تشهد حالات عنف المستعمرين "المستوطنين" بحق الفلسطينيين ارتفاعاً ملحوظاً، وسط إدانات وتحذيرات أممية من هذه «الظاهرة الخطيرة» ضد المدنيين العزل، وصلت بالأمين العام للأمم المتحدة (أنطونيو غوتيريش) أن أعرب عن قلقه، من «استمرار أعمال العنف في جميع أنحاء الأراضي الفلسطينية المحتلة، بما في ذلك عنف المستوطنين والعمليات العسكرية التي أدت إلى سقوط العديد من الفلسطينيين».
وأشار إلى أن «النشاط الاستيطاني وعمليات الهدم والإخلاء بما في ذلك بالقدس الشرقية لا تزال مستمرة، الأمر الذي يقوض القانون الإنساني الدولي وقانون حقوق الإنسان، ويغذي اليأس والعداء ويقلل من احتمالات التوصل إلى حل تفاوضي».
مشاركة جيش الاحتلال الإسرائيلي في العنف الذي يرتكبه المستعمرون/ «المستوطنون» ضد الفلسطينيين في الضفة الغربية المحتلة لم تعد سرا. ففي تقرير لمنظمة «يش دين» (يوجد قانون)، أكدت المنظمة الحقوقية الإسرائيلية أن «الجيش لا يتواجد وقت وقوع جرائم الاعتداءات، وفي حال كان موجوداً يمتنع الجنود عن التدخل، وبذلك يحمون المستوطنين الذين يعتدون على الفلسطينيين».
وأضاف التقرير: «وفي بعض الحالات، يهاجم الجيش الفلسطينيين باستعمال قنابل ضوئية وغاز مسيل للدموع». ومن أحدث ما يؤكد ضلوع الجيش، وثيقة نشرتها الصحافة العبرية عن كتيبة «نيتسح يهودا» ("يهودا» لنا إلى الأبد)، التي يخدم فيها يهود متعصبون دينيا ويسكن قسم منهم في البؤر «الاستيطانية» العشوائية، وصفتها الصحافة بأنها «ميليشيا تطورت تحت أنظار الجيش الإسرائيلي» ينفذ جنودها اعتداءات ضد الفلسطينيين.
وفي «الوثيقة»، أكد مسؤول أمني إسرائيلي أن «معظم جنود هذه الكتيبة ينتمون لعائلات (مستوطنين) في المنطقة. وهذا الأمر يشكل صعوبة لديهم بالفصل بين مواقفهم الشخصية والمتطلبات العملياتية للضباط الذين يقودونهم».
وأضاف المسؤول الأمني «جرى البحث في تفكيك الكتيبة لكن فهمنا بصورة سريعة جدا أن تفكيكها سيكون كإعلان حرب بالنسبة لقيادة المستوطنين.
وبحسب مفهومهم، هذه الكتيبة تنتمي إليهم، وأن هذه قوة تعمل لصالح المستوطنات». ولفت المسؤول نفسه إلى أنه «في الأوقات الاعتيادية، يدخل قادة المستوطنين إلى (مقر) الكتيبة بصورة حرة ويتحدثون مع الجنود. ويدخل حاخامون إلى مقر الكتيبة ويتجولون بحرية، ويلقون دروسا ويتحدثون مع الجنود حول أحداث عسكرية».
من جانبه، كتب عضو الكنيست (بتسلئيل سموتريتش) من كتلة «الصهيونية الدينية المتطرفة": «المستوطنون يفرحون في كل مرة تكون (نيتسح يهودا) في منطقتهم. وهذه الفترات تتميز بهدوء وأمن نسبي في الشوارع، والجماعة هناك يعلمون مهمتهم تماماً، ومن هو الأخ ومن هو العدو، ولا يرتبكون، ويسعون إلى القتال ويحدثون ردعاً».
وفي تقرير نشرته صحيفة «هآرتس» عن هذه الكتيبة (نيتسح يهودا)، جاء فيه أن «مهمات الجنود في هذه الميليشيا تتمثل، بحسب إفادات جنود مسرحين منها وتحقيقات الجيش نفسه، بإيقاف سيارات فلسطينية وإنزال ركابها منها والتنكيل بهم في أحيان كثيرة، والاعتداء عليهم جسدياً. وأحياناً يصادرون سيارات بادعاء أنها ليست صالحة للاستخدام، لكن بعد ذلك يستخدمها جنود وضباط في الكتيبة لاحتياجاتهم الخاصة. كذلك يقتحم جنود هذه الكتيبة منازل الفلسطينيين، من خلال تكسير أبوابها ونوافذها والاعتداء على سكانها». وأحياناً، وفقاً للتقرير، «يلقون قنابل باتجاه سيارات فلسطينية مارة، فقط من أجل التسلية».
المستعمرون/ «المستوطنون» يخوضون حرباً من أجل الحفاظ على «أرض إسرائيل الكبرى» على حد زعمهم، فهم «يؤمنون» بأن «المستوطنات» يمكنها الاستيلاء على الأراضي وترويع السكان الفلسطينيين ومنع تقسيم «إسرائيل». ولذلك، بحسب الكاتبة الإسرائيلية (أمونه ألون): «الدلالة الأهم تتمثل في تعزيز السيطرة اليهودية على الأرض الفلسطينية».