اليوم الاربعاء 27 نوفمبر 2024م
غاسبريني مدرب أتلانتا: الثقة سبب الأداء المذهلالكوفية كومباني: لم أفهم النظام الجديد لدوري الأبطالالكوفية كاتس أيضاً إلى المحكمة الجنائية الدوليةالكوفية شمال إسرائيل، وليس جنوب لبنان!الكوفية بث مباشر || تطورات اليوم الـ 418 من عدوان الاحتلال المتواصل على قطاع غزةالكوفية لافروف: التصعيد بالشرق الأوسط سببه نهج "إسرائيل" العدوانيالكوفية صور || مستوطنون يقطعون 100 شجرة زيتون معمرة شرق سلفيتالكوفية 4 شهداء و10 مصابين بقصف منزل مأهول شرق غزةالكوفية إصابات بالاختناق جراء قمع الاحتلال مزارعين شرق نابلسالكوفية استشهاد 6 سوريين في قصف إسرائيلي لمعابر بريف حمص الغربيالكوفية عشرات المستوطنين يقتحمون باحات "الأقصى"الكوفية الدفاع المدني في غزة يعمل بمركبة إنقاذ واحدة فقطالكوفية الأمم المتحدة: إسرائيل تعرقل وصول طواقمنا للمحاصرين في شمال قطاع غزةالكوفية شهيدان ومصابون جراء قصف تل الزعتر بمخيم جباليا شمالي قطاع غزةالكوفية 822 مجموعة مالية أوروبية مرتبطة بالمستوطنات الإسرائيليةالكوفية شهداء ومصابون بقصف الاحتلال جباليا وبيت لاهيا شمال قطاع غزةالكوفية 8 شهداء بينهم 3 أطفال جراء قصف الاحتلال مدرسة تؤوي نازحين في مدينة غزةالكوفية الملك الأردني والرئيس المصري يؤكدان ضرورة الوقف الفوري للحرب على غزةالكوفية فيديو || اشتباكات مسلحة بعد اقتحام الاحتلال طوباس ومخيم الفارعةالكوفية فيديو || الاحتلال يهدم منزل الشهيد مهند العسود غرب الخليلالكوفية

خلافات نتنياهو- بايدن: الخطوط الحمراء الحقيقية

10:10 - 20 مارس - 2024
 أشرف العجرمي
الكوفية:

وصلت الخلافات بين الرئيس الأميركي جو بايدن ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو مستوى غير مسبوق من تراشق الاتهامات العلني، حيث وضع الرئيس الأميركي خطاً أحمر لنتنياهو بعدم القيام باجتياح رفح وهو ما رفضه الأخير، وأصر على مواصلة موقفه القاضي بمواصلة الحرب بالوتيرة الحالية التي تشمل احتلال رفح، والتي تزعج واشنطن وتهدد فرص الرئيس بايدن بالانتخاب لولاية ثانية بسبب دعمه اللامحدود لإسرائيل في ظل ارتكابها جرائم حرب وإبادة جماعية ضد الشعب الفلسطيني. وهناك خلاف جوهري آخر حول اليوم التالي للحرب، فيما تريد الولايات المتحدة الذهاب لعملية سياسية تفضي إلى حل الدولتين، وتريد إعادة السلطة الفلسطينية إلى غزة يرفض نتنياهو ذلك بإصرار، فلا يريد عودة السلطة ولا يقبل حتى مجرد مناقشة فكرة الدولة الفلسطينية.

كما أن الإدارة الأميركية تشكو من انصياع نتنياهو للعنصريين المتطرفين في حكومته، وخاصة بتسلئيل سموترتش وإيتمار بن غفير، واستمرار ممارسة سياسة استيطانية توسعية وعدوانية، يقوم في إطارها المستوطنون وقوات جيش الاحتلال باعتداءات يومية على المواطنين الفلسطينيين، يتم فيها قتل واعتقال مواطنين فلسطينيين وهدم بيوت وتشريد السكان من تجمعات معينة. واعتداء المستوطنين على الممتلكات والمزارع والبيوت في القرى والمناطق المختلفة في كل أرجاء الضفة الغربية.

الرئيس بايدن اتهم نتنياهو بأنه بتصرفاته فيما يتعلق بغزة «يضر إسرائيل أكثر مما يساعدها» وانه يتعامل مع المساعدات الإنسانية «كورقة مساومة سياسية». وتحدث سابقاً عن حكومة نتنياهو بأنها الأكثر تطرفاً، حتى أنه تم تسريب حديث خاص له وصف فيه نتنياهو بالأحمق. كما أيد بايدن خطاب رئيس الأغلبية في مجلس الشيوخ تشاك تشومر الذي دعا إلى إجراء انتخابات جديدة باعتبارها الطريقة الوحيدة لدفع «عملية اتخاذ قرار سليمة وشفافة بشأن مستقبل إسرائيل، في وقت فقد فيه الكثير من الإسرائيليين رؤية حكومتهم وإدارتها». وتشومر الذي يعتبر من أشد مؤيدي إسرائيل بالإضافة إلى كونه يهودياً ما كان ليُدلي بهذا الموقف بدون موافقة بايدن.

