- قوات الاحتلال تقتحم مدينة قلقيلية
- جيش الاحتلال يطلق الرصاص الحي تجاه الشبان خلال اقتحام مدينة قلقيلية
يكمل اليوم الجمعة، الأسير القائد مروان البرغوثي. عضو اللجنة المركزية لحركة فتح، عامه الـ(21) في سجون الاحتلال الإسرائيلي، ويبدأ غدا عامه الـ(22) على التوالي.
وبحسب هيئة الأسرى، فإن الأسير القائد مروان البرغوثي وبالرغم من هذه السنوات الطويلة التي قضاها خلف القضبان، إلا انه لا زال وسيبقى صلبا ثابتاً متحدياً السجان، مؤمناً أن الحرية قادمة لا محالة، وأن الاحتلال الى زوال و لن يدوم طويلاً، وأن الشعب الفلسطيني سيحقق أمنياته بالحرية والاستقلال في قادم الايام.
وأضافت الهيئة الى أن الأسير القائد مروان البرغوثي يكمل نضاله من داخل أسره، رغم القيود والقمع واجراءات السجن المشددة، فحوّل السجون إلى جامعات ومعاهد حقيقية تخرج أفواج الأسرى الأبطال المتحدين للبعد القسري والحرمان، ويشرف على العملية التعليمية والأكاديمية ويتابع طلابه الأسرى المناضلين، بكل ما يملك من قوة وعزيمة واصرار، مسجلاً نجاحات عديد يفخر بها الكل الفلسطيني.
المولد والنشأة
ولد مروان البرغوثي يوم 6 يونيو/حزيران 1958 في قرية كوبر إلى الشمال الغربي من مدينة رام الله.
الدراسة والتكوين
اعتقل البرغوثي قبل إكمال المرحلة الثانوية بتهمة المشاركة في مظاهرات مناهضة للاحتلال في بيرزيت ورام الله مما أبعده عن الدراسة، لكنه استطاع الحصول على الثانوية العامة داخل السجن، وأضاف إليها تعلم العبرية ومبادئ الفرنسية والإنجليزية.
دخل جامعة بيرزيت وحصل على البكالوريوس في التاريخ والعلوم السياسية، ثم الماجستير في العلاقات الدولية بالجامعة نفسها، وحصل سنة 2010 على شهادة الدكتوراه في العلوم السياسية من معهد البحوث والدراسات التابع لـجامعة الدول العربية.
الوظائف والمسؤوليات
عمل البرغوثي حتى اعتقاله محاضرا في جامعة القدس في أبو ديس، وتولى العديد من المسؤوليات السياسية.
التوجه الفكري
آمن البرغوثي بأن المفاوضات يجب أن تستند إلى نطاق صلاحيات اتفاقات السلام، وتمثل الرؤية التي يؤمن بها داخل حركة فتح الرفض التام لـ تهويد القدس وسياسة الاستيطان اليهودي، ويعتبر المستوطنات بؤرا إرهابية تجب محاربتها، وهو من قيادات فتح التي لها علاقة طيبة بالجماعات الإسلامية.
يعتبر أيَّ فلسطيني يساوم على حدود 1967 خائنا، لكنه يؤكد ضرورة التوصل إلى حل عادل ونهائي ضمن بنود قرارات الأمم المتحدة، ويرى حاجة عملية السلام إلى راعٍ آخر غير الولايات المتحدة لانحيازها الكامل لإسرائيل.
التجربة السياسية
انخرط البرغوثي في العمل السياسي مبكرا ونشط في حركة التحرير الفلسطيني (فتح) بقيادة الرئيس ياسر عرفات، وكانت إحدى مسؤولياته السياسية الأولى توليه رئاسة مجلس الطلبة بجامعة بيرزيت.
كان أحد مؤسسي الشبيبة الطلابية في الضفة الغربية، وترأس حركتها بجامعة بيرزيت بداية الثمانينيات، وعمل ضابط اتصال لمكاتب منظمة التحرير الفلسطينية في عمّان وتونس. تم ترحيله إلى الأردن، لكنه استمر من موقعه بالمنفى عضوا في اللجنة العليا للانتفاضة بمنظمة التحرير، وعمل في اللجنة القيادية لفتح (القطاع الغربي).
انتخب عضوا بالمجلس الثوري لفتح في المؤتمر العام الخامس للحركة، وانتخب أمين سر للحركة في الضفة بعد عودته إلى الأراضي المحتلة في أبريل/نيسان 1994، وعام 1996 انتخب عضوا بالمجلس التشريعي نائبا عن دائرة رام الله.
