- 11شهيدًا في قصف الاحتلال مركبةً وتجمعًا للمواطنين أثناء استلام الدقيق في منطقة قيزان النجار جنوبي مدينة خان يونس
غزة: أبو على شاهين الفدائي القائد الزاهد و المفكر الملهم و الفيلسوف الثوري الذي لم ينفصل عن واقع التجربة الثورية و تجلياتها فكرا أو ممارسة، بل كان النموذج الحي في تجسيدها و التبشير بها في الحل و الترحال ، الفدائي في الدوريات المسلحة خلف خطوط العدو والجريح و الأسير المحرر و المنفي في الدهنية و المبعد خارج الوطن و العقل المفكر في بناء خلايا العمل العسكري بالأرض المحتلة،
مبدع تأسيس و تشكيل ذراع العمل الجماهيري لحركة فتح ( حركة الشبيبة بكل مكوناتها وفي مقدمتها حركة الشبيبة الطلابية و لجان الشبيبة للعمل الاجتماعي ) التي تحولت إلى العصب المركزي في حركة فتح في الأرض المحتلة و الرافد الأساسي لها و أداة الفعل في كل ميدان و ساحة اشتباك ،
نعم هو صاحب النظرة الاستشرافية التي لا تخيب في قراءة الواقع الثوري و متطلباته على المستويين الوطني و التنظيمي ، وهو الفارس الطلائعي الرائد في بناء و تأطير الحركة الوطنية الأسيرة منذ البدايات الأولى و تحويل قلاع الأسر إلى أكاديميات تخرج كواكب الثوار و المناضلين و إعداد الكوادر التنظيمية لمواصلة درب الثورة و ديمومتها ،
أبو علي شاهين الأب و الأخ و الإنسان الذي عشق الحياة البسيطة و التفاعل المستمر وسط الجماهير ليعيش أمالها و ألامها و أحاسيسها و يعبر عنها بكل أمانة وصدق في كل مواقع المسؤولية و القيادة ،
كم من البيوت المستورة و العائلات المتعففة افتقد هذه الهامة الشامخة و القيمة الإنسانية السامية التي كانت محط اهتمام و رعاية و باتت تشتاق لوقوفه على أبوابها، أبو علي شاهين القدوة في الوفاء للشهداء و الأسرى رفاق القيد أحياء و شهداء ، الذي آمن بنظرية تكامل الأجيال و حق الشباب في ارتقاء سلم المراتب التنظيمية و القيادية ولم يدخر جهدا في الدفع بهذا الاتجاه .
أبو علي شاهين ليس اسما عابرا في التاريخ الفلسطيني و ليس قائدا فتحاويا فحسب ، بل مدرسة ثورية متكاملة بالوعي و الفهم الموسوعي الذي شكل معينا لا ينضب للأجيال المتعاقبة بما تركه لنا من وصايا ثورية و مفاهيم تنظيمية و رؤى وطنية، فهو نموذج الثائر الموغل في أخلاقه الثورية و منطلقاته الإنسانية ، فهو مناضل قومي و أممي في فكره العميق و تعبيراته المسلكية و علاقاته الممتدة خارج الفضاء الفلسطيني، لكن كل شيء يبدأ من فتح و ينتهي في فتح فهي رمانة الميزان ،
رجل بهذه القامة و القيمة في فكره وسلوكه و زهده و إقدامه وما كان يمتلك من جرأة في الحق ترتجف أمامها الشجعان ، ليس ذكرى فقط ، و لايسكن في الذاكرة فقط، بل يجب تخليده في صدر تاريخنا الوطني و الفتحاوي على كل المستويات، فلا يكفي إن نذكره في ذكرى غيابه الجسدي و نخط فيها القصائد و المقالات و نقيم المهرجانات و نلقي الكلمات ، وهو يستحق ذلك باعتباره واجبا وبعضا من الوفاء ، ليس من المهم أن تنشر صورتك مع الشاهين أبو علي أو تنشر صورته في ذكراه وإن كان ذلك فعل محمود ، لأن الأهم من ذلك أن نسير على نهجه الثوري و نتحلى بأخلاقه العظيمة و نعمل بوصاياه الأمينة التي تضيء لنا طريق الثورة ، وما تركه لنا من إرث تنظيمي و ميراث فتحاوي عظيم ، وألا نتوانى عن استلهام تلك التجربة الثورية و التنظيمية و الإنسانية في السلوك و المسلك و بناء علاقاتنا التنظيمية و الوطنية بتكريس مبادئ و قيم مدرسة المحبة الثورية و اللملمة الوطنية على قاعدة التكامل و التفاضل و التنافس في الإنجاز الذي يصب في بوتقة الحرية و الخلاص من نير الاحتلال الغاشم و تحقيق الأهداف الوطنية لشعبنا و نيل استقلاله و تقرير مصيره و التمسك بشعار الانطلاقة الأولى ، إنها لثورة حتى النصر،قائدنا و معلمنا و مشعلنا الذي لا ينطفىء الحاضر رغم الغياب نحن مقصرين في حقك ، فمن يكرم الشهيد يتبع خطاه،
لروحك الطاهرة الرحمة و السكينة و ألف وردة وسلام ، فعلا نجوت من الحياة بأعجوبة حتى لا ترى ما نرى ، فلسطين تستحق الأفضل ... لن تسقط الراية.