إسرائيل تواصل التطهير العرقي في النقب والقدس
نشر بتاريخ: 2020/08/25 (آخر تحديث: 2025/12/17 الساعة: 23:13)

اعترفت سلطات الاحتلال الإسرائيلي بسحب جنسية 140 عربيا من بدو النقب خلال السنوات الاخيرة، وكشفت لجنة برلمانية أن هناك 360 عربيا مهددون بفقدان المواطنة في أرضهم بحجة أن هناك أخطاء في طلبات الحصول على الجنسية منذ خمسينات القرن الماضي بينما يحصل أي مهاجر يهودي على الجنسية خلال يومين كما حدث مع مالك نادي تشيلسي الروسي عندما رفضت السلطات البريطانية تجديد إقامته، لأنه مطلوب كقطب في عالم المافيا فحصل على جنسية إسرائيلية خلال يومين.

ويقول عضو الكنيست الإسرائيلي عن القائمة المشتركة، سعيد الخرومي، إن “القصة بدأت في خمسينيات القرن الماضي، عندما تم تسجيل السكان في مدينة بئر السبع، وبلغ عدد القبائل هناك عدة آلاف، ومنع الحكم العسكري العديد منهم من الوصول للتسجيل حيث خضعت المنطقة للحكم العسكري، وكان عليهم الحصول مسبقا على تصريح من الحاكم العسكري من أجل السماح بوصولهم إلى بئر السبع للتسجيل.

وجرى تسجيل الأهالي في النقب على مراحل وحصلوا على جنسيات ومواطنة عادية، وشاركوا في المرافق العامة وعملوا ودفعوا الضرائب، ولكن بعد عشرات السنوات جاءت السلطة الإسرائيلية وسلبت منهم مواطنتهم بدعوى أخطاء في التسجيل وعدم استيفائهم المعايير. وهو أمر لا يستقيم مع الوقائع.

ويعتبر سحب الجنسيات من سكان النقب أحدث صيحة في عالم التطهير العرقي الذي تبنته الحركة الصهيونية في فلسطين منذ ثلاثينات القرن الماضي وظلت الخطة تتطور إلى أن تحولت إلى الخطة المسماة (د) في الأرشيف الصهيوني، وكان الأب الروحي للخطة هو ديفيد بن غوريون الذي تبناها عسكريا ونفذها أثناء حرب 48 ووصفها المؤرخ الإسرائيلي إيلان بابيه في كتاب له صدر بالإنجليزية في لندن بأنها خطة ضد الإنسانية.

وأكد بابيه أن تنكر إسرائيل حتى اليوم لجريمتها بالتطهير العرقي وطرد الفلسطينيين من ديارهم يحول دون وصول الشعبين لأي تسوية، معتبراً أن هذه اي التسوية لن يتم إنجازها بالانسحاب من الأراضي المحتلة عام 67 وأن الطريق الممكنة الوحيدة لإنهاء النزاع يكمن بإقامة دولة ثنائية القومية ذات بنية ديمقراطية حقيقية على أراضي فلسطين التاريخية والسماح لمن يريد من اللاجئين العودة.

وقد جسدت هذه الخطة قرار الصهيونية بإقامة دولة يهودية بقوة السلاح وبتطهير البلاد من سكانها الأصليين حيث أن الصهيونية ورغم كل مساعيها الكبيرة ودعم الانتداب البريطاني لها تمكنت من حيازة 5.8% من الأراضي فقط.

ويؤكد هذا الكتاب بالدليل الرسمي وجود خطة للتطهير العرقي حيث اعتبرت “الخطة د” لدى المؤرخين خطة للاحتلال فقط.

ويورد الكتاب رسالة كتبها دافيد بن غوريون لابنه عام 1937 أكد فيها رؤيته بضرورة طرد العرب من فلسطين عنوة، عندما تحين اللحظة المناسبة كالحرب مثلاً.

وبخلاف ما نشر عربيا ودوليا فإن الحرب عام 48 استخدمت من قبل الصهيونية وسيلة لتطبيق خطة التطهير العرقي حيث اعتبر بعض المؤرخين أن التطهير العرقي جاء نتيجة للحرب، فالجيوش العربية دخلت فلسطين من أجل انقاذ أهلها من التطهير وليس للإجهاز على إسرائيل، حيث حرصت تلك الجيوش على دخول حدود الدولة اليهودية وفقا لقرار التقسيم فقط.

وقامت الخطة الصهيونية على تطويق المدن والقرى العربية من ثلاث جهات وترك الجهة الرابعة مفتوحة لتمكين السكان من النزوح وإطلاق النار على المدنيين الذكور خاصة من عشر سنين فما فوق وهدم المنازل بالمتفجرات وسرقة الممتلكات بشكل منهجي.. كما تضمنت الخطة اقتراف مذابح ضد المدنيين في الأرياف الفلسطينية لإرهاب السكان ودفعهم على الهرب وتمكنت الحركة الصهيونية من تدمير 530 قرية وأفرغت11 مدينة من سكانها.

لكن التطهير العرقي الذي حدث لم يتوقف حتى تاريخه ولعل سحب الهويات من بدو النقب مؤخرا وكذلك سياسة هدم المنازل في القدس المحتلة ما زالت مستمرة لأن الإعلان الإسرائيلي عن يهودية دولة إسرائيل يبيح طرد أي عربي طالما أن المجتمع الدولي لم يعد يتأثر بما يراه من فظائع ترتكب في القدس المحتلة حيث فقد آلاف من المقدسببن حقوق المواطنة في القدس ثم حرموا من البناء وجرى تنفيذ مخطط استيطاني واسع جعل السكان العرب في المدينة التي يبلغ عدد سكلنها الآن قرابة مليون نسمة أقل من أربعين بالمئة بعد أن كانوا أغلبية عند الاحتلال.

بل هناك مخطط لابقاء المقدسيين خارج الجدار الفاصل ضمن المنطقة التي ستنقل إلى السلطة وحرمانهم من مدينتهم وعددهم لا يقل عن نصف سكان القدس العربية.

وقد كثفت سلطات الاحتلال مؤخرا سياسة هدم المنازل وتهجير سكانها حيث هدمت 62 منزلا في القدس خلال الستة أشهر الأخيرة وعمدت إلى استخدام مقص كهربائي لقص اسقف المنازل بدلا من الجرافات ويدفع صاحب المنزل أجرة الهدم للبلدية أو يقوم بهدم منزله بنفسه في غياب منح تراخيص للعرب حيث ينتظر طالب الترخيص 20 سنة قبل الحصول عليه وتكلفه الترخيص الواحد أكثر من تكلفة بناء المنزل، وهي إجراءات عنصرية لم يشهد لها التاريخ مثيلا.

 

عن الغد