اليوم الاحد 22 سبتمبر 2024م
تظاهرة ضخمة للمستوطنين في "تل أبيب" للمطالبة بإبرام صفقة تبادل الأسرىالكوفية مراسلنا: نسف مربعات سكنية وسط مدينة رفحالكوفية مراسلنا: استهداف في حي الجنينة شرق مدينة رفحالكوفية طائرات الاحتلال الحربية تشن غارات على بلدة كفركلا في جنوب لبنانالكوفية الاحتلال يكشف عن إصابة خطيرة لجندي في جنينالكوفية طائرات الاحتلال تشن سلسلة غارات على أودية ومناطق حرجية عند أطراف بلدات جديدة في لبنانالكوفية جيش الاحتلال يعلن بدء جولة جديدة من الغارات الجوية على لبنانالكوفية القسام: استهدفنا منزلين بداخلهما عدة جنود للاحتلال وأوقعناهم قتلى وجرحى شرق حي التنور بمدينة رفحالكوفية "الفدائي الشاب" يستهل المشوار بلقاء "الأخضر السعودي" اليوم ضمن تصفيات كأس آسياالكوفية قوات الاحتلال تعتقل شاب بعد الإعتداء عليه قرب أريحاالكوفية مظاهرات في جميع أنحاء دولة الاحتلال للمطالبة بإطلاق سراح "الأسرى الإسرائيليين"الكوفية مستوطنون يهاجمون المواطنين تحت حماية جنود الاحتلال بالبلدة القديمة في الخليلالكوفية قائد سلاح الجو الإسرائيلي: نحن في حالة تأهب قصوى دفاعًا وهجومًاالكوفية عائلات الأسرى: نتنياهو تخلى عن المخطوفين ويستغل الحرب في الشمالالكوفية  إصابة طفل برصاص الاحتلال  في بلدة قراوة بني حسان غرب سلفيتالكوفية تطورات اليوم الـ 351 من عدوان الاحتلال المتواصل على قطاع غزةالكوفية الخارجية الأردنية تدين الاستهداف الممنهج للمدنيين ومراكز الإيواء في قطاع غزةالكوفية مراسلنا: الاحتلال يقصف بقذائف الهاون أطراف بلدة عيتا الشعب جنوب لبنانالكوفية مستوطنون يعتدون على مسن شرقي رام اللهالكوفية مراسلنا: شهيد ومصابون جراء قصف وسط مدينة غزةالكوفية

النواتي والتحويل والموت والعقاب

10:10 - 13 يناير - 2022
عمر حلمي الغول
الكوفية:

