كأن لم يكن ينقصنا، فى ليلنا البهيم الطويل، إلا أن يغرد الابن ــ الذى يحمل سر أبيه ــ على صفحته الخاصة بـ «الفيسبوك»، بمشاعرالكراهية والعداء للعرب والمسلمين، غير آبه أو معنى، بـ «فتوحات» أبيه المدوية للعواصم العربية، عاصمة وراء الأخري، تقفز إلى قطار التطبيع السريع، بلا شروط أو لاءات.
«يائير» الابن البكر لرئيس الوزراء الإسرائيلى «بنيامين نيتانياهو»، لم تكفه إنجازات أبيه غير المسبوقة، فلم يمسك لسانه، ودعا المسلمين إلى مغادرة إسرائيل، لأنه لا يوجد إلا حلان محتملان لإحلال السلام، على الأراضى الإسرائيلية، إما أن يغادر اليهود إسرائيل، أو يغادرها المسلمون، وهو ــ طبعا ـ يفضل الخيار الثانى.
يدرك «مائير» جيدا، أن تغريداته الطافحة بعنصرية مقيتة، لن تثير غضبا عربيا، ولن تؤثر فى سرعة قطار التطبيع، المندفع بسرعة فائقة، تحت عناية ومباركة وضغوط، الراعى الأمريكى، الوكيل الحصرى لتجارة السلام فى المنطقة.
تغريدات «مائير»، ليست مجرد وجهة نظر، وإنما هى تعبير فاضح عن عقيدة راسخة للدولة الإسرائيلية، بكل عنصريتها وإرهابها ودمويتها.
لا توجد غضاضة، أن يغرد الابن كما يشاء، وأن ينتشى أبوه كما يريد، ولكن يجب أن ينتبها ــ نيتانياهو وولده ــ إلى أن التطبيع ليس بالحكومات والأنظمة، ولكن بالشعوب التى لاتنسى حقوقها، ولا تترك ثأرها أبدا.
فى الختام.. يقول نزار قباني:
«فهل البطولة كذبة عربية؟ أم مثلنا التاريخ كاذب؟».
الأهرام المصرية