بعد أن انطفأت الأضواء… ماذا ترك عرس الفارس الشهم 3 في قلب غزة؟
نشر بتاريخ: 2025/12/04 (آخر تحديث: 2025/12/05 الساعة: 07:28)

 

انتهت مراسم الاحتفال، وغادر الحضور، وانسحبت الموسيقى تدريجيًا كما ينسحب البحر عند آخر الليل… لكن ما حدث في الثاني من ديسمبر لم ينتهِ عند حدود المنصة، ولم يُطفأ بانطفاء الأضواء.

كان هناك شيء مختلف بقي معلّقًا في الهواء؛ شيء يشبه سؤالًا كبيرًا: كيف تمكن الفرح من عبور كل هذا الركام؟

عرس الـ54 عريسًا ضمن عملية الفارس الشهم 3 لم يكن لحظة عابرة في الروزنامة الفلسطينية، بل حدثًا ترك أثرًا أكثر مما ترك صورة.

ذلك الأثر يمكن رؤيته الآن، بعد انتهاء الاحتفال، في تفاصيل صغيرة وعميقة؛ تفاصيل لا تلتقطها الكاميرات بل تلتقطها القلوب.

أولًا: الفرح كفعل مقاومة غير معلن

المفارقة أن الاحتفال لم يُشبه أجواء غزة في السنوات الأخيرة؛ بدا وكأنه قادم من زمن آخر…

فالوجوه التي اعتادت ملامحها التعب والغبار ورائحة البارود، استعادت تلك الليلة جزءًا من إنسانيتها الضائعة.

ابتسامات العرسان لم تكن مجرد تعبير عابر، بل إعلان صامت يقول:

“ما زلنا قادرين على الوقوف… مهما انكسرت الأرض تحت أقدامنا.”

ثانيًا: الرسالة التي ارتفعت فوق الواقع

مع انتهاء الاحتفال، ظهرت الرسالة الأعمق:

أن إعادة بناء الروح تسبق إعادة بناء البيوت.

وأن الإنسان حين يشعر بأن العالم معه، لا عليه، يمكنه أن يخطو نحو الغد بثقة أقوى.

وهذا تمامًا ما فعلته عملية الفارس الشهم 3، عبر برامجها النوعية التي لامست الوجع لا الصورة، والإنسان لا العنوان.

ثالثًا: الامتداد العربي الذي لا ينسى

لم يكن دور دولة الإمارات العربية المتحدة مجرد تنظيم… بل كان إعادة كتابة مشهد إنساني كامل.

ولهذا، فلسطين تتوجه

بالشكر والتقدير لصاحب السمو

الشيخ محمد بن زايد آل نهيان،

ذلك القائد الذي أثبت أن الأخوة لا تُقال في خطابات، بل تُترجم إلى مبادرات تُعيد نبض الحياة في أكثر الأماكن وجعًا في غزة.

ومن هنا، أتوجه برجاء صادق إلى سموه:

أن تتكرّر مبادرة “ثوب الفرح” بنسختها الثانية، لتزداد الفرحة في قلوب شباب غزة الذين ينتظرون بصيص نور يبدّد هذا الليل الطويل.

غزة تتقدم بالشكر والعرفان إلى الأخ محمد دحلان القائد الفلسطيني – قائد تيار الإصلاح الديمقراطي – على دعمه وجهوده ومتابعته الدؤوبة لإنجاح هذه المبادرات الإنسانية.

رابعًا: ما بعد الاحتفال… البداية لا النهاية

حين عاد المكان إلى صمته، بقيت مدينة حمد — التي أنهكها القصف — شاهدة على مفارقة مؤثرة:

أن الركام ذاته احتضن ثوب الفرح، وتبسّم بثغره المتآكل، وكأنه يقول بصوت طائر الفينيق:

“غزة ستنهض من جديد.”

غزة التي اعتادت أن تخسر الكثير في حروبها، استطاعت — ولو ليوم واحد — أن تستعيد ما ظنّت أنه ضاع… حسّ الحياة.

إن عرس الفارس الشهم 3 لم يكن احتفالًا عابرًا، بل امتحانًا لقلوبنا المتعبة:

هل ما زالت قادرة على الفرح؟

هل تستطيع أن تنتصر للحياة ولو لدقائق؟

وكانت الإجابة واضحة:

نعم… نحن شعب يعشق الحياة رغم النار.

كما قال الشاعر الفلسطيني محمود درويش:

“على هذه الأرض شعب يستحق الحياة.”

وأقول أنا:

“على هذه الأرض شعبٌ ليس فقط يستحق الحياة… بل علّم العالم معنى الحياة تحت النار.”

ما جرى في 2/12 لن يبقى في ذاكرة الصور فقط، بل في ذاكرة الروح.

فغزة، كما أثبتت أمس، لا تعيش لأنها مضطرة… بل لأنها تقرر أن تحيا بكرامة.

شكرًا إمارات الفرح.

شكرًا لكل يد صادقة ساهمت في تحويل “ثوب الفرح” من فكرة إلى واقع، بصدق، وبمعايير عادلة وشفافة.

**#غزة_الإمارات_فرح_واحد

#الفارس_الشهم

#ثوب_الفرح

#غزة_تنهض

#الإمارات_فلسطين_قلب_واحد**