لا يخفى على أي مواطن فلسطيني بأن قطاع غزة بات أرض خصبة لانتشار الأمراض نتاج الحصار والحروب وتلوث البيئة والمياه والفقر والبطالة والقهر والانقلاب. وأمست المحافظات الجنوبية بمتوالية هندسية طاردة للحياة لمجموع العوامل المذكورة وغيرها.
ومع أن طواقم وزارة الصحة عمومًا، وإدارة التحويلات الطبية المتعاقبة تعمل جهودها لتأمين العلاج للحالات المحتاجة، أو لنقل لمعظمها وفقًا لتقديرات الأطباء المختصين، ويتم تحويلهم لمستشفيات الضفة بما فيها القدس العاصمة، وحتى للمستشفيات الإسرائيلية كلما استدعت الضرورة. رغم قرار الحكومة بوقف التعامل مع تلك المستشفيات لاعتبارات مختلفة. وإن كان هناك رفض من قبل سلطات الاستعمار الإسرائيلي لدخول الضفة، يتم تحويل المريض لمصر أو الأردن. بتعبير آخر، لا يوجد تقصير من قبل الوزارة بغض النظر عن أي نواقص أو أخطاء موضوعية أو ذاتية.
غير أن المريض من أبناء غزة لمستشفيات الضفة يعاني غالبًا من قصور بعض القائمين عليها نتاج عدم التقدير الموضوعي لحالة المريض، ولعدم فصلها بين المريض المحول من القطاع وبين عدم تمكن الحكومة من تسديد المستحقات المترتبة عليها للمستشفيات لأسباب تتعلق بالأزمة المالية، او عدم تنظيم عملية تسديد قيمة الفواتير المتراكمة بعشرات الملايين من الشواقل، او لاعتبارات خاصة بإدارات المستشفيات، والنتيجة السلبية لهذه السياسات تصيب المريض خصوصا والمواطن الفلسطيني عموما في مقتل، واحباط، وغضب، وغالبا يدفع المريض المحول الثمن الأساسي، وهو حياته.
ولدينا مؤخرًا نموذج لفقدان الطالب سليم عمر النواتي، في الصف الأول الثانوي من مدرسة فلسطين الثانوية حياته يوم الاحد الماضي الموافق 9/1/2022 نتاج رفض مستشفى النجاح في نابلس استقباله طيلة خمسة عشر يوما. مما ترك حصرةً واستياءً شديدًا لدى ذويه، ومدرسته وعموم أبناء الشعب. والجميع يسأل إدارة المستشفى الفلسطينية، التي يفترض ان تكون حاضنة لكل مريض وجريح أولًا وثانيًا وعاشرًا وقبل الموضوع المالي. نعم المستشفى خاص، ويحتاج إلى تمويل، وتسديد رواتب اطبائه والممرضات والممرضين، وتأمين الادوية وغيرها من الاحتياجات اللوجستية لإبقاء المستشفى قادرًا على خدمة المرضى. لكن ذلك لا يحول دون المهمة الإنسانية التي أقيم المستشفى من اجلها، وتتعاظم أهمية المستشفيات في وطننا المحتل اضعاف مضاعفة في تأمين العلاج للمرضى والجرحى لاعتبارات صحية ووطنية.
ورغم أن إدارة المستشفى تعلم أن الحكومة ستقوم أجلًا أم عاجلًا بتسديد قيمة الفواتير المستحقة عليها، بقي الوزير أم غادر، بقيت الحكومة أم رحلت، فلا شيء من مستحقات المستشفيات يضيع عليها، حتى لو تأخرت لبعض الوقت، إلا أنها تخلت عن مسؤولياتها الإنسانية، ووقعت في التقصير والتخاذل والتخلف عن القيام بالواجب الطبي تجاه طفل فلسطيني بغض النظر عن مكان سكناه، وهذا معيب وخطيئة بحق إدارة المستشفى أولًا، وبحق الأطباء ثانيا، وبحق وزارة الصحة ثالثًا، التي لم تتدخل فورًا لحماية حياة الطفل القادم غزة، وتحويله لمستشفى آخر في القدس أو أي مكان.
وهنا أتساءل متى يصبح إنساننًا الفلسطيني قيمة؟ وكيف نرتقي بمكانته، ونحميه من شرور المرض والاستعمار والانقلاب والحصار المفروض برًا وبحرًا وجوًا؟ وإلى متى نغطي أخطاءنا وعيوبنا ونواقصنا بسياسات ذرائعية واهية؟ اليس الانسان الفلسطيني أينما كان يعتبر أحد أسلحة البقاء، ومصدر قوة وحياة للشعب كله؟ وكيف نفرط بحياة فتى ناجح ومواظب على دراسته وعلومه ومجد ومجتهد؟ هل يعلم القائمون على مستشفيات الضفة بما فيها القدس، إن حصول المواطن الفلسطيني من محافظات الجنوب على تصريح بعد التحويل يعتبر إنجازًا في ظل حصار العدو الصهيوني الوحشي، كما ان الحصول على التحويل يعتبر انجازا، ام لا يعرفون؟ كيف لإدارة المستشفى رئيسا وأعضاءً ان تقبل المماطلة طيلة خمسة عشر يوما لرفض قبول الطالب النجيب سليم عمر النواتي؟ أين أنتم من ابناءكم؟ وكيف تنظرون بعيونهم، وأنتم تتسببون بفقدان طفل واعد، مازال في مقتبل العمر؟ وهل تعلم إدارة المستشفى ان هناك المئات والالاف من أبناء غزة المحولين لا يملكون المال لتأمين تنقلهم من غزة إلى الضفة والعكس صحيح، ولا تأمين اقاماتهم بعد انتهاء العلاج؟
محزن جدًا الحديث عن أطفالنا ومرضانا من كل الأعمار، ومن الجنسين نساءً ورجالًا المحولين لمستشفياتنا في الجناح الشمالي من الوطن، وهم يعانون من الأخطاء والنواقص. والأكثر إيلامًا وغصة عدم استقبالهم للعلاج بحجج واهية. كما ذريعة عدم تسديد الحكومة للمستحقات المالية، إنها عذر أقبح من ذنب، ومرفوضة، ومدانة، ومطلوب محاسبة الجهة المسؤولة عن عدم استقبال الطفل سليم النواتي، وملاحقته قانونيا من قبل ذوي الفقيد الشهيد، ومن قبل وزارة الصحة نفسها. ويفترض سن قانون صريح بإلزام المستشفيات باستقبال كل المرضى، مقرونا بالتزام وزارة الصحة والحكومة بدفع المستحقات المترتبة عليها، وتحديد الآجال لتسديد الديون، حتى أيضا لا تبقى مفتوحة إلى ما لا نهاية.

كن أول من يعلق
تعليق جديد
البريد الالكتروني لا يظهر بالتعليق