الإمارات وكوريا..بيان المستقبل المشترك
نشر بتاريخ: 2019/02/28 (آخر تحديث: 2025/12/16 الساعة: 11:30)

كلما حضر محمد بن زايد فالقطوف دانية والغصون مثمرة، ولأسباب تتدرج بين الموضوعي والوجداني، كان هذا النجاح لزيارة صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة إلى كوريا متوقعاً، فالبلدان الصديقان ينطلقان من المشترك وصولاً إلى المأمول، ويعملان على تحقيق المأمول، بكل قوة وثقة، استناداً إلى إمكانات مادية وبشرية ومعنوية، ومن هنا يشير البيان المشترك إلى المستقبل المشترك عبر مسافة شاسعة من معرفة العلاقة، ومن ترجمتها إلى برامج ومشاريع وزيارات متبادلة، وإذا كان محمد بن زايد في كوريا أو كان الرئيس الكوري في الإمارات، ضمن ما اتفق عليه، فإن المتفق عليه أيضاً أن تكون دولة الإمارات في كوريا وأن تكون كوريا في الإمارات، وذلك على صعيد الحضور الإيجابي البناء، الحضور الذي شهدت زيارة محمد بن زايد التاريخية على تطوره، خصوصاً لجهة تبادل الثقافات، والإسهام المجتمعي في إكساب العلاقة الرسمية ذلك البعد الإنساني النبيل.

بالرغم من أهمية المشاريع المشتركة خصوصاً «براكة» للطاقة النووية السلمية التي تعد أنموذجاً عالمياً في غرضها وشفافيتها، فإن البيان المشترك يشير إلى ما هو أبعد: عندما تتفق الدول الصديقة الندة على التعاون، فإنه لا سدود برغم البعد، بل إن البعد يتحول إلى قرب، وإلى حافز لمزيد اشتغال على تحديد المشتركات وتمكينها، ويلفت النظر في نتائج الزيارة خصوصاً، إلى جانب العزم على تعزيز الشراكة والتفاهم بين الشعبين، إقرار الجانب الكوري الصديق بدور دولة الإمارات في تعزيز السلام والاستقرار في المنطقة والعالم، الأمر الذي يسهم في تكريس الإمارات مركزاً للقرار العالمي.

وفي الإمارات وكوريا نهضة اقتصادية وصناعية وعلمية، وهي تصان بالثقافة، ومن أجل ذلك العمل الثقافي المرتقب، وهي تنمو في أجواء الأمن والسلام والاستقرار، ومن أجل ذلك الإصرار على التعاون في المجالات الدفاعية، وحماية الأوطان والإنسانية بمواجهة التطرف والإرهاب وتيارات الظلام والتكفير.

تدل زيارة محمد بن زايد على صواب السياسة الخارجية لدولة الإمارات، وهي القائمة على الوسطية والتوازن وتغليب المصالح المشتركة واستشراف مستقبل المشتركات، والعمل إلى احترام خصوصيات الهويات في أفق تبادل التجارب والخبرات، ومن هنا تمثل هذه الزيارة التاريخية حلقة استثنائية في حلقات التواصل السياسي والاقتصادي والحضاري بين بلادنا والعالم.