الخليل: توالت ردود الأفعال الفلسطينية، إبان اقتحام رئيس دولة الاحتلال رؤوبين ريفلين، ورئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو، للحرم المقدس وللحرم الإبراهيمي في الخليل، حيث ألقى الأخير كلمة أمام المستوطنين الذين توافدوا بالمئات على منطقة حي تل ارميدة.
وفرضت سلطات الاحتلال إجراءات أمنية مشددة، وحظر تجوال في المدينة ونشرت مزيدا من الجنود مع تعزيز الحواجز العسكرية داخل المدينة.
وزعم نتنياهو، خلال كلمة ألقاها، أن "اليهود باقون في هذه المدينة إلى الأبد فنحن لسنا غرباء على مدينة الخليل"، مضيفاً:"لن تكون الخليل خالية من اليهود، ونحن اليوم نقود العالم، عبر قتال حاسم وحازم للإرهاب الإسلامي الراديكالي، المستوحى من إيران الورم الخبيث"، حسب وصفه.
الاقتحامات الاسرائيلية للحرم الابراهيمي استفزت القوى الفلسطينية، التي استنكرت بدورها الاقتحامات الاسرائيلية المتكررة للأماكن المقدسة، مؤكدة أنها تصعيد خطير واستفزاز لمشاعر المسلمين، لكنها لن تغير من الوضع القائم شيئاً.
خطوة سياسية توراتية
القيادي في حركة فتح، توفيق أبو خوصة، اعتبر الخطوة بأنها سياسية وتوراتية سيترتب عليها خطوات جديدة خلال الأيام المقبلة.
وقال أبو خوصة عبر صفحته على موقع "فيس بوك": "عندما اقتحم المجرم شارون المسجد الأقصى كان عندنا زعيم إسمه أبو عمار، وكان الرد، اليوم المجرم نتنياهو وريفلين وكل العصابة يسرحون ويمرحون في الحرم الإبراهيمي بالخليل.
وتابع: "هذه خطوة سياسية توراتية إستراتيجية لها ما بعدها ولا حياة لمن تنادي"، مضيفاً: "إذا زعل نصرالله راح نخوض حرب، وإذا تضايق أردوغان سنحارب ونموت فداء له على شواطىء تركيا والدم والهم واحد، لكن عندما يتعلق الأمر بالحرمين الأقصى في القدس و الإبراهيمي في الخليل، بيكفي بيان شجب وإستنكار وتهديد ووعيد يزلزل أركان الكيان الصهيوني المسخ".
وختم القيادي الفتحاوي تغريدته موجهاً رسالة لأهل محافظة الخليل: "يا خلايلة أنتم وحدكم لا ظهر ولا ظهير لكم وأنتم لها، فلسطين تستحق الأفضل، لن تسقط الراية".
تصعيد خطير
من جهتها، أكدت الرئاسة الفلسطينية، أن اقتحام رئيس وزراء إسرائيل، بنيامين نتنياهو، لمدينة الخليل يشكل تصعيدا خطيرا واستفزازا لمشاعر المسلمين، ويأتي في سياق استمرار الاعتداءات على مقدساتنا الإسلامية والمسيحية، سواء في مدينة القدس المحتلة أو مدينة خليل الرحمن.
وقال الناطق الرسمي باسم الرئاسة الفلسطينية، نبيل أبو ردينة، “نحمل حكومة الاحتلال مسؤولية هذا التصعيد الخطير، الذي يهدف لجر المنطقة إلى حرب دينية لا يمكن لأحد تحمل نتائجها وعواقبها".
وأضاف "أبو ردينة"، في بيان صحفي اليوم الأربعاء، “نحذر من التداعيات الخطيرة لهذه الزيارة التي يقوم بها نتنياهو لكسب أصوات اليمين المتطرف الإسرائيلي، وضمن مخططات الاحتلال لتهويد البلدة القديمة في الخليل، بما فيها الحرم الإبراهيمي الشريف”، مطالباً المجتمع الدولي ومنظمة “اليونسكو”، لوضع حد للانتهاكات الإسرائيلية ضد مدينة الخليل والحرم الإبراهيمي الشريف، واتخاذ ما يلزم من الإجراءات لمنعها، باعتبارها ضمن لائحة التراث العالمي.
