عقدت اتحادات صناعية فلسطينية اجتماعًا مع إدارة كهرباء الخليل، لبحث واقع التيار الكهربائي وانعكاساته المباشرة على أداء القطاع الصناعي، في ظل تزايد الطلب على الطاقة والتحديات التي تواجه استقرار الشبكة، خاصة خلال مواسم الذروة وفصل الشتاء.
وجرى اللقاء بمشاركة رئيس اتحاد الصناعات المعدنية الفلسطينية روبين الجولاني، ورئيس هيئة الانضمام لاتحاد صناعة الألمنيوم والزجاج في فلسطين المستشار الاقتصادي أحمد حسونة، وعضو اللجنة عبد الله الشويكي، مع مدير عام كهرباء الخليل حازم النتشة، وبحضور مدير دائرة التنفيذ المهندس وجدي سلطان ومدير دائرة التشغيل والصيانة المهندس محمد التميمي ومسؤول العلاقات العامة في كهرباء الخليل مهند أبوزينة.
وناقش الاجتماع جملة من القضايا الجوهرية التي تمس الصناعة الوطنية، وفي مقدمتها التشويشات والانقطاعات الكهربائية المتكررة في بعض الفترات، وتأثيرها السلبي على استمرارية خطوط الإنتاج، وجودة المنتج الصناعي، وكلفة التشغيل، لا سيما في الصناعات كثيفة الاستهلاك للطاقة، مثل الصناعات المعدنية وصناعة الألمنيوم والزجاج والصناعات البلاستيكية.
كما تناول اللقاء التعرفة الكهربائية الصناعية، باعتبارها أحد أهم محددات كلفة الإنتاج، حيث أكد ممثلو الاتحادات الصناعية أن ارتفاع كلفة الطاقة يحدّ من قدرة المصانع على المنافسة، ويؤثر على فرص التوسع والاستثمار، ما يستدعي تطوير سياسات كهربائية أكثر دعمًا للقطاع الصناعي، وتأخذ بعين الاعتبار خصوصية الصناعة الفلسطينية.
وفي السياق ذاته، جرى بحث آفاق التوسع في استخدام الطاقة البديلة، وخاصة الطاقة الشمسية، سواء على مستوى شبكة كهرباء الخليل أو داخل المصانع، كخيار استراتيجي لتخفيف الضغط على الشبكة التقليدية، وتقليل الاعتماد على الكهرباء المستوردة، والمساهمة في خفض كلف الإنتاج على المدى المتوسط والبعيد.
من جانبه، قدم مدير عام كهرباء الخليل حازم النتشة شرحًا مفصلًا حول واقع الشركة وخططها الاستراتيجية لتأمين كميات كهرباء تلبي الطلب المتزايد، خاصة في فصل الشتاء، موضحًا أن الانقطاعات التي تحدث بين الحين والآخر تعود بشكل أساسي إلى الارتفاع الكبير في الاستهلاك، في ظل محدودية الكميات المتاحة.
وأشار النتشة إلى أن كميات الكهرباء التي يتم شراؤها من الشركة القطرية الإسرائيلية لا تلبي الاحتياجات الفعلية للقطاعات المختلفة والقطاع الصناعي، مؤكدًا أن الشركة تعمل بالتنسيق مع الجهات ذات العلاقة لزيادة هذه الكميات، داعيًا في الوقت ذاته المواطنين وأصحاب المصانع إلى ترشيد الاستهلاك، كجزء من الحلول المرحلية للتخفيف من الضغط على الشبكة.
وأكد النتشة أن كهرباء الخليل تُعد من الشركات الرائدة على مستوى الوطن في تشجيع الاستثمار في الطاقة البديلة، والمساهمة في التوسع باستخدامات الطاقة الشمسية، إلا أنه لفت إلى وجود حدود للقدرة الاستيعابية للشبكة لا يمكن تجاوزها فيما يتعلق بالمشاريع الكبيرة، مشيرًا في المقابل إلى استعداد الشركة لاستيعاب مشاريع صغيرة للطاقة الشمسية، خاصة على مستوى المنازل وفي مناطق وسط مدينة الخليل.
وفي ختام اللقاء، اتفق الطرفان على أهمية استمرار التنسيق وعقد لقاءات إضافية بمشاركة سلطة الطاقة، وهيئة تشجيع الاستثمار، وشركة نقل الكهرباء، بهدف رفع مستوى الوعي بالخيارات المتاحة في قطاع الطاقة، وبحث آليات عملية لتذليل العقبات أمام الاستثمار في الكهرباء والطاقة البديلة، بما يسهم في توفير بيئة طاقة أكثر استقرارًا ودعمًا للصناعة الوطنية.