إذا كان لدى احد ظل شك في ان لبنان الرسمية وتنظيم، «حزب الله»ـ هما جسم واحد فقد جاءت الحادثة في كيبوتس «منيرا كيف» لتذكرنا بهذا الواقع البشع. من اطلق النار على جنودنا في «منيرا» كان رجال «حزب الله»، أما من اشتكى ضدنا لمجلس الامن فقد كانت بالذات حكومة لبنان. وبمناسبة عاشوراء، وهو الاحتفال الديني الذي يجلد فيه الشيعة انفسهم، هدد نصرالله بالثأر من إسرائيل، ومرت حكومة لبنان عن ذلك مرور الكرام.
لم يحذر الجيش اللبناني «حزب الله» من رد ضدنا، حين سمع كل العالم نصر الله يعلن بأنه يريد الثأر لموت احد رجاله في سورية. كما أن الجيش اللبناني لم يمنعه من إطلاق النار على جنودنا في «منيرا». الجيش اللبناني هو الوحيد الذي يسمح له بحمل السلاح قبل الحدود مع إسرائيل. وهو مسؤول عن منع الآخرين من عمل ذلك بموجب قرار مجلس الامن 1701، الذي اتخذ بعد حرب لبنان الثانية.
شخصان، يحملان اسم العائلة ذاتها، ولكنهما غير قريبين، يبسطان رعايتهما على «حزب الله»، الاول هو رئيس الدولة، ميشيل عون، الذي أقام حلفا استراتيجيا مع «حزب الله» جعله يحظى بكرسي الرئاسة. وبالتالي، يوجد له دين لنصر الله. الثاني، هو جوزيف عون، قائد الجيش اللبناني الذي لا يفوت اي فرصة كي يطلق تصريحات تهدد إسرائيل بروح شعارات «حزب الله».
هذان الشخصان يوجدان في مركزي قوة مهمين في الفسيفساء السياسية اللبنانية الداخلية. لرئيس الدولة، ميشيل عون، صلاحات واسعة لا يمكن تجاوزها، بينما قائد الجيش هو المرجعية لادارة شؤون الدولة في حالة الطوارئ. وقبالتهما ماذا نرى؟ تصريحات سياسية، مقالات رأي، وبعض الضغط الدولي.
يشخص «حزب الله» ضعف معارضيه ويفعل ما يشاء. وهو يتصرف وكأن الانفجار في مرفأ بيروت، الذي وقع الشهر الماضي لم يحدث كارثة خربت جزءا كبيرا من العاصمة، وخلفت مئات القتلى وآلاف الجرحى؛ وكأنه لم يسمع الاتهامات الموجهة له كمسؤول عن تخزين الامونيا في المرفأ والذي تسبب بالكارثة؛ وكأن المحكمة الدولية في لاهاي لم تعلق اغتيال رئيس الوزراء الحريري على رقبة «حزب الله». وهو ببساطة يتجاهل كل هذا.
الشخص الوحيد الذي يقف امام «حزب الله» بكل الصلاحيات الاخلاقية والدينية هو البطريرك الماروني، بشارة الراعي، رئيس الكنيسة الذي يدعو في مواعظه الاسبوعية الى الاعلان عن لبنان دولة حيادية، بل طلب جمع السلاح المخبأ في قلب السكان المدنيين؛ في تلميح شديد الوضوح الى سلاح «حزب الله».
لا ينبغي لإسرائيل أن تعفي حكومة لبنان من المسؤولية عما يجري على اراضيها. فعلى لبنان ان يمنع تواجد مسلحين من «حزب الله» قرب الحدود مع إسرائيل.
تكثر الاصوات ضد «حزب الله»، وعليه فقد حان الوقت لأن يتلقى لبنان علناً رسالة حازمة منا فيستوعب جدية نوايا القدس بشأن ردها اذا ما أصيب رجالنا او جنودنا بأذى.
عن «معاريف»