حرب دينية
بدورها، قالت الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين إن اقتحام "روفلين ونتنياهو" لمدينة الخليل والمسجد الإبراهيمي تصعيد احتلالي خطير، يمكن أن يُشعل حرباً دينية يصعب السيطرة عليها، أو أن تفتح أبواب التصعيد على كل الاحتمالات.
وشددت الجبهة أن محاولات العدو تحويل الصراع السياسي إلى صراع ديني لن يحقق أهدافه بأي حال من الأحوال، فشعبنا الفلسطيني بكافة تلاوينه السياسية والمجتمعية والدينية يخوض معركة وجود ومصير ضد احتلال كولنيالي استعماري عنصري .
واعتبرت الجبهة أن إقدام "نتنياهو" على هذه الخطوة الإجرامية الاستفزازية وقبل وقت قصير من موعد الانتخابات، تؤكد أنه يعاني من مأزق شديد ويخشى خسارة الانتخابات.
ودعت الجبهة شعبنا الفلسطيني وكل من يستطيع الوصول إلى منطقة الحرم الإبراهيمي للتصدي لأي محاولة لتدنيسه من قبل رئيس وزراء العدو " نتنياهو" والوفد المرافق له، وتصعيد الاشتباك المفتوح ضد الاحتلال في جميع مناطق الضفة وخصوصاً في مدينة الخليل المحتلة، تزامناً مع الزيارة.
وحمّلت الجبهة المجتمع الدولي ومجلس الأمن مسئولية التصعيد الخطير ضد الحرم الإبراهيمي، مؤكدة أن سياسة الصمت المريب الذي تنتهجه المؤسسات الدولية بحق القضية الفلسطينية يشجع الاحتلال على ارتكاب المزيد من الجرائم بحق شعبنا.
تصعيد انتخابي
من جانبه، أكد عضو المكتب السياسي لحركة الجهاد الإسلامي، محمد الهندي، أن اقتحام رؤوف ريفلين وبنيامين نتنياهو للحرم الإبراهيمي، هو تصعيد من أجل الحصول على أصوات اليمين المتطرف في انتخابات الكنيست المقبلة.
وقال الهندي، إن شعبنا الفلسطيني يحتاج إلى إدانة حقيقية من السلطة لممارسات الاحتلال الإسرائيلي وعليها وقف التنسيق الأمني فوراً، مشيراً إلى أن فصائل المقاومة دعت الشعب الفلسطيني للانتفاض ضد ممارسات الاحتلال الرامية إلى تمرير صفقات مشبوهة، مطالباً السلطة الفلسطينية برفع يدها عن المقاومة في الضفة الغربية.
إعلان حرب
من ناحيتها، أهابت الجبهة العربية الفلسطينية بجماهير شعبنا للإنتفاض في وجه الإحتلال الإسرائيلي رداً على الحرم الابراهيمي الشريف، داعية إلى مزيداً من الغضب الشعبي حتى يدرك الاحتلال أن الشعب الفلسطيني لن يقبل ولن يسمح بأن تمر انتهاكاته لمقدساتنا مرور الكرام.
وأضافت الجبهة في تصريح صحفي، أن خطوة "نتنياهو" لإقتحام وتدنيس المسجد الإبراهيمي هو إعلان حرب واضح وإستخفاف بمشاعر المسلمين في كافة أرجاء المعمورة، فالمسجد الابراهيمي هو وقف إسلامي خالص داعية إلى أن تكون ردة الفعل الشعبية بمستوى الجريمة التي ترتكبها قوات الاحتلال.
ووجهت الجبهة رسالة إلى الأمة العربية وإلى كافة المسلمين في العالم قائلة: "إن المقدسات الإسلامية تستصرخ ضمائركم بأن تهبوا دفاعاً عنها قبل فوات الأوان، وعليكم أن تجعلوا الاحتلال يدرك أنه لا يواجه الشعب الفلسطيني فحسب وإنما يواجه كل المسلمين والمؤمنين في العالم، وأن مخططاته بتهويد المقدسات وطمس هويتها لن تمر بإذن الله".
