غزة: مع بداية شهر مايو، بدأ المزارع الفلسطيني عبد الله كيلاني (66 عاماً) بحصاد فاكهة الخوخ "البدري" من أرضه الزراعية التي تقع في بيت حانون شمال القطاع، استعداداً لبيعها في الأسواق المحلية بمدينة غزة.
ويساعد الكيلاني عشرات العاملين، لحصاد خوخ "البدري" من الأشجار المتعددة بداخل أرضه الزراعية الواسعة، والتي تحتاج إلى وقت ومجهود لتجهيزه للأسواق المحلية بوقت قياسي.
يقول كيلاني، إن موسم حصاد الخوخ يبدأ من شهر مارس، ويستمر حتى نهاية شهر مايو، حيث تختلف أنواعه باختلاف توقيت حصاده، وتعتبر هذه الفترة من أهم مواسم الحصاد.
وأضاف "ينتهي موسم حصاد الخوخ البدري في منتصف شهر مايو، لتبدأ بعدها مرحلة حصاد نوع آخر من ذات الفاكهة، فكل خمسة عشر يوم ينتج نوعاً جديداً من الصنف المذكور".
وأوضح كيلاني أن أنواع الخوخ متعددة، وتنتج بشكل تدريجي بالأراضي الزراعية، ولكل نوع مذاق مختلف ولون وحجم محدد.
وعدد في حديثه أصناف الخوخ المزروعة بغزة، منها صنف خوخ "العديت" وصنف "السوبلنج" وكلاهما يطلق عليهما المزارعون خوخ الفروة والصنف الثالث الذي يطلق عليه الخوخ الناعم هو " النخترينا".
وتابع كيلاني "يعتبر موسم حصاد الخوخ لهذا العام محدود مقارنة بالسنوات السابقة، بسبب تقدم عمر الأشجار، فكلما تقدم عمر الشجرة قل الإنتاج".
وبين أن المناخ يرتبط ارتباطاً وثيقاً بكميات إنتاج اللوزيات، فقلة الأمطار والمنخفضات كان لها دوراً بتواضع إنتاج الخوخ لهذا العام، مشيراً إلى أن نمو الخوخ بشكل طبيعي يحتاج لمناخ دافئ.
واستدرك "عمر أشجار الخوخ يتراوح ما بين 10 إلى 12 سنة ويبدأ عمرها بالانتهاء بعد ذلك، على عكس بعض الأشجار التي تعتبر معمرة، ما يسبب في تواضع أرباح مزارعين الخوخ".
وأشار كيلاني إلى أن أسعار المحصود تتحكم بشكل أساسي في يومية المزارعين، فكلما انخفض السعر بالسوق المحلي يتضرر المزارع والعامل بشكل مباشر.
وذكر أنه يحرص على تشغيل الأيدي العاملة ولو بأجر قليل، نظراً لسوء الأوضاع الاقتصادية في القطاع وارتفاع نسبة البطالة.
ونوه إلى أن أسعار الخوخ تختلف باختلاف نوعيته، ويعتبر سعر "البدري" مرتفعاً، لكونه افتتاحية الموسم وتكون كمية الإنتاج محدودة.
وأوضح كيلاني أن زراعة الخوخ تحتاج إلى جهد كبير، وتكلفة مرتفعة، حيث تكلف الشتلة الواحدة "الشجرة" على مدار السنة أكثر من 80 شيكل، لحاجتها إلى مبيدات وتسميد ورعاية فائقة، وأي خطأ يدمر المحصول بشكل كامل.
وأكمل أن المزارع الفلسطيني يواجه تحديات متعددة لكسب لقمة العيش، بالتزامن مع ارتفاع سعر الكيماويات واحتياجات الأرض الزراعية.
وبمناسبة يوم العمال العالمي، يقول كيلاني "العامل الفلسطيني يعيش تحديات كبيرة، وتحديداً المزارع، وحتى في يوم العمال العالمي نخرج للعمل دون التفكير برفاهية العطلة، لكسب 10 أو 15 شيكل، وتوفير قوت اليوم".
ويوافق اليوم الأول من مايو/أيار مناسبة يوم العمال العالمي، وهي مناسبة تتجدد سنويًا لتعبر عن واقع العمال في العالم بشكلٍ عام وفي فلسطين بشكلٍ خاص، في الوقت الذي يعاني فيه عمالنا من ويلات الاحتلال وممارساته واعتداءاته وحصاره.