لايزيد تبدّل الفصول والاختلافات المناخية في الأراضي الفلسطينية، الأسرى القابعين في سجون ومعتقلات الاحتلال الإسرائيلي سوى معاناة؛ لا تنحصر في فصل من تلك الفصول، وإنما تؤججها قسوة برد الشتاء التي لا تزيد قدرا عن قسوة السجّان الإسرائيلي.
وتنتج المعاناة بشكل رئيسي عند منع سلطات الاحتلال الإسرائيلية لذوي الأسرى من إدخال وسائل التدفئة والملابس الشتوية لأبنائهم، وإجبارهم على شرائها من "الكانتينا" بأسعار مرتفعة ومضاعفة، إلى جانب سياسة الإهمال الطبي وقلة الرعاية الصحية.
هيئة شؤون الأسرى والمحررين جددت تحذيرها من سوء الأوضاع غير الإنسانية في معتقل "عتصيون" حيث التقت محامية الهيئة جاكلين فرارجة وأنها التقت أسرى وهم يرجفون بشكل هستيري من شدة البرد، نظرًا لارتدائهم ملابس خفيفة جدا تم توزيعها عليهم من قبل إدارة المعتقل.
ظروف معيشية لا تحتمل يعيشها الأسرى فهناك تدهور واضح على أوضاعهم الصحية فمعظم الأسرى يعانون من الانفلونزا ونزلات البرد، وهناك من تفاقم وضعه الصحي جراء البرد القارص، كحالة الأسير الشاب أسامة سلهب البالغ من العمر عشرين عاما الذى اعتدى عليه جنود الاحتلال ما أدى إلى اصابته بقدمه اليمنى، ومن شدة البرد انتفخت قدمه ولم تكترث إدارة المعتقل بتقديم أي علاج لحالته الصحية الصعبة.
ويُعد معتقل "عتصيون" من أسوأ مراكز الاعتقال التابعة لجيش الاحتلال، حيث يحتجز الأسرى داخل غرف من الحديد، يصفها الأسرى في الشتاء بالثلاجات، وفي الصيف على أنها أفران.
مسلسل لا ينتهي من الاستهتار بحياة الأسرى من قبل سلطات الاحتلال من فرض ظروف حياتية صعبة عليهم والتنكيل بهم في كافة تفاصيلهم المعيشية اليومية، ضاربة بعرض الحائط مبادئ حقوق الإنسان وبالقوانين والمواثيق الدولية.