سياسة "الحياة غير المحتملة".. تقارير عالمية تكشف تفاصيل انهيار مقومات البقاء في غزة
نشر بتاريخ: 2025/12/21 (آخر تحديث: 2025/12/21 الساعة: 12:36)

عواصم - تناولت صحف ومواقع عالمية تطورات إنسانية وسياسية متسارعة، تصدرتها الأوضاع الكارثية في قطاع غزة، وسط تحذيرات متزايدة من انهيار كامل للنظام الصحي، وقراءات تعتبر ما يجري جزءًا من إستراتيجية إسرائيلية لفرض ظروف معيشية لا تُطاق على السكان.

وفي هذا السياق، نشر موقع «أوريون 21» تحقيقًا وصف بالصدمة، تناول الواقع الإنساني المأساوي في غزة، متحدثًا عن مشاهد لجثث ملقاة في الشوارع عقب أمطار غزيرة، نتيجة تدمير البنية التحتية وعجز السلطات عن دفن الضحايا في ظل استمرار القصف. وأشار التحقيق إلى أن أكثر من مليوني فلسطيني يعيشون في خيام تفتقر إلى الغذاء والدواء والتعليم، معتبرًا أن تدمير مقومات الحياة الأساسية يمثل سياسة إسرائيلية ممنهجة لدفع السكان إلى العيش في ظروف غير قابلة للتحمل.

من جهتها، أكدت مجلة «إيكونوميست» أن نظام الرعاية الصحية في قطاع غزة انهار فعليًا، ولا توجد جهود جدية لإعادة بنائه، معتبرة أن القطاع الصحي بات مرآة دقيقة لحجم الكارثة الإنسانية. وأوضحت المجلة أن النقص الحاد في المستشفيات والمعدات الطبية والأدوية والوقود بلغ مستويات خطيرة، مشيرة إلى تقارير أممية تفيد بتدمير ستة مرافق صحية بالكامل، وخروج 11 مستشفى وعيادة عن الخدمة من أصل 35. وأضافت أن المرافق القليلة العاملة لا تشغل سوى أجزاء محدودة منها، في حين تقع بعض المنشآت الصحية في مناطق تسيطر عليها إسرائيل، ما يجعلها غير متاحة للمرضى الفلسطينيين.

بدورها، سلطت صحيفة «هآرتس» العبرية الضوء على معاناة العائلات الفلسطينية في غزة خلال العامين الماضيين، مشيرة إلى أن النزوح المتكرر وتفكك الأسر أصبحا من أبرز سمات الحياة اليومية. وكتب الصحفي نير حسون أن أوامر الإخلاء المتكررة أجبرت العائلات على النزوح في ظروف قاسية، مستندًا إلى تقرير لمنظمة «بتسيلم» الإسرائيلية أفاد بأن نحو 90% من سكان القطاع فقدوا منازلهم. وأضاف التقرير أن الفرد الواحد نزح بمعدل ست مرات خلال عامي الحرب، ما أدى إلى تدمير النسيج الاجتماعي وفقدان الإحساس بالاستقرار.

وفي متابعة أخرى، تطرقت صحيفة «وول ستريت جورنال» إلى التطورات الأمنية في سوريا، مشيرة إلى أن الجيش الأميركي شن غارات جديدة استهدفت ما لا يقل عن 70 موقعًا لتنظيم الدولة، ردًا على مقتل جنديين أميركيين ومترجم في مدينة تدمر بريف حمص. وأوضحت الصحيفة أن واشنطن صعّدت عملياتها في سوريا والعراق خلال الأيام الماضية، ما أسفر عن مقتل ثلاثة مسلحين واعتقال 20 آخرين، إضافة إلى الحصول على معلومات استخباراتية دعمت تنفيذ الضربات الأخيرة.

من جانبها، تناولت صحيفة «التايمز» البريطانية ملف الانتهاكات خلال حكم الرئيس السوري المخلوع بشار الأسد، مشيرة إلى تورط طواقم طبية ومؤسسات صحية في إخفاء آثار الإعدامات والتعذيب داخل السجون. وكشفت الصحيفة عن اعتقال أطباء عسكريين وقضاة بتهم تزوير أكثر من عشرة آلاف شهادة وفاة، مؤكدة أن مستشفيات عسكرية مثل «تشرين» و«حرستا» استُخدمت لتخزين جثث المعتقلين قبل دفنها في مقابر جماعية.

وفي الشأن الدولي، ذكر موقع «ناشونال إنترست» أن الاستثمارات الصينية في أفريقيا تشهد تقدمًا لافتًا، داعيًا الولايات المتحدة إلى تبني إستراتيجية جديدة تتجاوز المقاربة الأمنية التقليدية لاستعادة نفوذها في القارة. وأوضح الموقع أن التنافس الجيوسياسي بات يتيح للدول تعزيز نفوذها إما عبر تعميق الشراكات أو عرقلة خصومها، معتبرًا أن هذا النهج أصبح ضرورة لواشنطن في أفريقيا.