تعرض البرغوثي للمطاردة فاعتقل عام 1984 وأعيد اعتقاله عام 1985، ثم فرضت عليه الإقامة الجبرية قبل أن يتعرض للاعتقال الإداري في السنة نفسها.
كما تعرض لأكثر من محاولة اغتيال أطلقت عليه في إحداها صواريخ موجهة، كما تم إرسال سيارة ملغومة خصيصا له. وفي آخر اجتياح إسرائيلي لرام الله، كان البرغوثي على قائمة المطلوبين، وتمكنت القوات الإسرائيلية من اعتقاله يوم 15 أبريل/نيسان 2002.
وجهت له تهم عديدة منها التحريض على قتل عشرات الإسرائيليين، وحكمت عليه المحكمة المركزية في تل أبيب عام 2004 وسط إجراءات أمنية غير مسبوقة بخمسة أحكام بالمؤبد وأربعين عاما.
لم يعترف البرغوثي بالمحاكمة ورد عليها بقوله "جئتم بي إلى هنا بالقوة، لا أريد اتهاماتكم" مضيفا "لن تُكسر إرادتنا، نحن نناضل من أجل الحرية والاستقلال.. لن يكون هناك سلام قبل وضع حد للاحتلال".
ترأس القائمة الموحدة لفتح بالانتخابات التشريعية الثانية، ووقع يوم 9 مايو/أيار 2006 -نيابة عن الحركة- "وثيقة الوفاق الوطني" الصادرة عن القادة الأسرى لمختلف الفصائل الفلسطينية بسجون الاحتلال، وهي الوثيقة التي قادت إلى اتفاق مكة بين حركتي فتح والمقاومة الإسلامية (حماس).
ورغم وجوده بالسجن، انتخب البرغوثي مجددا عضوا في اللجنة المركزية لفتح، خلال المؤتمر السابع للحركة الذي عقد في رام الله نهاية نوفمبر/تشرين الثاني 2016.
وجمع البرغوثي 70% من أصوات أعضاء المؤتمر ليأتي في طليعة الفائزين بعضوية اللجنة المركزية لفتح. وقالت زوجته فدوى وهي أيضا ناشطة في فتح -لوكالة الأنباء الفرنسية- إن مروان يتمتع بنفوذ أكبر مما كان عليه في أي وقت رغم وجوده في السجن منذ 14 عاما، وإنه نجح في إفشال المخطط الإسرائيلي لإسكاته وعزله عن الشارع وعن الساحة السياسية الفلسطينية.
ويرى محللون أن البرغوثي قادر على تحريك الجماهير، وهو الوحيد الذي يستطيع إنهاء الانقسام بين فتح وحماس.
وفي 18 أبريل/نيسان 2017، وبمناسبة يوم الأسير الفلسطيني، سرّب البرغوثي من سجنه مقالا نشر في نيويورك تايمز قال فيه إن السنوات الـ15 التي أمضاها في السجون الإسرائيلية خولته أن يصبح شاهدا وضحية لنظام الاعتقالات الجماعية العشوائية الذي تقوم عليه المنظومة الإسرائيلية غير القانونية بحق الفلسطينيين وإساءة معاملتهم، مضيفا أنه استنفد جميع الخيارات الأخرى وقرر مقاومة هذه الانتهاكات بالإضراب عن الطعام.
ودلل البرغوثي على وحشية الممارسات الإسرائيلية وقال "كنت في 15 من عمري عندما سجنت للمرة الأولى، وكنت بالكاد في 18 عندما أجبرني محقق إسرائيلي على الوقوف مباعدا بين ساقي وأنا عاري، قبل أن يضرب أعضائي التناسلية. أغمي علي فورا من شدة الألم وارتطم رأسي بالأرض، وما زالت به ندوب من ذلك، وقال ساخرا مني إن أمثالي يجب ألا ينجبوا لأنني لا أنجب سوى إرهابيين ومجرمين، لأجد نفسي بعدها بسنين داخل السجون الإسرائيلية من جديد أقود إضرابا عن الطعام".
وأضاف البرغوثي أن مئات الأسرى الفلسطينيين يعانون من التعذيب وسوء المعاملة والإهمال الطبي، بل إن بعضهم تعرض للقتل أثناء احتجازه مع وجود ما يقارب 6500 سجين سياسي تعرضوا لأطول فترات احتجاز عالميا، إذ لا تكاد توجد أسرة واحدة في فلسطين لم تتعرض لمحنة سجن أحد أفرادها أو عدة أفراد منها.
المؤلفات
صدرت للبرغوثي بحوث وكتب، من بينها كتاب "ألف يوم في زنزانة العزل الانفرادي" وكتاب "الوعد" وكتاب "الوحدة الوطنية قانون الانتصار".