموحات انهارت أمام إرادة الشعب المصري وإصراره على التخلص من تلك الجماعة، التي دمرت البلاد خلال عام واحد حكمت فيه، فكانت الثورة وانتصر الشعب.
تعبير عن نبض الشارع
قال نائب رئيس تحرير صحيفة الأهرام المصرية أشرف أبو الهول، في تصريحات لـ"الكوفية"، إن "ثورة 30 يونيو كانت مطلوبة، لمنع سيطرة الإخوان على مفاصل الدولة المصرية، خاصة أنها جاءت تعبيرًا عن نبض الشارع".
وأضاف، بعد 6 سنوات على الثورة تحقق الكثير من الانجازات، ولكن مازال أمام مصر الكثير لتحققه، موضحًا: "مصر تحتاج لثورة في الفكر والثقافة، وعلينا أن نعترف بأن مصر تخوض حربًا حقيقية، لإعاقتها عن تحقيق أي تقدم".
مكاسب تتحدى الإرهاب
وتابع أبو الهول، "يجب أن نعترف أن مصر تواجه إرهابًا دوليًا، مدعوم من قطر وتركيا بهدف تعطيل مسيرة الإصلاح التي بدأت بالفعل منذ رحيل نظام الإخوان، وحققت الكثير من المكاسب خلال السنوات الست الماضية".
وأكد "أبوالهول"، أن جماعة الإخوان لم تنته فعلياً وأنه على الرغم من أن ثورة 30 يونيو أزالت الطبقة الظاهرة من قيادات الجماعة إلا أن خلاياها النائمة مازالت موجودة، ولا تزال كذلك الجماعة تبث سمومها من الخارج من خلال القنوات الفضائية المدعومة من قطر وتركيا، والتي تهدف إلى تدمير البلاد وإعادتها إلى حالة الظلام التي كانت تعيش فيه خلال فترة حكم الجماعة لمصر.
وشدد على أنه بعد 6 سنوات على ثورة 30 يونيو، فإن الشعب المصري راضٍ بشكل كبير عما حققته الثورة من انجازات كثيرة متمثلة في الإصلاح الاقتصادي الذي شهدته البلاد خلال الفترة الماضية، بالإضافة إلى الإصلاحات السياسية والاجتماعية وعودة الأمن والقضاء على الإرهاب.
ثورة غيرت كل شيء
أكد الكاتب والمحلل السياسي محمد رشيد، أن ثورة الـ30 من يونيو وتبعات زلزالها لم تكتب بعد".
وأضاف أنه كان مراقبا لجزء صغير من "واقع مرجل ثوري غير كل شيء في مصر"، متابعاً: "أعلم جيدا أن الثورة كانت صناعة الشعب فانحاز لها الجيش وقائده الرئيس عبدالفتاح السيسي، وبعد تلك اللحظة بات من المحال فصل الشعب عن الرئيس".
وأشار إلى "السيسي" أبلغ زعماء العرب وقادة الدول الأجنبية أن طموحه هو خدمة مصر وجيش مصر، لكن ذلك الخيار لم يكن مناسبا لمستقبل الدولة المصرية في ظل حكم الإخوان".
المصريون رفضوا اختطاف الدولة
الأمين المساعد لأمانة العمل الجماهيري المركزية لحزب مستقبل وطن عبد الله سعيد، قال لــ"الكوفية"، إنه "لم يكن ممكنا للمصريين بحكم تاريخهم وحضارتهم القبول بأن يطول اختطاف دولتهم من قبل الجماعة الإرهابية أكثر من عام مليء بالمشاهد السيئة".
وأكد، أن الاحتفال بالذكرى السادسة لثورة 30 يونيو هو في الحقيقة احتفال بانتصار الإرادة المصرية علي جماعات الضلال التي تسترت وراء الدين، فجاءت الثورة لتؤكد أنه لا أحد يملك أن يقرر لمصر مصيرها إلا شعبها سواء من جماعة أو أي فصيل، الأمر الذي حطم مخططات القوي الاقليمية والدولية والانتهازيين والمتسلطين والخونة الذين تآمروا ضد مصر لكن بفضل الثورة عادت الثقة للمصريين للخروج من النفق المظلم لجماعات الإفك والضلال فكانت الثورة الوسيلة السلمية الوحيدة المتاحة أمام الشعب لاستعادة الوطن".
