قال الكاتب والمحلل السياسي ، فراس ياغي، إن إجتماع العقبة الأمني انتهى جوهرا، والشكلي سياسيا ببنود كان متفق عليها سابقا ولا تمس جوهر البرنامج والقرارات التي صدرت عن الحكومة اليمينية الشوفينية الدينية المتطرفة، فبند الحفاظ على الوضع القائم في الاماكن المقدسة قولا وعملا تم إنحازه اصلا بعد إقتحام الإرهابي الوزير بن غفير لباحات الأقصى وبعد زيارة وزير الخارجية الأمريكية بلينكين قبل اكثر من شهر ونصف والتي على ضوئها قام رئيس حكومة الإئتلاف اليميني الديني نتنياهو بزيارة للأردن وإبلاغ جلالة الملك عبد الله بانه لا ينوي تغيير الوضع الراهن في الأماكن المقدسة وإحترام الوصاية الهاشمية، اما بما يتعلق بالمستوطنات ووقف اقرار وحدات إستيطانية لمدة أربعة شهور، وعدم تشريع بؤر إستيطانية لمدة ستة شهور فهذا يتوافق مع قرارات الحكومة الإسرائيلية اليمينية نفسها والتي اقرت بناء تسعة آلاف وحدة سكنية وهذا القرار بحاجة لثلاثة شهور لكي تجتمع لجنة التخطيط والبناء لكي يتم إقرار موازناته وتحديد فترات التنفيذ، في حين اتفق على تشريع تسع بؤر إستيطانية على ان لا يتم تشريع أي بؤرة أخرى في فترة ستة شهور، أما بما يتعلق بإحترام الإتفاقات السابقة فهذه كما يبدو صيغة إنشائية أكثر منها عملية لان رئيس الوفد الإسرائيلي وبعد أن إنتهى الإجتماع ولم يجف بعد الحبر على الورق، قال: ان إسرائيل لم تلتزم بعدم دخول مناطق ألف لملاحقة ما أسماه "الإرهابيون".
وأضاف ياغي، أن إجتماع العقبة جاء لإرضاء الجانب الأمريكي من جهة، ولمنع حدوث تصعيد كبير في شهر رمضان القريب على الأبواب، إضافة لتشريع ما يعرف بخطة الجنرال "فنزل"، لكن بين الواقع ولقاء العقبة دماء سالت وشعب مصمم على المقاومة ومقاومين ملوا من اللقاءات والإجتماعات والإتفاقيات التي لا تلتزم بها إسرائيل إن كان في حكومات ما يسمى اليسار أو حكومة التطرف والفاشية الحالية، وعليه فإن كل ما نتج عن إجتماع العقبة لن يقدم أو يؤخر في الواقع القائم، فحكومة سموتريطش وبن غفير ستمارس كل مخططاتها وسوف تجر كل المنطقة للمواجهة لأن كل المخطط يهدف لحسم الصراع وفرض الأمر الواقع بالضم والتهويد وتشريع الإستيطان في أسموه "أرض إسرائيل"، والشعب الفلسطيني سيقاوم الإحتلال والإستيطان ولن يسلم ويرفع الراية البيضاء، والسلطة الوطنية الفلسطينية لا خيار امامها سوى أن تلتحم مع جماهير شعبنا في النهاية لأنها ايضا هي مستهدفة من حكومة الإستيطان والدم.
وقال ياغي، إن مجزرة نابلس قبل أسبوع وعملية حوارة اليوم هي المشهد القادم والذي سيمتد ليشمل كل الأرض الفلسطينية لأننا في خضم إنتفاضة تأخذ أشكال متعددة أساسها المقاومة المسلحة الفردية والمحلية وبحاضنة جماهيرية تساندها وتستجيب لنداءاتها.
وختم الكاتب والمحلل السياسي فراس ياغي قائلا: لا تفاهمات مع هكذا حكومة لأنها اصلا غير متفاهمة مع مكونات نظامها السياسي في داخل إسرائيل نفسها، فكيف إذا مع الشعب الفلسطيني، ولا حلول سياسية مع هذه الحكومة لأنها لا تعترف اصلا بمفهوم الدولتين، وكل الحلول الأمنية التي تأتي بها امريكا لمساعدة الإحتلال لن تجدي نفعا ولن تمنع الشعب الفلسطيني عن الصمود والمقاومة، وستفشل لإعتبارات أساسها طبيعة حكومة اليمين القائمة التي تؤمن بالقوة وبمزيد من القوة.