متابعات: تمهد تصريحات مسؤولين أمنيين إسرائيليين لاستهداف جماعي خطير ضد الأسرى الفلسطينيين الذين يتعرضون لهجمة قمعية ودموية غير مسبوقة وسط غياب تام للهيئات الأممية والمؤسسات الحقوقية.
وحذر مختصون في شؤون الأسرى من خطورة تلك التصريحات الصادرة داخل الكنيست الإسرائيلي (البرلمان) ضد الحركة الأسيرة، وسط دعوات لاتخاذ إجراءات فلسطينية ودولية استباقية لإنقاذهم من "إبادة جماعية" داخل السجون الإسرائيلية.
وجاءت تلك الدعوات عقب تلويح مفوض إدارة السجون الإسرائيلية كوبي يعقوبي خلال كلمته أمام الكنيست، أول من أمس، بتصعيد الاستهداف الجماعي ضد الأسرى، قائلًا: "بكل يقين إننا على أعتاب حدث كبير .. الحرب على الأبواب".
منوها إلى أن إدارته تستعد لاحتمالية وقوع صدام واسع النطاق داخل السجون، بحسب ادعاءاته.
في حين، زعم رئيس قسم العمليات في "إدارة السجون" أفيحاي بن حيمو، أن الأسرى الفلسطينيين أصبحوا يركزون على دراسة آليات الأقفال والأسوار والساحات. مدعيًا "أنهم يسعون لاستكشاف الإجراءات الأمنية داخل السجون".
وادعى بن حيمو أن مخططات أعدها الأسرى تم العثور عليها داخل الزنازين، حيث قاموا بتحديد أماكن الأقفال وعدد عناصر الطاقم الموزعين على كل قسم، كما ادعي ضبط وسائل قتالية مصنوعة يدوية. إنذار خطير
وربط وزير شؤون الأسرى والمحررين السابق قدورة فارس، تصريحات المسؤولين الإسرائيليين بالوقائع الميدانية والروايات الحية للأسرى المحررين حول واقع السجون الإسرائيليين.
وأكد فارس أنه وفقا للمعطيات والتحولات الجذرية داخل (إسرائيل) فإن تلك التصريحات تنم عن "أمر خطير" قادم ضد الأسرى الذين يتعرضون للتعذيب الجسدي والنفسي والاغتصاب والإهمال الطبي وغيرهما وسط صمت أممي ودولي مريب.
ورجح قيام إدارة السجون باستدراج الأسرى للقيام بـ"ردة فعل" مقابل تنفيذ عمل وحشي وهمجي أعمق من الأساليب الوحشية والدموية التي يشهدها الأسرى منذ 7 أكتوبر 2023م.
وقال في تصريح صحفي: "نحن في مرحلة خطيرة، فلا ضوابط ولا قيود قانونية أو أمنية على وحشية الاحتلال" ووحداته القمعية المتعددة التي تركها رئيس حكومة الاحتلال المجرم بنيامين نتنياهو تحت إدارة الوزير المتطرف ايتمار بن غفير الذي يدير السجون بدافع الحقد والوحشية.
وأضاف: "(إسرائيل) تشعر بالأمان نتيجة غياب المساءلة الأمر الذي يدفعها للاستمرار في الجرائم" بعد حرب الإبادة الجماعية التي ارتكبت بوحشية وعلنية في غزة.
وحذر من خطورة تلك التصريحات الصادرة عن الجهات العليا في إدارة السجون التي تستهدف جميع أطياف الحركة الأسيرة (الأسرى، الأسيرات، المرضى، الأشبال، كبار السن، قادة الحركة الأسيرة والرموز الوطنية).
ولأجل ذلك، شدد على ضرورة عدم الاستخفاف إعلاميا وقانونيا ودبلوماسيا بالتصريحات الصادرة من المسؤولين الإسرائيليين داخل "الكنيست"، منوها إلى أن حماية الأسرى مسؤولية فلسطينية رسمية وفصائلية وحقوقية وشعبية.
وإلى جانب ذلك، أكد فارس أن الدور الكبير يقع على عاتق الوسطاء (تركيا، مصر، قطر) لاتفاق وقف الإبادة الجماعية ضد شعبنا، وكذلك مسؤولية كبيرة على عاتق المجتمع الدولي الذي يراقب السلوك الإسرائيلي الهمجي.
تلويح إسرائيلي داخل «الكنيست» باستهداف جماعي خطير ضد الأسرى الفلسطينيين
نشر بتاريخ: 2025/12/19
(آخر تحديث: 2025/12/19 الساعة: 19:18)