شجاعة الكتل الطلابية في الجامعات الفلسطينية تستحق التقدير، لتثبت الحركة الطلابية مرة أخرى أنها أهم مكونات الحركة الوطنية. وإن الجامعات الفلسطينية المشهود لها بالقوة الاكاديمية والبحث العلمي تشكل قلعة من قلاع الثورة المتقدة دوما.
ومثلها النقابات والبلديات وقبلها المجالس البلدية. وهو مؤشر على إيجابية هذا الشعب ورغبته في الوصول إلى الأفضل بشكل حضاري وراق.
وقد يتضرر البعض بشكل مؤقت من نتائج الانتخابات، ولكنه يكسب استراتيجيا من خلال تشكيل أرضية مشتركة تمنع عن المجتمع ويلات الانقسام والاحتكام إلى السلاح. ودائما قلنا ونؤكد ان صناديق الانتخابات هي الفيصل وليس صناديق الرصاص.
وعلى مبدأ الانتخابات أن يسود وبشكل دافق في قطاع غزة وفي القدس وفي جميع مؤسسات منظمة التحرير داخل وخارج الأرض المحتلة، لأن هذا هو الخيار الوحيد الذي يضمن عدم ضياع مئة عام من النضال والصبر والبناء.
خسرت حركة الشبيبة الطلابية في جامعة بيت لحم، ولكن فتح وبعد أيام فقط، سوف تمنح أصواتها لمرشح الشعبية في بلدية بيت جالا ضمن تحالف كتلة الجبهة الشعبية وفتح. وفي مواقع كثيرة تتغير التحالفات لكنها تبقى خياراتنا واختياراتنا والقول الأخير للناخب. ما يؤكد على انه لا يوجد خسارة ولا يوجد ربح في أي انتخابات. وانما يوجد عمل موحد وانتصار لقضية سياسية أكبر من كل الكتل ومن كل التنظيمات.
ليس موفقًا البتة ان يكون البرلمان لفصيل واحد غالب ومكتسح. فهذا يخلق انكفاء كبيرا عند أكثر من نصف المجتمع، وكلما كان التنوّع أكبر كلما كان البرلمان أفضل وفيه أصوات مختلفة لمصلحة العمل التشريعي، ومثل ذلك جميع المؤسسات.
الحقيقة الثابتة حتى الآن أن فصيلًا واحًدا لا يمكن أن يحكم فلسطين، وتنظيما واحدًا لا يمكن أن يحكم قطاع غزة، وشخصًا واحدًا لا يمكن أن يمثل كل هذا الاختلاف.
لا يوجد انتخابات جيدة، كما لا يوجد انتخابات سيئة. وانما هناك حق أساسي لجميع المواطنين بضمانة قانون السلطة وقانون الثورة. انه لا بديل عن الانتخابات، والحل الوحيد لتجميع قوى الثورة وقوى التحرر وحركات الإصلاح هو الاتفاق على الاختلاف والمضي قدمًا لمواجهة عدو واحد هو الاحتلال الغازي لبلادنا.