«الرقب» يروي ما يحدث مع الأسرى داخل سجون الاحتلال
نشر بتاريخ: 2021/09/13 (آخر تحديث: 2025/12/16 الساعة: 12:28)

متابعات: قال استاذ العلوم السياسية والقيادي الفتحاوي د.أيمن الرقب، إنه تم اعتقاله 4 مرات، كانت المدة الأطول اعتقاله الثاني استمر لمدة 4 سنوات، مشيرا إلى أن "أكثر من 20% من الفلسطينيين تم اعتقالهم، فلا يوجد بيت فلسطيني لم يتم اعتقال أحد به."
وأوضح الرقب في تصريحات لصحيفة "الدستور" المصرية، أنه "اعتقل في عام 1985 بحجة التظاهر ضد الاحتلال واستمر اعتقاله لعدة أيام، أما الاعتقال الثاني كان الأطول عام 1987 وكان السبب وراءه وفقا لاتهامات الاحتلال هو المقاومة والقاء زجاجة حارقة على الاحتلال وتشكيل مجموعات لمقاومة الاحتلال والمشاركة في المظاهرات".
وأضاف، أنه في 1991 تم اعتقاله مرة أخرى، وعام 1992 والتهمة الرئيسية من قبل الاحتلال هي النشاط السياسي بسبب علاقاته مع فلسطيني 48 وقيادات فلسطينية في الداخل والخارج، ومحاولة حيازة السلاح وتهم أخرى يختلقها الاحتلال ومنها اتهامي بوجود علاقات مع جماعات مسلحة ولكن لم يثبتوا ذلك وعلى الرغم اعتقلت لمدة عام ونصف
.

مراحل الاعتقال
وبين الرقب أن "التعامل مع المعتقلين ثابت ولكن مراحل وطرق الاحتلال أثناء الاعتقال تغيرت، فقبل عام 1967 كان يقوم الاحتلال بعمليات الضرب المبرح بشكل كبير إضافة إلى خلع الأظافر من الأقدام والأيدي وغيره من أشكال التعذيب الجسدي، وأصبح يدخل به التهديد النفسي، وتهديد المعتقل باعتقال الزوجة، الابنة، الأم، الأب".
وأشار إلى أن الاحتلال يعمل على الترتيب مع الشاباك لتنفيذ أمر الاعتقال، ويتم بها الضرب المبرح، وبعد إحداث الصدمة يتم الدخول إلى أروقة التحقيق ومنها ندخل للشاباك ويتم تسليمنا أفرول خاص بالتحقيق لونه أزرق".
وأضاف الرقب، "مرحلة التحقيق هي الأصعب حيث تكون المعلومات مشوشة لدى الشاباك ويريد أن يكملها، يتم ربطنا وتقييد أيدينا من الخلف والجلوس على كراسي صغيرة طولها لا يزيد عن 30 سم وبالتالي يكون الشعور بالألم أكثر، ويوضع كيس رائحته نتنة على الرأس يمنع الحركة والكلام، ووضع موسيقى صاخبة عالية فوق رؤوسنا للتشويش، ثم يمنع النوم بشكل مطلق لمدة 4 أو 5 أيام ومن يميل رأسه يمينا أو يسارا يضع ماء على ظهره حتى يستيقظ".
وتابع، "عقب مرور 4 أيام يبدأ رجال الشاباك بعمليات الضرب تارة والوضع في المياه مرة للاختناق، بجانب وصلة من السب والضغط في أماكن حساس من أجل الضغط والتهديد باعتقال الزوجة والوالدة وهذا الاسلوب المعتاد حتى يخرج بأي معلومة".
وأضاف، "عقب فشلهم في الحصول على المعلومات يقوم المحقق بتهديد المعتقل بالوضع على جهاز كشف الكذب وبعد فقدان كل الوسائل يعلن انتهاء التحقيق، ومن ثم الدخول إلى غرفة صغيرة لمدة أسبوعين إلى 4 أسابيع أخرى النوم خلال تلك المدة يكون لمدة يومين فقط وهى إجازة رجال الشاباك وباقي أيام الأسبوع يمنع بها النوم نهائيا، ودخول دورة المياه تكون مرتين فقط باليوم ولمدة دقيقة لكل مرة، والطعام 3 مرات باليوم وكل مرة دقيقة واحدة".
