- رويترز: وفد أمني مصري يتوجه غدا إلى إسرائيل في محاولة للتوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار في غزة
عندما احتلت إسرائيل المسجد الأقصى المبارك في عام 1967 ودخل الجنرال " مردخاي غور " الذي يسمونه في الاعلام العبري "مودي" قال مقولته المشهورة "هار بيت بيدينو" أي " المسجد الأقصى المبارك في أيدينا" ورد عليه موشيه ديان " لم نأت لاحتلال الأماكن المقدسة للآخرين، وأمره بانزال العلم الإسرائيلي من على قبة الصخرة " والتقي بقيادة الأوقاف الإسلامية للمسجد الأقصى المبارك وطلب منهم مفتاح باب المغاربة، وقال لهم، "المسجد الأقصى المبارك بكامل مساحته الكلية 144 دونم هي ملك للمسلمين والفلسطينيين ولا يحق لليهود السيطرة عليه".
وهذا يعني ان إسرائيل نفسها هي من وضعت ورسمت "ستاتيكو" المسجد الأقصى المبارك بعد احتلالها الضفة، وبعد ذلك تم توقيع اتفاق بين حكومة إسرائيل وإدارة الأوقاف الإسلامية الأردنية تنص على أن "المسجد الأقصى المبارك والسيادة عليه وادارته هي للأوقاف الإسلامية الأردنية والشرطة الإسرائيلية تتواجد فقط على الأبواب الخارجية للمسجد الأقصى المبارك".
وقد اجمع اهل فلسطين منذ عام 1925 على ان " الوصاية الشرعية للمسجد الأقصى المبارك هي " للعائلة الهاشمية و المملكة الأردنية الهاشمية وان الوصاية الشرعية على القدس والمسجد الأقصى المبارك و المقدسات الإسلامية و المسيحية هي للملك عبدالله الثاني ومسؤولية حمايته والحفاظ عليه هي للعائلة الهاشمية.
وهنا لا بد من طرح السؤال المركزي: لماذا تحاول القوى والجماعات اليهودية المتطرفة فرض السيطرة على المسجد الأقصى المبارك؟ لماذا الاقتحامات للجماعات اليهودية المتطرفة يوميا للمسجد الأقصى المبارك؟ ولماذا قرار بن غفير منع المسلمين والفلسطينيين من دخول المسجد الأقصى المبارك؟
هناك سياسة إسرائيلية يقودها اليمين واليمين المتطرف من فرض السيادة والسيطرة على المسجد الأقصى المبارك من اجل تقسيم المسجد الأقصى المبارك وتثبيت الرواية الإسرائيلية للجماعات اليهودية المتطرفة، بان جبل الهيكل تحت قبة الصخرة المشرفة"
وهذا يعني الصراع أيضا على هوية المكان، فكل الأدلة تؤكد ان المسجد الأقصى المبارك بهويته الإسلامية والدينية من بناء المسجد الأقصى مرورا بالإسراء والمعراج وذكره في القران الكريم في سورة الاسراء، والسنة النبوية، وشد الرحال اليه من ثلاثة مساجد (المسجد الحرام والمسجد النبوي و المسجد الأقصى) على وجه الأرض.
وهذا يعكس العلاقة الدينية والروحانية والعقيدة التي تربط المسلمين والفلسطينيين بالمسجد الأقصى المبارك، الذي أصبح (المسجد الأقصى المبارك) يمثل جزءا من الهوية الوطنية للشعب الفلسطيني.
وأما الرواية الإسرائيلية التي جاءت في التوراة وتؤكد ان جبل الهيكل سوف ينزل من السماء كاملا متكاملا بدون تدخل البشر" تنفي محاولات الصهيونية الدينية وجماعات جبل الهيكل وبن غفير بشأن تدخلهم ومحاولاتهم بناء الهيكل، ما يعكس ان الأهداف كلها سياسية وليست دينية، بالإضافة الى الفتوى التي قدمها الحاخام عوفاديا يوسف بتحريم دخول المسجد الأقصى المبارك لليهود.
إن المسجد الأقصى المبارك يمثل مركز الصراع الفلسطيني الإسرائيلي، ولا يمكن ان ينتهي هذا الصراع دون اعلان إسرائيل العودة الى بيان موشيه ديان، والاعتراف بان المسجد الأقصى المبارك هو ملك للمسلمين و يمثل جزءا من الهوية الإسلامية لكل المسلمين.
لذلك فإننا نعتبر ان منع المسلمين والفلسطينيين من الدخول الى القدس والصلاة في المسجد الأقصى المبارك هو خطر كبير على الإسرائيليين والفلسطينيين، ولذلك فان دعوات بن غفير ونتنياهو وقراره منع الفلسطينيين من الوصول الى المسجد الأقصى المبارك لا يستند الى أي أساس قانوني او شرعي، وحتى الاعتبارات الأمنية خلال شهر رمضان لا مكان لها، حيث أن الصلاة و العبادة في شهر رمضان المبارك من شأنها ان توفر الامن والأمان للجميع.
إن الوضع القانوني والتاريخي للمسجد الأقصى المبارك منذ عام 1967 يجب ان يستمر بالسماح لجميع المصليين من الدخول والوصول الى المسجد الأقصى المبارك، بدون تحديد الاعمار والأجيال، وهذا يرتبط بالاتفاقيات بين دائرة الأوقاف الإسلامية الأردنية والحكومة الإسرائيلية منذ موشيه ديان، الذي اعلن ان المسجد الأقصى المبارك ملك للمسلمين والفلسطينيين، كما ان الوصاية الشرعية للمسجد الأقصى المبارك هو من صلاحيات الأردن والعائلة الهاشمية.
وأخيرا يجب الالتزام بحرية العبادة والصلاة للمسلمين في المسجد الأقصى المبارك، كذلك الامر الى أهلنا في 48 حيث القانون الإسرائيلي يمنحهم الحرية الكاملة في الوصول والصلاة في المسجد الأقصى المبارك، وان قرار بن غفير يتنافى مع المواثيق الدولية والقانون الدولي الإنساني الذي يمنح حرية العبادة والوصول الى الأماكن المقدسة بدون قيد او شرط، من اجل السلام والمحبة بين الشعوب، وليس وفقا لأفكار بن غفير والعنصرية والتطرف التي يمارسها ضد الشعب الفلسطيني ربما تؤدي الى اندلاع انتفاضة الأقصى الثالثة.