غزة: على شاطئ بحر غزة، يجلس عشرات الأشخاص على مقاعد خشبية مستحدثة قبالة شاشة عرض كبيرة يتابعون بانبهار فيلما سينمائيا للأطفال، في حدث نادر في القطاع الساحلي المحروم من دور السينما منذ سنوات طويلة.
واختتمت مبادرة “سينما البحر” قبل أيام عرض خلالها 15 فيلما معظمها شارك فلسطينيون في إنتاجها أو التمثيل فيها أو تتناول قضايا تهمّ الفلسطينيين، في فعالية نظمها مقهى واقع في غرب مدينة غزة بالتعاون مع وزارة الثقافة، بحسب علي مهنا وهو مؤسس الاستراحة ومخرج مسرحي.
ويعود تاريخ السينما في قطاع غزة إلى أربعينات القرن الماضي عندما أنشئت سينما “السامر” التي تم تحويل مبناها إلى وكالة لبيع السيارات. وأغلقت دور السينما في القطاع خلال الانتفاضة الفلسطينية الأولى (1987-1993) لتعود بعد نشأة السلطة الفلسطينية عام 1994 وافتتاح سينما “النصر” في وسط غزة، لكن متظاهرين إسلاميين أحرقوا مبناها في العام 1996.
في ظل ارتفاع درجات الحرارة، يبدو الشاطئ أيضا الملاذ الوحيد لسكان القطاع الذي يتجاوز عدد سكانه المليونين ويخضع لحصار إسرائيلي منذ سيطرة حركة حماس عليه في العام 2007، بينما معبر رفح مع مصر لا يفتح إلا بتقطّع ويستوجب أذونات معقّدة.
وتأسّس مقهى “تعاونية البحر إلنا” الذي استضاف الحدث وتشرف عليه مجموعة من فناني غزة، في العام 2020 بتمويل مؤقت من مؤسسات فلسطينية تدعم الفن والثقافة، وبعد انتهاء التمويل، تواصلت العروض السينمائية معتمدة على مساهمات من روّاد المكان سواء بالتطوع، تقديم نشاطات أو مساهمات عينية ومادية.
ويقدّم المقهى الشاي والقهوة، ويبلغ سعر الفنجان شيقلين اثنين.
ومن بين الأفلام التي عرضت ضمن المبادرة فيلم “فرحة” الذي يتناول قصة فتاة فلسطينية عمرها 14 عاما يضطر والدها لحبسها في غرفة أثناء اقتحام جنود الاحتلال للمدن والقرى في العام 1948.