نتنياهو من جهته، هاجم تشومر ووجه انتقادات مبطّنة لبايدن، فقد قال لقناة «سي إن إن»: إن «تصريحات  تشومر غير مناسبة على الإطلاق». وأضاف: «أعتقد أن ما قاله ليس في محله مطلقاً. من غير المناسب الذهاب إلى ديمقراطية شقيقة ومحاولة استبدال القيادة المنتخبة هناك» مشدداً على أن: «هذا أمر يفعله الجمهور الإسرائيلي من تلقاء نفسه، نحن لسنا جمهورية موز». وحول  إجراء انتخابات جديدة عندما تنتهي الحرب، قال نتنياهو: «هذا أمر يقرره الشعب الإسرائيلي»، وأن «من السخف التحدث عن انتخابات مع استمرار الحرب». وانتقد من يوجهون الضغوط على إسرائيل بدلاً من «حماس»، فوقف إطلاق النار من وجهة نظره دون القضاء على «حماس» يعني هزيمة إسرائيل، وهو لن يقبل وسيواصل الحرب بما في ذلك اجتياح «رفح» لتدمير قوات «حماس»، على خلاف ما يريده بايدن.

وهناك تسريبات في الصحافة الأميركية تقول إن الإدارة الأميركية بدأت بوضع عراقيل إدارية لتباطؤ نقل الذخائر والعتاد الحربي إلى إسرائيل. وهذا يبدو أنه محاولة للضغط على نتنياهو بالرغم من نفي مصادر في الإدارة وجود مثل هذا القرار. ولكن الحقيقة هي أن واشنطن بدأت فعلاً ضغوطاً على الحكومة الإسرائيلية في موضوع المستوطنين، وللمرة الثانية فرضت عقوبات على مستوطنين وعلى بؤر استيطانية، بما في ذلك معاقبة من يمولون المستوطنين والمستوطنات المعاقبة.

لا يبدو أن الخطوط الحمر الأميركية هي حمراء فعلاً، فالتهديد الذي يوجه بايدن لنتنياهو بخصوص رفح يرفضه الأخير تماماً، ويبدو أن الإدارة الأميركية تريد التوصل معه لحل وسط، والمحادثة الأخيرة التي أجراها الرئيس بايدن مع نتنياهو قبل يومين تحدثت عن ارسال وفد إسرائيلي لواشنطن لبحث موضوع العمليات في رفح. بمعنى أن الإدارة الأميركية قد توافق على خطة الحكومة الإسرائيلية القاضية بالاجتياح بعد إخلاء المواطنين لمناطق «آمنة» شمالاً. والأمور المتعلقة بوقف إطلاق النار بالمساعدات يمكن التوصل لحلول وسط بشأنها دون أي نوع من المواجهة بينهما. ومع ذلك ستحاول واشنطن إصدار قرار في مجلس الأمن يتحدث عن وقف إطلاق نار وعن حل الدولتين على خلاف رغبة إسرائيل ولو أنه لن يتحدث عن وقف إطلاق نار فوري.

الخط الأحمر الوحيد لنتنياهو هو بقاؤه السياسي ومستعد لأجله أن يضحي بالعلاقة مع بايدن على أمل أن يأتي ترامب لينقذه. أما الخط الأحمر الحقيقي للطرفين الذي لا أحد يمكن أن يتخطاه هو التحالف الأميركي الإسرائيلي الذي لا يستطيع بايدن أن يتجاهله، وبالمناسبة أكد عليه دائماً. بمعنى أن الولايات المتحدة ستقف دوماً إلى جانب إسرائيل، وستضمن أمنها وتفوقها باعتبار أن هذا يشكل مصلحة أميركية حيوية واستراتيجية، مهما بلغت حدة الخلافات مع رئيس الحكومة في إسرائيل. وهذا ما يطمئن نتنياهو ويجعله يتحدى بكل وقاحه أولياء النعمة التي هو فيها، فلولا الدعم الأميركي لما استطاعت إسرائيل أن تستمر في حربها لأسابيع وليس لحوالى ستة شهور بدون انقطاع. وعلينا ألا نخطئ في فهم عمق العلاقة بين الدولتين وحدود ما يمكن أن تذهب إليه واشنطن.

كن أول من يعلق
تعليق جديد
البريد الالكتروني لا يظهر بالتعليق