خاص|| الخليل.. كل شبر فيها مقاوم "الحلقة الثانية"
نشر بتاريخ: 2019/06/10 (آخر تحديث: 2025/12/16 الساعة: 13:36)

الخليل - رامز صبحي: تقع مدينة الخليل، جنوب مدينة بيت لحم، وهي مدينة تاريخية قديمة، يوجد بها الحرم الإبراهيمي، وتشتهر بعدد من الصناعات مثل تعليب الخضار، ومصانع الأحذية والجلود والألياف والخزف والزجاج، وزراعة العنب، وتعتبر المركز التجاري الرئيسي لكل منطقة جبل الخليل، كما أنها مركز ديني وثقافي وإداري.

وإضافة إلى ما سبق تشتهر مدينة الخليل أيضًا، بعمليات المقاومة ضد الاحتلال الإسرائيلي، فهي مدينة فلسطينية كغيرها، كل شبر فيها مقاوم، ولكن جغرافيتها وقربها من المستوطنات الإسرائيلية، فرضت عليها أن تكون مسرحًا لعمليات المقاومة الفلسطينية، التي أعلنت تمسكها بالأرض وعزمها على تحرير كل شبر فيها، وفيما يلي أبرز عمليات المقاومة في الخليل:-

الثورة الفلسطينية

خلال الثورة الفلسطينية عام (1936) ضد الانتداب البريطاني قاد كثيرون من أبناء الخليل هذه الثورة ضدّ الاحتلال، وذهب منهم كثيرون شهداء، من بينهم عطّا الزير، وفؤاد حجازي ومحمد جمجوم، فيما يبين بأنّ الخليل كانت تتصدّر دوما عمليات التعبئة الشعبية، ويدلل على ذلك الكثير من عمليات المقاومة الكبيرة التي نفذها أهل الخليل، منها عملية (كفار عتصيون) التي استطاع فيها الفدائيون تحرير (عتصيون) وتحويلها إلى قرية عربية بدلا من مستوطنة.

معركة ظهر الحجة

كانت مستوطنة "كفار عتصيون" مركز تهديد للمسافرين العرب بين بيت لحم والخليل،  وفي 13 يناير عام 1948، أطلق النار من المستوطنة على سيارة القنصل العراقي وهو في طريقه إلى الخليل؛ فهب أبناء الخليل والقرى المجاورة، ومعهم أفراد من القدس وبئر السبع، وهاجموا المستوطنة؛ ولكن الاقتحام فشل؛ لأن الهجوم كان بناء على العواطف ويفتقر إلى خطة عسكرية؛ وكانت النتيجة أن استشهد 14 من المهاجمين وجرح 24.

وفي 16 يناير عام 1948 تصدى سكان قرية صوريف في الخليل، لقوة إسرائيلية متجهة إلى كفار عتصيون؛ فاعتصم من في القوة الإسرائيلية بجبل الحجة، وطوق المناضلون الجبل وأخذوا يقتحمونه حتى أبادوا القوة الإسرائيلية عن بكرة أبيها؛ واستشهد خمسة مناضلين في هذه المعركة؛ فيما ذكرت تقارير إسرائيلية لاحقة أن قتلاهم بلغوا 35 قتيلاً نشرت أسماؤهم في صحيفة جيروزاليم بوست.

وفي 18 يناير جاءت قافلة إسرائيلية لنقل جثث القتلى؛ فتصدى لها المناضلون واشتبكوا معها لمدة 7 ساعات؛ فارتدت القافلة على أعقابها، واستشهد 3 مناضلين؛ وقتل 13 إسرائيليًا؛ وتدخلت حكومة الانتداب، ونقلت جثث القتلى في معركة ظهر الحجة.

اقتحام مستوطنة أدورا

تعد عملية اقتحام مستوطنة أدورا غرب الخليل في 27 أبريل عام 2002 أحد الملاحم البطولية والعمليات النوعية التي كللت بالنجاح من بداية الخطة حتى تنفيذها، حيث أسفرت عن مقتل خمسة من جيش الاحتلال وإصابة آخرين بجراح وصفت بالخطيرة، حيث سجلت المقاومة الفلسطينية ضربة نوعية وقوية لنظرية الأمن الإسرائيلية وأفشلتها تماما، في عملية نفذها الاستشهادي طارق دوفش والمحرر فادي دويك، ومساعدهم الأسير منير مرعي.

المقاومة تحت الحصار

في 19 مايو عام 1993، قام مئات الجنود من قوات الاحتلال بمحاصرة 18 مقاومًا فلسطينيًا في أحد الأودية في حي عيطة جنوب غربي مدينة الخليل، وعلى الإثر قام المقاومان، الشهيد حاتم يقين المحتسب أبو الحسن، وكان يلقب بالشيخ ويبلغ من العمر 28 عامًا، والشهيد يعقوب يوسف حسين مطاوع 20 عاماً، بمشاغلة قوات الاحتلال لساعات طويلة إلى أن تمكَّن 16 من المقاومين من الإفلات من الحصار المضروب حولهم.

واستمر الاشتباك لمدة 10 ساعات استشهد خلالها البطلين، بعد عدداً من القتلى والجرحى في صفوف الاحتلال، قبل أن يستشهد أكثر من خمسة عشر مقاومًا في المدينة دون أن يقبل أي منهم بتسليم نفسه .

سيل النار "1"

نفذ مقاومون فلسطينيون مساء الثلاثاء  الموافق 31 أغسطس عام 2010، عملية إطلاق نار تجاه سيارة للمستوطنين قرب مستوطنة "كريات أربع" المقامة على أرضنا المحتلة قرب بلدة بني نعيم شمال الخليل، وقد أسفرت حسب اعتراف الاحتلال عن مقتل أربعة من المستوطنين.

