حركة BDS تحقق اختراقات غير مسبوقة على الساحة الدولية
نشر بتاريخ: 2025/12/17 (آخر تحديث: 2025/12/17 الساعة: 13:50)

الأراضي المحتلة - قال مسؤول إسرائيلي سابق إن السياسات التي تنتهجها الحكومة الإسرائيلية تجاه الفلسطينيين أسهمت في منح دفعة جديدة وخطيرة لحركة المقاطعة وسحب الاستثمارات وفرض العقوبات (BDS)، معتبرًا أن الحركة باتت تحقق اختراقات ملموسة على الساحة الدولية، مستفيدة مما وصفه بـ«حملات نزع الشرعية عن إسرائيل».

وزعم ياكين كراكوفسكي، الرئيس السابق لقسم التوعية في وزارة الشؤون الاستراتيجية الإسرائيلية، أن حركة المقاطعة تسعى إلى «تدمير إسرائيل أيديولوجيًا»، وتنجح في انتزاع ما وصفها بـ«تنازلات» من دول ومؤسسات عالمية، نتيجة تصاعد حملات المقاطعة والعزل، مشيرًا إلى قرار موسوعة «غينيس» للأرقام القياسية بعدم تسجيل أرقام قياسية تعود لإسرائيل، واعتبره مثالًا على ما وصفه بـ«الاستبعاد الانتقائي» ضمن مسار أوسع لعزلها دوليًا.

وأضاف كراكوفسكي، في مقال نشرته صحيفة «إسرائيل» وترجمته «عربي21»، أن هذه التطورات «لا تعكس ازدواجية معايير فحسب، بل تمثل شكلًا من أشكال معاداة إسرائيل»، معتبرًا أن قرار «غينيس» يأتي ضمن سلسلة خطوات شهدها العامان الماضيان، شملت استبعادًا إسرائيليًا في مجالات الثقافة والتعليم والعلوم والرياضة.

وأشار إلى أن مسابقة الأغنية الأوروبية «يوروفيجن» تحولت، بحسب تعبيره، إلى ساحة صراع سياسي، في ظل ضغوط أوروبية متزايدة لمنع مشاركة إسرائيل، لافتًا إلى أنه ورغم رفض اتحاد البث الأوروبي في نهاية المطاف استبعادها، فإن الحملة الواسعة والانسحابات التي أعقبت القرار كشفت حجم الجدل السياسي المحيط بمشاركة إسرائيل.

وتطرق كراكوفسكي إلى ما وصفه بتصاعد مظاهر الإقصاء في المجال الرياضي، وصولًا إلى «الإذلال والعنف»، الذي قال إنه أصبح مشهدًا متكررًا في بطولات عالمية وإقليمية، معتبرًا أن حركة المقاطعة تقود ما وصفه بـ«حرب ثقافية ورياضية» ضد إسرائيل، رغم تقديم نفسها كحركة حقوق إنسان تحظى بدعم شرائح ليبرالية في الغرب.

وادعى أن المطالب الأساسية لحركة BDS «تنكر بصورة جذرية حق إسرائيل في الوجود كدولة يهودية»، مؤكدًا أن هجوم السابع من أكتوبر والحرب الإسرائيلية على غزة شكّلا نقطة تحوّل منحت الحركة زخمًا إضافيًا، وساهمتا في انتشار خطابها على نطاق واسع داخل المجتمعات الغربية.

وبحسب كراكوفسكي، فإن هذا المناخ دفع دولًا ومؤسسات وجامعات ومنتديات ثقافية وهيئات رياضية إلى اتخاذ خطوات عقابية بحق فنانين وشركات إسرائيلية، معتبرًا أن ذلك يعمّق ما وصفه بـ«حملة معادية لإسرائيل».

وختم بالقول إن «الاستهداف الانتقائي لإسرائيل في موجة الغضب العالمي» بات السمة الأبرز لما وصفه بمعاداتها، محذرًا من تسييس مجالات الثقافة والرياضة والتعليم والعلوم، وغياب معايير موحدة في التعامل مع مختلف الدول.