كانت إسرائيل دائما ولا تزال، تعتمد الخيار العسكري عقيدة ثابتة لديها، وفي هذا الإطار تستعد إسرائيل لفتح جولة جديدة من جولات العدوان المستمرة .
في نصف القرن الماضي كانت إسرائيل تشن حربًا كل عشر سنوات مرة، ثم صارت تختلق معركة كل سنة، وربما لاحقًا تصبح معركة كل عدة أشهر، لأنها لم تحقق أي انتصار عسكري على أية جبهة .
في المعارك الأخيرة فقدت إسرائيل بنوك أهدافها وفشلت في تحقيق أي هدف خططت له، فشلت في اغتيال قادة المقاومة، وفشلت في تدمير الأنفاق، وفشلت في تدمير منصات الصواريخ في غزة، وفشلت في قمع الانتفاضة المستمرة في القدس وفي الضفة، وفشلت في السيطرة العنصرية على الفلسطينيين داخل الخط الأخضر .
المقاومة بأذرعها والسلطة بوزاراتها ورغم 100 عام من القتال لم تصل بعد إلى مستوى امتلاك بنك اهداف في أي معارك، لديها فقر كبير في الاستراتيجية فهي لا تملك بنك أهداف محدد. ولم تصل بعد الى مستوى ترسم فيه أهدافها التي تردع العدوان، وإطلاق الصواريخ والقتال البطولي لا يكفي لردع الاحتلال عن ظلمه .
في المعارك الأخيرة تعمّدت إسرائيل تدمير الأبراج السكنية، وتدمير البنية التحتية ّ فهل تملك المقاومة أهدافا مؤثرة تمنع الاحتلال عن ذلك .
إيران تملك بنك اهداف، وحزب الله يملك بنك أهداف، وقد حققوا قوة ردع تمنع الاحتلال من العدوان عليهم ببساطة ووصلوا الى مرحلة حماية الذات .
بعد تجربة المعارك في أوكرانيا لا جدوى من المراهنة على الضمير الأوروبي، ولا رهان على الاخلاق الأمريكية، ولا فائدة من القانون الدولي .
الاعتماد على الذات أولًا.. ومن ثم على المجتمع الدولي.