عملية حجاي

في الرابع والعشرين من يونيو عام 2005م انطلق مقاومان صوب هدفهما، حتى وصلا إلى محطة للحافلات قرب مستوطنة "حجاي" شرقي مدينة الخليل، وكان يقف فيها عددٌ من المستوطنين انتظاراً لحافلة تقلهم،  فأطلقا النار تجاههم، ثم أطلقا النار تجاه سيارة يقودها أحد المستوطنين، وقد أسفرت العملية عن مقتل اثنين من المستوطنين وإصابة 6 آخرين.

عملية البلدة القديمة

هاجم مقاومون في يوليو عام 2005م هدفًا عسكريًا إسرائيليًا بالبلدة القديمة في مدينة الخليل المحتلة، حيث أطلقوا النار تجاه جنود الاحتلال عن بعد لا يزيد عن 20 متراً، وقد أصيب في العملية اثنان من الجنود إصابة أحدهما خطيرة، فيما فر باقي الجنود.

عملية عتصيون

في السابع عشر من شهر أكتوبر عام 2005، هاجم مقاومون فلسطينيون، بنيرانهم موقفًاً للحافلات على مدخل مستوطنة "عتصيون" القريبة من مدينة الخليل، تواجد بدخلها 12 مستوطنًا، فأوقعوا في صفوفهم 3 قتلى و 4 جرحى، وفي السادس عشر من ديسمبر بالعام نفسه، هاجم مقاومون فلسطينيون، سيارة إسرائيلية يستقلها مستوطنون من مستوطنة "كريات أربع" في منطقة جبل سنداس بالقرب من الارتباط العسكري لمدينة الخليل، وأمطروها بوابل من رشاشاتهم مما أدى إلى مقتل إسرائيلي وإصابة 2 آخرين بجروح.

كتائب شهداء الأقصى تقتل نائب قائد وحدة "شمشون"

أطلق مقاومون من "كتائب شهداء الأقصى" في 1 فبراير عام 2001،  النيران  على مركبة إسرائيلية، كانت تسير عبر إحدى الطرق الإلتفافية القريبة من مستوطنة "كرمي تسور"، مما أسفر عن مقتل مستوطنًا من مستوطنة كرمي تسور بالقرب من مخيم العروب شمال الخليل .

وفي التاسع من يوليو عام 2001، فجرت كتائب شهداء الأقصى، عبوة ناسفة بدورية لجيش الإحتلال بالقرب من مستوطنة "ادورا" جنوب الخليل، أسفرت عن مقتل نائب قائد وحدة "شمشون" ويدعى "شالوم كوهين".

نوفمبر شاهد عيان

في 13 نوفمبر عام 2015، قتل مستوطنين، جراء عملية إطلاق نار استهدفت مركبتهما قرب الخليل جنوب الضفة الغربية، وأصيب ثالث بجراح متوسطة، وفي السابع والعشرين من نفس الشهر والعام، أصيب 6 جنود إسرائيليين بجروح في عملية دهس قرب مفرق بلدة بيت أمر شمال الخليل في حين استشهد المنفذ متأثرا بجروحه.

قناصا الخليل

ناصر بدوي (23 عاماً)، وشقيقه أكرم (33 عاماً) حكم عليهم بالسجن المؤبد مدى الحياة لمسؤوليتهما عن سلسلة عمليات إطلاق نار، باستخدام سلاح قناص في منطقة الخليل ما بين تشرين الثاني/ نوفمبر 2015 وحتى كانون الثاني/ يناير 2016، ما تسبب بإصابة عدد من الجنود والمستوطنين.

وقد نفذ الشقيقان سوياً أول عملية قنص في السادس من تشرين الثاني/ نوفمبر 2015 بإطلاق نار من بندقية قنص، تم إخفاؤها داخل مسجد المجاهدين في الخليل، ومن ثم نقلوها إلى عمارة تعود لعائلتهم، ونفذوا العملية من هناك، وأصابوا حينها مستوطنين، حسبما ذكر الشاباك وقتها، مشيرًا إلى أن ناصر نفذ في 25 من ذات الشهر عملية قنص لوحده من نفس المكان أدت لإصابة جندي، ثم نفذ عملية ثالثة أدت لإصابة ضابط إسرائيلي في فترة أخرى، ونفذا عملية إطلاق نار، أدت لإصابة جندي على أحد الحواجز جنوب الخليل.

وذكر (الشاباك) أن ناصر وأكرم، اعتقلا في عمليتين منفصلتين، حيث اعتقل الأول في التاسع من كانون الثاني/ يناير، وبعد مرور أسبوع على عملية اعتقاله نفذ شقيقه أكرم عملية قنص تجاه قوات الجيش دون إصابات، ومن ثم تم اعتقاله بعد أيام، واعترف أنه نفذ العملية لإبعاد الشبهات عن شقيقه.

عملية عتنائيل

في الأول من أغسطس عام 2016، تمكنت المقاومة من إطلاق النار صوب سيارة إسرائيلية، كان يستقلها 4 مستوطنين قرب مستوطنة "عتنائيل" قرب بلدة السموع جنوب مدينة الخليل بالضفة المحتلة، وأسفرت العملية عن مقتل الحاخام (ميكي مارك)، وهو مدير كنيس اليهود في مغتصبة عتنائيل، وابن عم رئيس جهاز الموساد، وإصابة 3 آخرين بجراح خطيرة.

في الحلقة القادمة، نستعرض أبرز العمليات الفدائية في مدينة فلسطينية جديدة، كل شبر فيها مقاوم.