نطالب بإجراء الانتخابات في مؤسسات السلطة والمنظمة وهذا الأمر استحقاق وطني قد تأخر كثيرا، لكن لماذا لا نطالب ونسعى و نعمل من أجل إجراء الانتخابات في حركة فتح لكل مكوناتها القيادية والتنظيمية من القاعدة للقمة، انتخابات حقيقية فعلا قادرة على إحداث تغيير جدي يعبر عن إرادة وتوجهات الفتحاويين بمصداقية وشفافية، بعيدا عن منطق همروجة التصفيق و المدخلات والمخرجات المعلبة والجاهزة التي يجري تفصيلها وتحويرها وتدويرها بناء على رغبات ومزاجيات وحسابات القيادات المتنفذة التي تضمن استمرارية بقائها وحماية مصالحها، بعد مسلسل الإخفاقات والفشل والخسائر متعددة الوجوه التي تكاد تفقد هذه الحركة العظيمة كل مقومات وعوامل قوتها و قدرتها وحضورها الطليعي ودورها الريادي، حتى تحولت إلى حالة شاذة في وجهها الرسمي، بما يحصل لها من عمليات تشويه و إلصاق كل المخازي و البلايا و الرزايا بها وهي منها براء ،،، إذ أن فتح متهمة بأنها الحزب الحاكم، ولا هي حزب ولا حاكم، فتح تدفع ثمن مواقف و سلوكيات و ممارسات شلة تختطف السلطة و المنظمة و الحركة، بلا شرعية حقيقية لا من فتح ولا من الشعب الفلسطيني، بعد أن تمكنت من مصادرة القرار الوطني و الفتحاوي على كل الصعد بقوة الإكراه و الإرهاب المادي و المعنوي، ويجب أن يقر الجميع و يعترف بأن الرئيس محمود عباس لا يمتلك أي شرعية فلسطينية قانونيا و دستوريا و جماهيريا، بل يحكم و يقود المرحلة استنادا لشرعية عربية منحتها إياه جامعة الدول العربية خارجة عن النص و لديه غطاء دولي و رضى إسرائيلي، إذ أن جميع استطلاعات الرأي العام الفلسطيني تؤكد بنتائجها على مطالبته بالتنحي و مغادرة المشهد السياسي .
أيها الفتحاويون إن صمتكم على ما يجري ليس له علاقة بالالتزام و الانضباط التنظيمي، يجب رفع الصوت عاليا، صمتكم مشاركة في مسلسل الجرائم المتواصلة بحق حركتكم، كلكم يدفع ثمن هذا الصمت، لا تسكتوا على ضيم وظلم يتجلى في مؤامرة خطيرة تطال دماء الشهداء و يستهدف المناضلين و تهدد حاضر و مستقبل حركتكم العملاقة و تنسف ماضيها المشرف، الصمت يساهم في إنجاحها، لتتوحد كل الطاقات و الجهود المخلصة للتخلص من عار فتح منه براء، يجب التحرك قبل فوات الأوان، الفصل و الإقصاء و الطرد و الانتقام من شرفاء الحركة و قياداتها الميدانية و الفاعلة لن يتوقف بشكل فردي أو جماعي، مشروع تدمير فتح مستمر ولن يتوقف إلا بأخذ زمام المبادرة بكل السبل المشروعة لاسترداد الحركة و قرارها الوطني و التنظيمي، صحيح أن الشعب الفلسطيني و قضيته الوطنية ضحية لمواقف و ممارسات و سلوكيات و قرارات و إجراءات و جملة السياسات التي يتبعها الرئيس عباس على كل الأصعدة، لكن المتضرر الأكبر من وجوده و بقائه في سدة الحكم هي حركة فتح، ولن ينقذها من هذا المأزق التاريخي و يعيد لها روحها الكفاحية و عنفوانها النضالي سوى تفعيل الخيار الديمقراطي لإصلاح الحركة و تصويب مسارها لتحقيق الأهداف التي انطلقت من أجلها، وهذا يحتاج إلى بناء حالة وحدوية صلبة تجمع شتات الحركة و تستنهض كل أحرارها و منضاليها و أطرها التنظيمية و قواعدها الجماهيرية، ولابد هنا من الإشارة بوضوح إلى أن الحديث عن همروجة ما يوصف بأنه " المؤتمر العام الثامن للحركة " هي كذبة مفضوحة و ذر للرماد في العيون سوف تعيد استنساخ ذات الوجوه الكالحة و التوجهات الفاشلة من جديد إلى صدارة المشهد، فتح بحاجة ماسة عاجلا و ليس آجلا إلى تغيير جذري شامل، ولا يجدي معها الألاعيب البهلوانية و مساحيق الديمقراطية المسمومة التي يراهن عليها الرئيس عباس و بطانته، فمن دمر فتح لا يمكن أن يبنيها، ومن يجرب المجرب عقله مخرب، و مجنون من يكرر نفس التجربة بذات الأدوات و المكونات و ينتظر نتائج غير التي حصل عليها مرارا و تكرارا، فهو كمثل من يزرع الفجل و ينتظر أن يجني منه تفاح، فتح تستحق الأفضل، فلسطين تستحق الأفضل.. لن تسقط الراية .