نتفليكس أعرق مؤسسات السينما في العالم تُعلن الاستحواذ على "وارنر براذرز"
نشر بتاريخ: 2025/12/06 (آخر تحديث: 2025/12/06 الساعة: 15:27)

متابعات: أعلنت منصة "نتفليكس"، الاستحواذ على استوديو "وارنر براذرز"؛ إحدى أعرق مؤسسات السينما في العالم.

وقد وافقت شركة "وارنر براذرز ديسكفري" على بيع أستوديوهات التلفزيون والسينما وقسم البث المباشر التابع لها لشركة "نتفليكس"؛ وهي الصفقة التي من شأنها تسليم السيطرة على واحدة من أكثر أصول هوليوود قيمة وأقدمها إلى الشركة الرائدة في مجال البث المباشر والتي قلبت صناعة الإعلام رأسًا على عقب.

وتبلغ القيمة الإجمالية لحقوق الملكية للصفقة 72 مليار دولار، بينما تبلغ القيمة المؤسسية للصفقة حوالي 82.7 مليار دولار.

وقبل إتمام عملية البيع، ستكمل شركة "وارنر براذرز" عملية فصل قنوات الكابل المخطط لها، بما في ذلكCNN وTBS وTNT.

وطرحت "وارنر براذرز" نفسها للبيع في أكتوبر بعد أن تلقت اهتماماً من عدة جهات. بالإضافة إلى نتفليكس، وتنافست عليها شركتا "باراماونت سكاي دانس" و"كومكاست".

وأغلقت أسهم شركة وارنر براذرز عند 24.5 دولار يوم الخميس، مما يمنحها قيمة سوقية تبلغ 61 مليار دولار. بينما يشهد قطاع التلفزيون التقليدي انكماشاً كبيراً مع تحول المشاهدين إلى البث المباشر، وهو المجال الذي تُهيمن عليه "نتفليكس".

وفي الربع الأخير، أعلن قسم شبكات التلفزيون الكابلي في شركة "وارنر براذرز" عن انخفاض في الإيرادات بنسبة 23%، حيث ألغى العملاء اشتراكاتهم وانتقل المعلنون إلى أماكن أخرى.

ومع عملية الشراء، أصبحت نتفليكس مالكة شبكة “HBO”، إلى جانب مكتبتها من المسلسلات الناجحة مثل The Sopranos وThe White Lotus.

وتشمل أصول وارنر براذرز أيضاً استوديوهاتها المترامية الأطراف في بوربانك، كاليفورنيا، إلى جانب أرشيف ضخم من الأفلام والمسلسلات التلفزيونية، بما في ذلك هاري بوتر والأصدقاء وصراع العروش.

وعلّق مراقبون على الإعلان بالقول: "للمرة الأولى تبتلع منصة بثّ عملاقاً سينمائياً تقليدياً عمره 102 عام، يمتلك علامة تجارية راسخة وسجلاً من الأفلام الأسطورية".

ورأى آخرون أن الصفقة "تشكّل تحولاً تاريخياً". بينما شكّل إعلان نتفليكس "صدمة واسعة" في هوليوود وفتح الباب أمام أسئلة كبرى حول مستقبل السينما ودور صُنّاع المحتوى في عصر تزداد فيه سطوة المنصات الرقمية.

وتعتبر "وارنر براذرز" أحد "الخمسة الكبار" الذين تأسست عليهم صناعة السينما؛ وكانت قد قدمت أفلاما على غرار "هاري بوتر" و"باتمان" و"كازابلانكا".

وعلى الرغم من هيمنة المنصات، ظلّت هوليوود طوال تاريخها تدور حول استوديوهاتها الكبرى.

ويُوضح المراقبون أن التحول لأن يصبح أحد هذه الأستوديوهات الكبرى مملوكاً بالكامل لمنصة بثّ، يعني أن هرم القوة التقليدي تغيّر جذرياً.

ويقود استوديو "وارنر براذرز" شباك التذاكر الأميركي بثلاثة أفلام ضمن المراكز الخمسة الأولى، وهي "A Minecraft Movie"، و"Superman"، و"Sinners". كما أن فيلمه "One Battle After Another" يتصدر سباق الأوسكار.

ويطرح دخول "نتفليكس" إلى عالم الأستوديوهات سؤالاً وجودياً حول تغير قواعد العرض السينمائي، رُغم تأكيد نتفليكس أنها ستُبقي على الدورة التقليدية للفيلم التي تبدأ بصالات السينما.

ويُثير هذا التطور مخاوف عميقة لدى دور العرض التي لم تتعافَ بالكامل من أزمة جائحة "كورونا"، ويرى مسؤولوها أن الصفقة تمثل تهديداً غير مسبوق لقطاع التوزيع السينمائي.

ومنذ الجائحة انخفضت إيرادات شباك التذاكر الأميركي من مستوى 11 مليار دولار إلى أقل من 9 مليارات في أغلب السنوات، وكان من بين أهم أسباب ارتفاع 2023 فيلم "باربي" وهو من إنتاج وارنر براذرز.

وتُعرف "وارنر براذرز" بأنها "بيت المخرجين"؛ إذ تضم أسماء ثقيلة مثل دينيس فيلنوف، وجيمس غان، وبول توماس أندرسون، وريان كوغلر.

وهؤلاء صرّحوا مراراً بأنهم متمسكون بالعروض السينمائية الكاملة.

وفي 2021 حين قررت "وارنر" عرض أفلامها بالتزامن مع منصة HBO Max، انفجر الخلاف مع كريستوفر نولان وغادر الشركة بعد تعاون استمر 20 عاماً.

وقد تُشعل الصفقة سباقاً جديداً بين المنصات، وتدور حاليا تساؤلات حول الردود المتوقعة والخطوات المقبلة للشركات الأخرى مثل أمازون أو آبل، لكن الأمر المؤكد أن ميزان القوة لم يعد نفسه في هوليوود.

وتشهد هوليوود اليوم منعطفاً تاريخياً، والاستحواذ قد يكون بداية عصر جديد، أو أكبر تغيير طرأ على الصناعة منذ ولادة التلفزيون.