استفزاز متعمد من قبل عناصر مشبوهة مرتبطة بأجهزة معادية منظمة، تستهدف القرآن الكريم، أو من قبل عناصر حاقدة ضيقة الأفق تعرضت للاضطهاد من قبل تنظيمي داعش والقاعدة، قبل هروبهم إلى السويد أو لغيرها، وكلاهما: 1- العناصر المشبوهة، 2- العناصر الحاقدة، لا تستحق الرد أو الاهتمام.
العناصر المشبوهة المرتبطة بأجهزة معادية تعمل على توجيه دفة ومسار الاهتمام من قضايا جوهرية تمس المصالح الوطنية أو القومية أو الدينية لشعوبنا العربية والإسلامية، وتوجيهها نحو عدو وهمي لا قيمة له يتمثل بعناصر محدودة، عبر فعل يمس قناعات ومبادئ راسخة في وعي ومنطلقات المؤمنين من شعوبنا.
أو من قبل عناصر حملت معايير الحقد الأعمى لسبب تعرضها للوجع والتعذيب في سوريا والعراق على يد تنظيمات سياسة التطرف الإسلامي، فحملت آثار وتبعات الحقد متوهمة أن المس بالقرآن الكريم سيوفر لها الثأر ويعوضها عما تعرضت له من أذى.
بداية نحن كمسلمين نحترم الكتب السماوية كافة، من الإنجيل والتوراة وغيرهما سواء اتفقنا مع بعض محتوياتها أو ما جاءت به، أو اختلفنا، ولكننا نحترم عقيدة المسيحيين واليهود وجوباً، حتى يحترموا عقيدتنا وإيماننا وتراثنا، ولذلك يجب أن يسود الاحترام المتبادل بعيداً عن السياسة ودهاليزها وتعارضاتها وتناقضاتها، ففي فلسطين نتصدى للمشروع الاستعماري التوسعي العبري الصهيوني الإسرائيلي؛ لأنه مستعمر احتل بلادنا فلسطين والجولان وجنوب لبنان، ويمارس البطش والقمع وحرمان حق الحياة للشعب الفلسطيني وعودة اللاجئين الذين تم طردهم وتشريدهم من اللد والرملة ويافا وحيفا وعكا وصفد وبئر السبع واستعادة ممتلكاتهم المنهوبة منها وعليها، والتطاول على مقدساتنا الإسلامية والمسيحية.
ولكن بصرف النظر عن دوافع الأشخاص المشبوهين أو الحاقدين، فالمسؤولية كثيراً ما تقع على البلد المضيف الذي يسمح بالمس بعقيدة المسلمين، وأن لا تسمح بهذه المظاهر غير الأخلاقية، غير الديمقراطية، غير النظيفة في محتواها وآثارها وتبعاتها.
من طرف آخر حقنا أن ندافع عن عقيدتنا ونحميها ولكن يجب أن لا ننساق لمظاهر ردات الفعل التي تجعلنا مهزوزين أمام العالم، فقد صمدت عقيدتنا وقرآننا مئات السنين أمام هجمات أعداء عديدين من قوميات وألوان وتطلعات مختلفة، ولذلك لن تهزنا سلوك أطراف مشبوهة متعمدة، أو عناصر حاقدة ضيقة الأفق، ويجب معالجة ذلك بوعي وتركيز على قاعدة المصالح والروابط التي تجمعنا مع الشعوب المتحضرة، لا أن نفقد تركيزنا بسبب سلوك همجي متطرف لفرد أو أفراد.
نثق بوعينا وعقيدتنا وإيماننا بما هو حق، وأن لا ننساق وراء عمل لن يُقلل من قيمة ما نؤمن به أنه حق ودائم ومستقر لدينا وفي نفوسنا.