القاهرة: قال د. مسلم شعيتو الخبير في الشأن الروسي، إن "التحرك الروسي كان ملزمًا للرئيس بوتين، نتيجة ما قامت بها السلطات الأوكرانية"، لافتًا إلى أن الأمور إذا تركت ستؤدى الى إبادة جماعية.
وعن توقعاته عن انتهاء الحرب، أوضح، أن "الحرب ستستمر حتى تحقق أهدافها، أو يفشل أحد الأطراف في تحقيق أهدافها"، مؤكدًا أن الأزمة الروسية الأوكرانية ستنتهي عندما تنتهي روسيا من تحقيق أهدافها في القضاء على العناصر التي تحمل أفكارًا متشددة، خاصة بعد أن أعلنت أوكرانيا عن لجوؤها لتكون دولة نووية معادية.
وحول قيام الولايات المتحدة بفرض عقوبات على روسيا وتأثيره على الوضع الاقتصادي، قال د. شعيتو لـ "الكوفية"، "التأثير سيكون محدودا على خلاف ما تروج له وسائل الإعلام"، لافتًا إلى تأثر دول الاتحاد الأوروبي التي تعتمد على الاقتصاد الروسي.
ولفت إلى أن الولايات المتحدة، لن تستطيع الذهاب بعيًدا مع روسيا، وأن روسيا أنتجت سلعًا رغم العقوبات المفروضة عليها.
وأضاف شعيتو، "هذه العملية لن تغير موازين القوى في شرق أوروبا، ولكنها ستغير الخريطة العالمية للعلاقات الدولية، وستلغي أحادية القطب نهائيًا، وستنهي قدرة الولايات المتحدة على فرض سيطرتها على من تشاء وقت ما تشاء".
من جانبه، قال حاتم عودة رئيس الجالية الفلسطينية في أوكرانيا في تصريح لـ"الكوفية"، "تعيش كييف الأوكرانية مراحل عصيبة وحالة من الهلع بسبب نقص المواد الغذائية والوقود والتكدس على البنوك لسحب الأموال"، لافتًا إلى أن غالبية الشعب يعتمد على البطاقات البنكية ولا يحتفظ بسيولة مادية.
ولفت عودة إلى أن الحياة المدنية مستقرة، مشيرًا إلى الذعر المسيطر من الطيران الحربي وأصوات القصف والانفجارات.
وأكد أن الإصابات والوفيات تقتصر على العسكريين، منوهًا إلى أن الدفاعات الأوكرانية قوية وأن روسيا لم تحقق هدفها الإستراتيجي حتى الآن.
وحول إجلاء الفلسطينيين، قال عودة، "لا يوجد سلاح جو فلسطيني للإجلاء، ويتراوح عدد الجالية بين 3500-4500 فلسطينيًا"، لافتًا إلى أن الجالية تتكون من الطلبة الدراسين في أوكرانيا وعائلاتهم وغالبيتهم حاملو شهادات في الطب والهندسة ومن رجال الأعمال.
وأعرب عودة عن تخوفه من دخول القوات الروسية إلى أوكرانيا، قائلًا، إن "الجالية الفلسطينية وقتها ستضطر للاحتماء في الملاجئ"، مشيرًا إلى أن وسائل الإعلام الأوكرانية والروسية تروج لشائعات تسليم القوات لنفسها.
وأكد عودة أن الجالية الفلسطينية في أمان حتى اللحظة، منوهًا إلى أن الشعب الأوكراني يستقي معلوماته من الإعلام الرسمي ولا يسمح بتمرير الشائعات.
من جهته، قال الطالب الفلسطيني د. حسام النجار، المقيم في العاصمة الأوكرانية كييف، لـ"الكوفية" إن "هناك حالة من الهلع انتابتهم جراء العمليات العسكرية الروسية".
وأوضح النجار، أن اللحظات الأولى للعملية العسكرية الروسية كانت غير واضحة، مؤكداً "الأوكرانيون بدأوا بالنزوح منذ ساعات الصباح الأولى، ولم نستطع تحويل الدولار الأمريكي إلى الهريفنا الأوكرانية لأن البنوك مغلقة تمامًا".
وتابع، "لم نجد أغلب الحاجيات الأساسية وهناك أزمة مياه أصابت العاصمة الأوكرانية كييف"، مشيرًا إلى توقف المركبات في صفوف طويلة أمام محطات تعبئة الوقود في كييف، بعد ساعات من بدء روسيا عملية عسكرية في أوكرانيا.
وبين النجار أن السفارة أبلغتهم أنه من الممكن أن تؤمن لهم طريقا برية آمنة لإجلائهم عبر إحدى الدول المجاورة لأوكرانيا، وأن الطلبة في هلع وإن سنحت الظروف للمغادرة سيغادر الجميع.
من ناحيته، قال الناطق الإعلامي باسم الجالية الفلسطينية في العاصمة الأوكرانية كييف إسلام دبابسة لـ"الكوفية"، إن "الأوضاع مستقرة نسبيًا حيث أن القوات الروسية قامت بمحاولين لاختراق كييف العاصمة".
وأشار إلى أن المجموعة 74 الروسية سلمت نفسها للقوات الأوكرانية ولا زالت المواجهات مستمرة في مطار "غوتوستميل".
وأوضح، أن هناك اتصالات مع رومانيا وبولندا من أجل السماح للجالية الفلسطينية بالمرور عبرهما لكن حتى اللحظة لم نحصل على الرد.
ونوه دبابسة إلى أن القوات الروسية لم تكن تتوقع الدفاع الأوكراني المستميت عن العاصمة كييف.