غزة: قال عضو المجلس الثوري لحركة فتح د. عبد الحكيم عوض، إن العدوان الإسرائيلي الأخير على القطاع رغم وحشيته والثمن الباهظ الذي دفعه شعبنا الباسل إلا أنه خلّف عدة انتصارات لن ينساها التاريخ أولها أن المعركة التي خاضتها المقاومة الفلسطينية مؤخرًا في صد عدوان الاحتلال على قطاع غزة لم تكن كسابقاتها، وأسست لمرحلة جديدة بل جاءت مختلفة تمامًا لتثبت للعالم أجمع أنه لا يمكن بحال القبول أو التعايش مع الاحتلال الإسرائيلي المجرم، ومن بينها أيضًا أن قوة الردع التي تجلت عبر المقاومة الباسلة أبهرت العالم الذي انتفض كله من خلال مسيرات ومظاهرات اسناد ودعم لشعبنا ورفضا وادانة لوحشية الاحتلال، ليس على المستوى العربي فحسب، بل في مختلف دول العالم وفي مقدمتها أمريكا وبريطانيا.
وشدد، خلال لقائه ببرنامج "بصراحة" على شاشة "الكوفية"، على ضرورة استثمار اجتماع الفصائل المنتظر في القاهرة، للبناء على هذه الانجازات في صوغ سياسة فلسطينية جديدة قادرة على الصمود و التصدي والمقاومة، وإن كان يجب و كنا نتمنى أن يشمل الاجتماع الكل الفلسطيني، لكن المؤسف انه سيقتصر على 18 مكونا سياسيا ولن يشمل القوائم الانتخابية التي باتت مكونات سياسية لا يمكن تجاهلها.
وأضاف، أن شعبنا يستحق التكريم لا أن يُطارد ويُعتقل مرشحي القوائم للانتخابات التي تم تأجيلها كاعتقال بعض مرشحي قائمة المستقبل، وشدَّد على أهمية بناء شراكة وطنية شاملة دون إقصاء أو إبعاد لأحد سواءً من الفصائل او القوائم
ودعا عوض لتشكيل قيادة وطنية موحدة تشرع في إصلاح وبناء منظمة التحرير الفلسطينية وتحديد موعدا جديدا للانتخابات، توطئة لبدء مرحلة جديدة في تاريخ ومستقبل نضال شعبنا.
وأشار إلى أن المطلوب خلال المرحلة المقبلة استثمار مكتسبات الحالة الراهنة وإنجازاتها في جني الحصاد السياسي، تأسيسًا على ما حققه شعبنا من إنجازات على صعيد صمود شعبنا وبسالة المقاومة، مع التمسك بالثوابت الفلسطينية التي لا يمكن أن نحيد عنها.
وحول الوضع الداخلي في دولة الاحتلال، قال د. عوض إن نتنياهو يعتقد أن بقاءه كرئيس لحكومة الاحتلال يحميه من المحاكمة، لكن الواقع أنه سيصبح خلف القضبان قريبا جدا، ولن تجدي محاولاته في الإفلات من خلال الترويج لنفسه كخادم لليمين الإسرائيلي في ملفي الاستيطان وتهويد القدس وغيرهما من الملفات التي أنهكت شعبنا وضربت الكثير من مقدراته.
وأضاف أن نتنياهو عنصر تفجير في المنطقة ويهدد الاستقرار الاقليمي، وأن الإرادة الدولية تتجه الآن إلى إستعادة المسار السياسي وأن مؤشرات لاحت في الأفق تؤشر الى تحول واضح في مواقف الفاعلين الدوليين وفي حالة التضامن والتأييد والدعم لصالح شعبنا الفلسطيني.
وكرر عوض، أن ثمة تكريم و هدية ينبغي تقديمها للشعب الفلسطيني بعد هذا الصمود الاسطوري وبسالة مقاومته من خلال اجتماعات الفصائل المزمع انعقادها في القاهرة، وهي إنهاء الانقسام وإعادة اللحمة لأبناء شعبنا وتشكيل قيادة وطنية موحدة وبناء استراتيجية وطنية تُجمع عليها كافة المكونات السياسية و تتلائم مع مرحلة ما بعد العدوان الصهيوني والشروع في انهاء معاناة شعبنا في قطاع غزة باعادة الاعمار.
ووجه عوض التحية إلى جمهورية مصر العربية قائدا وشعبا على دورها القومي والعروبي الأصيل في حماية شعبنا وحفظ مقدراته ووقف العدوان الصهيوني الهمجي وتقديم التمويل السخي والمنح و قوافل المساعدات واعادة الاعمار.