عودة مصر لمكانتها الإفريقية
"سعيد" أكد أن السنوات الست الماضية شهدت الكثير من الإصلاحات الاقتصادية والاجتماعية والثقافية والسياسية، وشهدت أيضًا عودة مصر لأحضان أفريقيا وتعزيز العلاقات المصرية العربية والخليجية ودول العالم، وعودة الريادة المصرية في منطقة الشرق الأوسط، وساهمت في تحجيم النفوذين التركي والإيراني وكانت سببا في تأسيس المحور المصري الإماراتي السعودي، في مواجهة المحور القطري التركي، ما صب في مصلحة تقوية الأمن القومي العربي.
القضاء على الإرهاب
وشدد على أن 30 يونيو، ساهمت في تغيير السياسات المصرية داخليا وخارجيًا وحاربت الفوضى والإرهاب الذي كان سينتشر في منطقة الشرق الأوسط قاطبة إذا استمر حكم الجماعة، كما ساهمت في تحجيم تصدير الهجرة غير الشرعية إلى أوروبا، وكانت سببا في تخفيف الهجمات الإرهابية عن أوروبا بعد تحجيم دور الجماعة الإرهابية في مصر والقضاء على قاداتها.
ثورة شعبية كاملة الأركان
المفكر السياسي د. مصطفى الفقي قال لـ "الكوفية"، إن الشعب أكد إرادته، واستعادة زمام الأمور بعد حالة الضياع التي كانت تمر بها البلاد.
وأضاف، "ما حدث هو تأكيد لإرادة الشعب المصري وقواته المسلحة"، واصفًا "30 يونيو" بأنها "ثورة شعبية حقيقية كاملة الأركان وتعبير حقيقي عمّا يراه الشعب المصري تجاه مستقبله".
وشدد على أن "ثورة 30 يونيو هي قرار اتخذه الشعب بإنهاء أسطورة الإخوان فى التاريخ المصرى المعاصر، مشيراً إلى أنه مع بداية حكم الإخوان للبلاد تحول صراع الجماعة من الصراع مع (الحكم) إلى الصراع مع (الشعب)، وفي النهاية انتصر الشعب وأسقط حكم الجماعة.
انقاذ مصر من "وحل" الجماعة
الكاتب الصحفي والنائب في البرلمان المصري عبد الرحيم علي، أكد أن 30 يونيو "هي ثورة شعب، تاق إلى استرداد كرامته التي مرمغها التنظيم الإرهابي في الوحل.. ثورة مستمرة، حتى الآن، ضد من خططوا لإسقاط مصر وتقسيم شعبها، وتمزيق وَحْدَتِها، وتركيع مؤسساتها الوطنية، الذين مازالوا يقفون متربصين خلف الأبواب، ينتظرون أن نغفل قليلا أو أن نختلف كثيرا، أو أن تخور قوانا أو ترتخي قبضتنا، لكي يهجموا علينا".
الثورة مستمرة
"علي"، أكد في مقال له، أن "الثورة مستمرة؛ لأننا لم نخرج بعدُ من عُنق الزجاجة، لم ننتهِ بعد من حربنا ضد الإرهاب، لم نستكمل مهامَ بناء دولتنا الديمقراطية المدنية الحديثة، لم نضع بعدُ أسس وقواعد النهضة التي يستحقها شعبنا".
وتابع، "ما زلنا نكافح من أجل النهوض من عثراتنا، وما زالوا يلاحقوننا في كل مرة نحاول فيها أن نخطوَ للأمام، بسياط النقد اللاذع، والتلسين الجارح، والتخوين الفاضح.. ما زالوا يحاولون إقناعنا أننا على خطأ، وأن ما كانوا يحفرونه من قبور لهذا الشعب وتلك الأمة وهذا البلد الأمين، هو عين الصواب".
وتحتفل مصر، اليوم الأحد، بالذكرى السادسة لثورة الثلاثين من يونيو، التي أشعلها الشعب في العام 2013، لإسقاط حكم جماعة الإخوان وتقديم رموز الجماعة للمحاكمة على ما ارتكبوه من جرائم في حق الشعب المصري.
ومنذ ذلك التاريخ، تخوض قوات الجيش والشرطة المصرية عملياتها العسكرية في سيناء لتطهيرها من الإرهابيين، الذين ينفذون عملياتهم التخريبية ضد القوات الأمنية والمدنيين.