دعوات لإنهاء الانقسام الأسود
أدانت القوى الوطنية والإسلامية في قطاع غزة، اقتحام نتنياهو وريفلين، للمسجد الإبراهيمي، مؤكدة على أنها استفزاز لمشاعر شعبنا الفلسطيني.
وعقدت لجنة المتابعة العليا للقوى، اليوم الأربعاء، اجتماعاً طارئاً في مدينة غزة، أكدت خلاله أن اقتحام الحرم الإبراهيمي الشريف يُشكّل استخفافاً واستفزازاً لمشاعر أبناء شعبنا وكافة المسلمين في أرجاء المعمورة.
دعت، إلى استعادة الوحدة وانهاء الانقسام الأسود، وتعزيز صمود شعبنا لمواجهة مشاريع التصفية وفي مقدمتها ما يُسمى صفقة " ترامب".
وشارك في الإجتماع ممثلي كل من: حركة الجهاد الإسلامي ، الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، حركة المقاومة الإسلامية حماس، الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين، حركة المبادرة الوطنية، الجبهة الشعبية - القيادة العامة، جبهة التحرير العربية، الاتحاد الديمقراطي الفلسطيني فدا، طلائع حرب التحرير الشعبية " قوات الصاعقة، الجبهة العربية الفلسطينية، جبهة التحرير الفلسطينية .
مخطط تهويدي
أكدت الهيئة الإسلامية المسيحية لنصرة القدس والمقدسات، أن "مشاركة رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو في اقتحام الحرم الإبراهيمي الشريف بالخليل، جزء من المخطط التهويدي الذي يستهدف الحرم أولاً، واستكمالاً لعملية سلخه عن عروبته ثانياً، وشاهد حي على عنصرية الاحتلال وتطرفه أخيراً".
وأفادت الهيئة في بيان وصل "الكوفية" نسخة عنه، أن عمليات الاقتحامات للحرم الإبراهيمي بشكل عام، ومشاركة نتنياهو اليوم بشكل خاص، هو إصرار إسرائيلي على السياسة الاستفزازية التي تنتهكها حكومة الاحتلال، مشيرة إلى "أن هذا التدنيس والانتهاك لحرمة المقدسات ليس الانتهاك الأول، بل هو خطوة من خطوات تهويده".
وحملّت سلطات الاحتلال عواقب عمليات الاستفزاز اليومية لمشاعر الفلسطينيين بالاعتداء اليومي على حرمة المقدسات، وعلى رأسها المسجد الأقصى المبارك، والحرم الابراهيمي، مطالبة المجتمع الدولي والمنظمات الأممية المختصة وفي مقدمتها "اليونسكو" تحمل مسؤولياتها بحماية المقدسات ودور العبادة.
انتهاك جديد
أكدت حركة حماس، أن زيارة "نتنياهو وروفيلين" للحرم الإبراهيمي، هي انتهاك جديد يضاف للانتهاكات الإسرائيلية المستفزة لمشاعر المسلمين.
وأشارت الحركة، إلى أن نتنياهو من خلال زيارته تلك، يسعى لعدة أهداف سياسية ودعاية انتخابية، واستغلال المقدسات الإسلامية لذلك، محاولاً في ذات الوقت التأكيد على يهودية الحرم الإبراهيمي، وأنه حق كامل لليهود.
وأضافت: "رغم كل التضييق على الفلسطينيين في الضفة، إلا أن شعبنا لن يسكت على انتهاكات الاحتلال، وسيواصل طريق تحرير أرضه ومقدساته رغماً عن الاحتلال".
وحيّت الحركة الدعوات التي انطلقت في مدينة الخليل للتصدي لزيارة رئيس حكومة الاحتلال للحرم الإبراهيمي، مؤكداً على أهمية الدور الشعبي والنضالي للوقوف في وجه غطرسة الاحتلال.