المعارضة تحاصر نتنياهو
نشر بتاريخ: 2019/07/14 (آخر تحديث: 2025/12/16 الساعة: 15:17)

يبدو أن كل الطرق أصبحت مغلقة في وجه نتنياهو للبقاء في السلطة التي يتشبث بها بكل ما يملك من قوة ظناً منه أنها ستبقيه بعيداً من شبح المحاكمة وربما الدخول إلى السجن بسبب ملفات الفساد الهائلة التي يحملها على كتفيه. وبينما ينفض عنه أصدقاء الأمس وحلفاؤه التقليديون، تنجح المعارضة «الإسرائيلية» في لملمة صفوفها وإعادة ترتيب أوراقها واضعة نصب عينيها هدفاً واحداً هو إسقاط نتنياهو.

ولهذا السبب قررت أحزاب المعارضة وقف الاتهامات المتبادلة فيما بينها، والتعاون والتنسيق خلال المعركة الانتخابية من أجل عدم ضياع الأصوات هباءً، ومن منطلق أنه إذا كانت أحزاب المعارضة غير قادرة على التوحد فإنها قادرة على التعاون لتشكيل كتلة كبيرة تضع حداً لمسلسل حكم نتنياهو.

التحضيرات للانتخابات التشريعية المقبلة، والمقررة في 17 سبتمبر، جارية على قدم وساق، والكل يسعى إلى تقوية صفوفه عبر استقطاب شخصيات مؤثرة، ناهيك عما يؤمنه ذلك من تحسين الوضع التفاوضي، ويزيد وزنه في التحالفات. وكان عدد من الشخصيات السياسية طالبوا بإعادة إقامة التحالف القديم بين حزب العمل وميرتس وحزب «إسرائيل ديمقراطية» الجديد برئاسة إيهود باراك، في إطار «المعسكر الصهيوني» وإعادة الوزيرة السابقة تسيبي ليفني، وحزبها «هتنوعاه»، مجدداً للقائمة التحالفية لخوض انتخابات «الكنيست».

وقد تكون عودة باراك إلى الساحة السياسية نقطة التحول في معركة إنهاء حكم نتنياهو، ليس فقط لأن بارك هزم نتنياهو في كل المعارك الانتخابية التي خاضها ضده، وإنما لأن باراك قادر بالفعل على لملمة صفوف المعارضة أو ما يسمى أحزاب «وسط - يسار»، وقد بدأ بالفعل خطوات في هذا الاتجاه، فمن حيث المبدأ، هناك اتفاق مبدئي على التحالف مع حزب الجنرالات (لفان كحول) برئاسة بيني جانيتس، وهناك محاولات لإحياء التحالف القديم في إطار «المعسكر الصهيوني» حيث اشترطت الوزيرة السابقة تسيبي ليفني وحزبها «هتنوعا» لعودتها إحياء تحالف حزب العمل، برئاسة عمير بيرتس، وحزب باراك الجديد «إسرائيل ديمقراطية».

اللافت في هذه الانتخابات أن عمير بيرتس اختار قرية عربية لإطلاق حملته الانتخابية، وهي خطوة مهمة بغض النظر عما إذا كانت خطوة تكتيكية تستهدف نهب أصوات الناخبين العرب، فهناك من يعتقد أن السبيل الأمثل لحل المعضلة هو إلغاء سياسة التمييز العنصري في التعامل مع العرب والاعتماد على حكومة يمين وسط مدعومة بالأصوات العربية، كما فعل اسحق رابين عام 1993. ويبدو أن هذا التوجه لقي تأييداً من إيهود باراك، وقال إن حزبه يدرس التحالف مع ليفني. وأضاف: «نحن ندرس الاحتمالات، لتوحيد الصفوف ليس مع تسيبي ليفني وحدها، بل أيضاً مع ميرتس ومع العمل وغيرهما من الأحزاب والأطر. فما كان مفقوداً في الانتخابات الأخيرة هو كتلة كبيرة تضم أكثر ما يمكن من قوى اليسار وأكبر قدر ممكن من التيارات المعنية بإسرائيل دولة سلام، ديمقراطية وليبرالية وموحدة» حسب تعبيره. والسؤال هل ينجح باراك في إطاحة نتنياهو، لا أحد يستطيع التكهن بذلك، لكن من المؤكد أن باراك قطع خطوات جدية لانهاء هيمنة نتنياهو على السلطة.

الخليج الاماراتية