حكومة غزة مطالبة بتقديم تسهيلات للمواطنين
نشر بتاريخ: 2019/09/04 (آخر تحديث: 2025/12/17 الساعة: 10:50)

بعد مرور أكثر من عامين على الامال المعلقة بتراجع السلطة في رام الله، عن كل الاجراءات التي اتخذتها بحق الموظفين العموميين والتي بدأت بتقليصات ثلث الراتب في شهر فبراير عام 2017، تبعها احالة ألاف الموظفين الى التقاعد المبكر، مع الاستمرار في التقليصات على الرواتب حتى وصلت الى النصف وأقل، في سياسة القي بلوم كامل فيها على حكومة رامي الحمد الله السابقة، التي ما دأبت تبدع من اليات وطرق تتمكن من خلالها تجفيف أهم مصدر للدخل في غزة، وهو فاتورة الرواتب، حتى جاءت حكومة اشتيه حاملة معها وعودات حجبت حرارة الشمس وقت الظهيرة، ثم ما لبثت أن كانت غيمة سريعة تمر لتكشف بعد ذلك رمضاء المخطط الذي أعد بعقيدة للتخلي عن كل المسؤوليات في غزة ، حين اتخذت اجراءات جديدة كانت أكثر ضرراً على موظفين السلطة الذين حلموا أحلاماً سعيدة ، حين سمعوا الوعودات الجديدة المغلفة اعلامياً عن  نسب الصرف للرواتب التي أدعى فيها رئيس الوزارء محمد اشتيه أنها ستبلغ 110%، ثم سرعان ما بانت الحقيقة، أنه أحد المغلوبين على أمرهم ، المطلوب منه أن يجتهد في النصوص، ويبتعد عن جوهر المخطط ، المخطط الذي كان فيه رئيس الوزراء الاسبق الحمد الله أحد الادوات التي استهكلت ، ثم استبدلت بأداة جديدة لا تملك من القرار سوى الاعلان عن نصه، وان كان مخادعاَ، وألاف الموظفين الجدد يحالون الى التقاعد المالي، وأخرين الى الفصل التعسفي، ليصبح المشهد أكثر سواداً، والصدمة كادت أن تقتل كل من رسم في أحلامه أن يغدو في الصباح باكراً لاستلام راتبه كاملاً مع زيادة كما وعد الشيخ زنكي، أو أن ُيحصل صاحب البقالة جزء من ديونه، ليقوم بتسديدها الى التاجر عله ينقذ ما يمكن انقاذه من الشيكات الراجعة، التي كانت في زمن، اسمه المطبوع عليها وحده ضمانة.

اذن سلاماً على غــزة وما فيها .. علينا أن نتحمل مأسينا بالشجاعة نفسها، وأن لا نعيش في الماضي طويلاً، فحتى الثقافات الافريقية في عالم متغير، ولم تكن سخرية القدر أن تتدهور أحوال الناس كأنها ثورة، وتتحسن أحــوال المسئولين كأنها زقاق البلاط، حتى نقول لابليس لقد أصبحنا أسوء منك.

هذا المنهــاج، الذي يدفع بغزة وأهلها الى أتون الفقر والمرض والجوع، وأوصلهم لحالة لا يبحثون فيها عن شئ للتغني به الا عندما يصبحون على شفير الموت ، يجب أن يقابل بمنهاج كرامة تحفظ فيه زينة الغني، وقناعة الفقير، وعفة المرأة

وهنا أقول بصرحة حكومة غزة مطالبة بتقديم تسهيلات للمواطنين، مواطني غزة الذين تحملوا سنوات الحصار، ودفعوا ثمن الانقسام، وتحملوا ويلات الحروب، ودفعوا لها كل أشكال وألوان الجباية التي طاردتهم حتى في منامهم

حكومة غــزة عليها مسؤولية في دفع هذا البلاء عن الناس، وعليها أن تتحمل ما يتحمله الناس في غزة

أعيدوا النظر في شروحات الضرائب وتعددها، التي أشعلت الأسعار، وأرهقت التجار

أتركوا الشباب ليبنوا مستقبلهم الضائع ، من بسطة على الرصيف ، أو من عربة صغيرة تجوب الشوارع ، دون جباية

لماذا لا تخفض رسوم الحرف والتراخيص التي تضاعفات في بعضها ثلاث واربع وخمس مرات، لماذا لا تقدم عروض للسائقين الذين يدفعون ضرائب، وتراخيص ، ومواقف، وتصليح، وأصبحت حياتهم كلها مشقة

لماذا لا يتم توفير الحماية اللازمة للصناعات الوطنية، وأصحاب الشركات ، من مخاطر المنافسة الضارة

علينا البحث الجاد عن حلول حقيقية لتخليص قطاع غزة من أزاماته الاقتصادية، وعدم الارتهان للمتغيرات السياسية المحلية والخارجية، واعادة النظر بالسياسات المتبعة وعلى كل الاصعدة، وفي كل المجالات، وتحجيم سلبياتها، بل إقصاؤها، لتمكين الاسر الفلسطينية في غزة من الحصول على الحد الادني من الاحتياجات الاساسية ومتطلبات العيش، الى أن يقضي الله أمراً كان مفعولاً.