- مراسلنا: 5 شهداء في قصف للاحتلال على في جباليا النزلة شمالي قطاع غزة
- مراسلنا: مصابون في قصف "إسرائيلي" على نازحين في بيت لاهيا شمالي قطاع غزة
- الطيران المروحي "الأباتشي" يطلق النار باتجاه المناطق الشمالية لقطاع غزة
القاهرة: إثنا عشر عاماً مرّت على توقيع اتفاق القاهرة بين حركتي قتح حماس، الذي تم الإعلان عنه يوم الرابع من شهر مايو عام 2011، لإنهاء الانقسام وتحقيق المصالحة الفلسطينية.
وأكد رئيس السلطة محمود عباس ورئيس المكتب السياسي لحركة حماس أنذاك، خالد مشعل، خلال حفل توقيع الاتفاق في العاصمة المصرية القاهرة انهما عازمان على طي "صفحة الانفسام السوداء".
وكغيره من الاتفاقات التي وقعت خلال سنوات الانقسام، لم يجد طريقاً حقيقياً إلى التنفيذ العملي على أرض الواقع.
ومنذ الأحداث الدموية التي شهدها قطاع غزة عام 2007 والتي أحدثت انقساما فلسطينيا على المستويين السياسي والجغرافي، كانت هناك محاولات ومساع للمصالحة ولم الشمل بوساطات مختلفة، لكنها كانت تتعثر في كل مرة لأسباب مرتبطة بالطرفين.
حبر على ورق
وفي تسلسل تاريخي سريع لكل الاتفاقيات التي وُقّعت على مدار السنوات التي مضت، كان اتفاق شباط/ فبراير 2007 الذي جرى برعاية سعودية فاتحة الاتفاقات، تلته لقاءات دمشق واليمن، ثم اتفاقي القاهرة عام 2009 وعام 2011، ثم اتفاق قطر في شباط/ فبراير عام 2012، وصولاً إلى اتفاق الشاطئ في نيسان/ إبريل 2014، ثم العودة مرة أخرى إلى الدوحة في عام 2017، مرورا باتفاق القاهرة الثاني في تشرين/اكتوبر من نفس العام، ثم إعلان إسطنبول بتاريخ 24 أيلول/ سبتمبر2020 الذي أسّس لاجتماع الأمناء العامّين للفصائل الفلسطينية بين رام الله وبيروت في الثالث من أيلول/ سبتمبر في العام ذاته، ولم تصمد مخرجاته كثيراً بعد إعلان السلطة الفلسطينية عودتها إلى التنسيق الأمني مع "إسرائيل" بنحو مفاجئ.
في التاسع من فبراير/ شباط 2021 توصّلت حركتا حماس وفتح مجدداً، برعاية مصرية، إلى اتفاق مصالحة جديد يتضمّن آليات لإجراء الانتخابات كمدخل لتحقيق المصالحة، وصدرت مراسيم رئاسية حدّدت مواعيد إجرائها، إلا أن قطار المصالحة والانتخابات توقّف مرة أخرى بعد صدور مرسوم رئاسي مفاجئ بتأجيل الانتخابات إلى أجل غير مسمّى.
في شهر تشرين/أكتوبر من العام التالي، وقعت الفصائل على وثيقة أطلق عليها اسم "إعلان الجزائر". وتلتزم بموجبها، بإجراء انتخابات تشريعية ورئاسية في غضون عام لوضع حد للانشقاق الذي يمزق صفوفها.
وشارك 14 فصيلا في هذا الاجتماع الذي جرى برعاية الرئيس عبد المجيد تبون، بما في ذلك حركتا فتح وحماس، وحتى يومنا هذا لم يتمخض عنه أي نتائج حقيقية.
قطار المصالحة في نفق مظلم
وأمام حالة الاختلاف في الرؤى والتباين في المواقف، فشلت جهود استئناف الحوار الفلسطيني، ومنذ ذلك الحين يعيش ملف المصالحة حالة جمود كبيرة. وإزاء هذا السرد المتسلسل لتاريخ طويل من الاتفاقيات التي لم يُكتب لها النجاح، والتي بقيت جميعها حبراً على ورق، لم تستطع أن تطوي صفحة الانقسام الفلسطيني، ولا زال قطار المصالحة يسير داخل في نفق مظلم.
ومع تردي الوضع الفلسطيني على جميع الأصعدة، فإن ذهاب حركتي حماس وفتح وكل الفصائل نحو خيار تحقيق المصالحة بات ضروة وطنية ملحة، إذ لم يعد أمامهما سواه لمواجهة كل التحديات التي تعصف بالقضية الفلسطينية ومواجهة حكومة اليمين المتطرف في "إسرائيل"، صاحبة المواقف الواضحة تجاه شعبنا الفلسطيني.
المصالحة ليست بالمعجزة
استناداً إلى كل ما سبق، فإن تحقيق المصالحة الفلسطينية والوحدة الوطنية ليس بالمعجزة، وأول شروط إنجازها توافر الإرادة والايمان بالشراكة السياسية، وهناك تجارب سابقة وحّدت الشعب الفلسطيني بشكل حقيقي منها وثيقة الأسرى أو ما يُعرف بوثيقة الوفاق الوطني التي شكّلت ولا تزال منطلقاً للوحدة الوطنية وقاعدة قواسم مشتركة يمكن أن يجتمع عليها الكل الفلسطيني، فضلا عن تفامات الثاهرة التي وقعت في حزيران/يونيو عام 2017 بين تيار الإصلاح الديمقراطي في حركة فتح وحركة حماس برعاية مصرية، والتي نجحت في اختراق ملف الانقسام وحققت خلال فترة وجيزة انجازات لم يستطع أحد تحقيقها من قبل.