نشر بتاريخ: 2019/08/31 ( آخر تحديث: 2019/08/31 الساعة: 09:00 )

خاص بالفيديو|| مرام أحمد.. طالبة ترسم بمواهبها طريقًا لتحقيق أحلامها في غزة

نشر بتاريخ: 2019/08/31 (آخر تحديث: 2019/08/31 الساعة: 09:00)

غزة: محمد عابد: وسط أشجار "مخيم الزيتون" في غزة، قررت "مرام الحاج أحمد"، أن تتحدى كافة العراقيل المتمثلة في الأوضاع الاقتصادية الصعبة بالقطاع، وأزمة الكهرباء، وغيرهما، وتتجاوزها في سبيل تحقيق حلمها، بإتمام دراستها الجامعية في كلية طب الأسنان، مستعينة في ذلك بمواهبها في فنون الرسم، والتطريز، وصناعة السجاد بالطريقة الديوية، عبر تطويرها وتنميتها، وبيع منتجاتها، للإنفاق على رسوم دراستها.

تعيش مرام الحاج أحمد، ظروفًا صعبة في مخيم الزيتون، علي أطراف مدينة غزة, مثل باقي سكان مخيمات القطاع، حيث تسكن في منزل قديم، تآكلت جدرانه، ولكنها تحول من الداخل إلى معرض فني يتزين بأعمال فتاة مثابرة طموحة، لا تعرف المستحيل أو الكلل أو التعب، تواصل نهارها بالليل في العمل لتتمكن من تجميع رسوم الفصل الدراسي.

تحدثت "مرام الحاج" إلى "الكوفية" عن مواهبها، وكيف عملت علي تنميتها، وتوظيفها، لتصبح بمثابة مهن تمتهنها لإتمام دراستها الجامعية، قائلة:" أحببت فن الرسم، منذ الطفولة، فكنت أميل لرسم الشخصيات الكرتونية، بالقلم الرصاص، والألوان الخشبية، وألوان الباستيل، والفحم، وكذلك بالماكياج، وفي كل مرة كنت أحاول رسم شيئًا جديدًا، وأحببت رسم الشخصيات وأتقنته مع تكرار المحاولات، والالتحاق بدورة لتعليم الرسم في أحد مراكز غزة، تعلمت خلالها، رسم صورة مطابقة للصورة الحقيقية بنسبة 100%، ومن ثم قمت بالمشاركة في معرض أقامته جامعة الأزهر بمناسبة اليوم العالمي لطب الأسنان، ووجدت أن رسوماتي لاقت إعجاب الكثيرين، وكذلك المُطرزات التي قمت بالمشاركة بها، وهذا ما شجعني للعمل أكثر ".

التطريز وأشغال الصوف

وعن موهبة التطريز وأشغال الصوف، تحدثت "مرام" قائلة:" والدتي هي من علمتني هذه الأشغال منذ أن كانت في الصف الخامس الإبتدائي، ولم يخطر ببالي أبدًا، أن أقوم ببيع ما أقوم بعمله"، لافتة، "في البداية قمت بالتعلم علي عمل أشياء بسيطة مثل الحقائب والطرحات، والآن أصبحت من خلال الممارسة أقوم بعمل كافة أشكال التطريز وكذلك الصوف، وطورت من نفسي لعمل أشياء أكثر كـ "الماركة والبت" وغيرهما، والآن أقوم بتطريز عبايات كاملة، وبدأت بعرضها للبيع ".

صناعة السجاد               

وأضافت "مرام":" ما ساعدني علي العمل في فكرة السجاد، هو أني أجيد عمل مشغولات الصوف، وحين بدأت الإجازة الصيفية، قررت أن أجد فكرة لأتمكن من تجميع رسوم الفصل الدراسي المقبل، ودخلت إلي "اليوتيوب"، وبحثت في معظم المواقع، إلي أن وجدت طريقة عمل السجاد،  تلك الفكرة التي تعتبر جديدة، وكذلك غير مكلفة، وجدت أن أدوات عمل السجاد قليلة، وسهل توفيرها، ولا تحتاج إلي مبلغ كبير، لتصنع سجادة أنت تحتاج إلي مسطرة، وقماش، وقطع من الصوف، والسيلكون، وكذلك تباشير، وما شجعني للعمل في هذا المجال هو موهبة الرسم، لأن أول خطوات عمل السجاد هي رسم الشكل المراد العمل عليه علي القماش".

وأردفت "مرام" قائلة:" المشكلة الوحيدة التي أقابلها في إتمام عملي هي أني أحتاج الكهرباء لإذابة "السيلكون"، حتى يسمح للصوف أن يُثبت بشكل جيد، وهذا ما يضطرني إلى السهر لساعات متأخرة، وكذلك العمل لساعات أكثر، وفي حال انقطعت الكهرباء فإني أجد نفسي مضطرة لاستعمال الشموع لإذابة السيلكون ".

وتابعت "مرام":" السجادة الواحدة تأخذ وقت علي حسب حجمها، وكلما صغر حجم السجادة كان الوقت أقل، وفيما يخص شكل السجادة ولونها فأنه يكون بناء علي طلب الزبون، ومن ثم أقوم بشراء القماش والصوف اللازم، وأرسم الشكل المتفق عليه علي القماش، وبعد ذلك أقوم بتثبيت الصوف علي الشكل الذي تم رسمه لتخرج السجادة بالشكل المطلوب".

التسويق عبر مواقع التواصل الاجتماعي

وعن طريقة تسويق أعمالها، قالت "مرام":" في البداية قمت بنشر أعمالي علي مواقع التواصل الاجتماعي، وكنت أتلقي اتصالات كثيرة، خاصة أن أسعار السجاد مناسبة للجميع".

وختمت "مرام" حديثها، قائلة:" نحن نعيش ظروف اقتصادية كباقي سكان قطاع غزة، ودخل والدي ضعيف، وتخصصي الدراسي بحاجة إلي مصروفات كثيرة، ورسوم، وأدوات، ومواد طبية، ومن هنا جاءت فكرة تسويق وبيع أعمالي، سواء كانت رسومات، أو صوف، أو تطريز، أو سجاد، لكي أتمكن من تحصيل رسوم الفصل الدراسي، وفي حال أني تخرجت من الجامعة وقمت بفتح عيادة خاصة بي فاني سأقوم بتعليم صناعة السجاد اليدوي لأختي ووالدتي، ولن أتخلي عن هذه المهنة خاصة، وأني وجدت إقبال علي ما أقوم بصناعته من السجاد ".

ويبقي امتزاج المواهب في شخص واحد مدعاة للاستغراب والدهشة، ولكن يوجد نماذج مضيئة كثيرة مثل "مرام الحاج أحمد"، فقط بحاجة إلى الاهتمام ومؤسسات ترعى مواهبهم وتنظم معارض لأعمالهم.