وأضاف، "بعد تلك المدة يدخل الأسير زنزانة أخرى، ويقوم رجال الشاباك بإدخال عناصر تابعة لهم إما عميل سابق لا يعرفه الأسير أو أحد رجال الشاباك يتقن اللغة العربية تماما، وكأنه أسير آخر ويبدأ في سرد بطولاته الزائفة حتى يقوم الأسير بالاعتراف أو سرد ما يخفيه، وكنا كأسرى نطلق على تلك المرحلة "شرك العصافير"، وبعض الأسرى تغرهم تلك الأساليب ويبدأ بسرد ما يخفيه ويروى بطولاته في مقاومة الاحتلال وهو لا يدرك أنه تحت التحقيق".
العصافير وسيلة الاحتلال للاستدراج
وقال الرقب، إن "شخص ما دخل معي الزنزانة الصغيرة وبدأ يتحدث عن بطولاته في تنفيذ العبوات الناسفة والحارقة، وطلبت منه أن يعلمني كيف يصنعها، ولكنه اختفى ولم يعد مرة أخرى".
وأوضح الرقب أنه عقب عملية التحقيق يتم إحالة المعتقلين الى زنزانة صغيرة مساحتها متر في مترين بها 5 أشخاص لا يستطيع المعتقل أن ينام، وكان النوم بالتناوب، أيضا لا يوجد بها مكان لقضاء الحاجة فقط للمعتقل مرتين باليوم لقضاء الحاجة فقط، وبعد ذلك ننتقل إلى زنزانة أخرى أكبر مساحة لمدة من أسبوعين إلى 4 أسابيع عدد سكانها 8 ومساحتها 4 متر في 3 متر، وفى أي لحظة عقب الانتقال الى تلك الزنزانة يستطيع الشاباك احضارك بأي وقت بحجة التحقيق
.
واستكمل الرقب، أنه عقب تلك المرحلة ينتهى التحقيق ويأتي رجل من شرطة الاحتلال لسماع الأقوال ويتم النقل الى زنزانة أكبر مساحتها 7 متر في 4 متر، وبها مرحاض صغير وبها من 10 إلى 20 شخصا يستطيع المعتقل آنذاك للنوم بشكل أكثر راحة، وتكون هذه المرحلة الأخيرة التي يشرف عليها الشاباك قبل الانتقال الى السجن.
وتابع، عقب ذلك يتم الانتقال إلى المعتقلات وبداخلها كل تنظيم له غرف خاصة به، يتم تسليم المعتقل للتنظيم التابع له سواء فتح، أو حماس، أو الجبهة وغيرها، وكل تنظيم له آلياته في التعامل وتبدأ بعدها مرحلة الانتظار إلى المحكمة وهى مرحلة التثقيف والتدريب ومعرفة كل شيء عن التنظيم من خلال كبار الأسرى الموجودين.
الأوضاع الصحية للأسرى
أشار الرقب، إلى أن " الاحتلال يقوم بتقديم علاجات حقيقية للمرضى فهناك ممرض يزور الغرف ويسأل من يعانى فمن يشتكى له يعطيه مادة البارا سيتمول وهو العلاج الأساسي، ولكن كان هناك بعض المرضى يعانون من أمراض مزمنة وأخرى خطيرة كالكانسر، لم يتم علاجهم حتى تدهور حالته وينقل إلى المستشفى ولكنه يتوفى بسبب تدهور حالته الصحية".
وأضاف، "وعقب انتهاء فترة الحكم يتم الإفراج بشكل طبيعي، حيث يتم تسليمنا من قبل شرطة السجن إلى مركز الأمانات حيث يتم تسليمنا اماناتنا و بطاقة الهوية ثم نخرج من باب المعتقل".