- قوات الاحتلال تقتحم الحارة الجنوبية لمدينة طولكرم
- 4 شهداء جراء قصف الاحتلال منزلا لعائلة كحيل في شارع الشهداء بحي الرمال غرب مدينة غزة
العيد في قطاع غزة تختلف طقوسه والاحتفالات به عن اي بقعة جغرافية اخرى في العالم فهو المكان الوحيد الذي يئن تحت الحصار المتواصل منذ ١٧ عاما وهو المتخم بأزمات اقتصادية وسياسية واجتماعية جمة ورغم تتابع النكبات على القطاع الا ان هناك اصرارا وتحديا على الاحتفال بالعيد من قبل المواطنين الغزيين بصورة جميلة تعكس صمودهم وثباتهم وحبهم لارضهم ووطنهم …
فقد احتفل المواطنون في قطاع غزة اعتبارا من الاربعاء ٢٨ حزيران بأول أيام عيد الأضحى المبارك، وسط أجواء من البهجة والسرور، ارتسمت على محيا جميع الغزيين،ففيه تزداد صلة الأرحام وذبح الأضاحي وبهجة الأطفال الذين ينتظرون العيد بكل شوق للحصول على "العيدية" والذهاب للهو والمرح.
وايضا من العادات الأصيلة المهمة لدى الغزيين، والتي لم تفقد بريقها حتى اليوم، اجتماع كبار العائلة حيث يقضون نهارهم بتبادل الزيارات مع الأقارب والأصدقاء.
حشودات صاخبة أمت مساجد غزة لاداء صلاة العيد وسط تكبيرات وتهليلات وصل مداها وصوتها الى شاطئ البحر الذي يشكل متنفسا وحيدا لسكان غزة لقضاء اجازاتهم خلال العيد وجلهم تندرج ايام العيد في قائمة يومياتهم كايام عادية لانهم بدون عمل جراء الحصار الاسرائيلي وعدم السماح لهم بالمغادرة للعمل في الداخل الفلسطيني وبسبب عدم توفر فرص للعمل داخل القطاع اضافة للانقسام السياسي الذي لازال يرمي بثقله على كاهل مواطني قطاع غزة ويحرمهم من العديد من فرص العيش بحرية ورغم ذلك فان كرامة وكبرياء المواطن الغزي تبدو ظاهرة للعيان لان لديه رسالة تحد عنوانها الاحتفال بالعيد رغم كل الظروف ..
عزز الاستقرار الامني في الايام الاخيرة داخل قطاع غزة من وسائل الهدوء والراحة لاحتفالية غزية مثيرة ومهمة بالعيد بعيدا عن صخب المواجهات التي كانت سببا في تدمير بنية القطاع التحتية والاساسية فيكتسب العيد اهمية خاصة لدى المواطنين لانه عيد ديني للمسلمين فانتشرت صور الغزيين على مواقع التواصل الاجتماعي ووسائل الاعلام المحلية والاجنبية وهم يؤدون صلوات العيد منذ ساعات الصباح الباكر حيث أم مساجد القطاع عشرات الاف المواطنين الذين اكدوا من خلال هذه الصلوات على تعاضدهم وتراحمهم وتواصلهم مستندين على خاصية السلامة العامة التي وفرها الهدوء الامني النسبي هذا العيد فانعكست طبيعة الاوضاع المستقرة على احتفالاتهم التي انطلقت بعد الصلوات واهمها الزيارات الخاصة بالارحام والجلسات العائلية المستندة الى علاقات متينة والسهرات الليلية في بيوت الاصدقاء والمقربين ، في الوقت الذي وجد فيه اطفال قطاع غزة متنفسا للعب واللهو والركض في مساحة معقولة رسموا من خلالها بهجة العيد على محياهم بعد ان تلقوا العيديات من اولياء امورهم واعمامهم ومن هم اكبر منهم سنا ..
كانت بهجة العيد قد انطلقت قبل حلوله بعدة ايام حيث ظاهرة ذبح الاضاحي بشكل كبير وهي عادة يتميز بها القطاع وفيها رسالة اجتماعية تؤديها مؤسسات عديدة عندما تقوم بتوزيع الاضاحي والمساعدات على العائلات الفقيرة اضافة لفتح الاسواق امام المواطنين بأبواب مشرعة لاقتناء ملابس العيد للاطفال والحلويات والمأكولات فتجد الاقبال جيدا رغم الظروف الاقتصادية الصعبة الا ان الهدوء الذي يسود القطاع هذه الايام وفر أرضية خصبة لاقبال متميز ساهم بانتعاش الاسواق وعزز معاني وقيم داخل المجتمع الغزي من خلال اشغال الاسواق ومحاولة العودة تدريجيا الى الحياة الطبيعية التي يستطيع من خلالها المواطن الغزي الانطلاق نحو توجهاته المختلفة بحرية وراحة بعيدا عن المعوقات التي كانت تؤثر على المواطنين وتحد من قدرتهم على التحرك والتوجه نحو الاسواق لا سيما خلال الازمات والحروب الاسرائيلية …
رغم اقتناء معظم اطفال قطاع غزة ملابس العيد الخاصة بعيد الفطر السعيد نظرا للظروف المالية القاهرة التي تحد من القدرات الشرائية لعدد كبير من المواطنين الا ان ذلك لم يمنع الاهالي من توفير ارضية خصبة للاطفال للاحتفال بما يتوافر من قدرات وامكانيات فلا ذنب للاطفال بهذه القضية اساسا ، ومن هنا يمكن القول ان الهدوء والاستقرار النسبي السائد في القطاع وفر متسعا ومساحة كافية للمواطنين في غزة لاحتفال هادئ بالعيد سادت خلاله قيم التضامن والتعاضد والمحبة المشمولة بروح التضحية والوفاء ، فهل تساهم هذه الاجواء مستقبلا بتعويض سكان واهالي القطاع عما فاتهم ليحصلوا على حقهم بالعيش بحرية وكرامة بعيدا عن لغة الحصار التي يجب ان تنتهي والانقسام البغيض ، ام انها برهة قصيرة من الزمن سيستيقظ بعدها مواطنو غزة على نكبات وازمات جديدة ؟