- جيش الاحتلال يحاصر مدرسة عوني الحرثاني على دوار الشيخ زايد شمال قطاع غزة
هنالك تفسير جهادي لاستشهاد أبناء وأحفاد القائد إسماعيل هنية، وهو ما قاله لحظة أُبلغ بالنبأ الصاعق، حين كان يقوم بعيادة الجرحى في أحد المشافي.
ولهذا التفسير منطق بديهي في سياق استشهاد ما يربو عن ثلاثين ألف وإصابة أضعاف مضاعفة معظمهم من الأطفال، وما قاله القائد هنية أن أبناءه وأحفاده مثلهم رحمهم الله.
غير أن للواقعة وجهاً آخر، يمكن رؤيته بوضوح من داخل إسرائيل، وتحديداً من خلال صراع الأجندات الذي لم يعد قابلاً للإخفاء.
توقيت الاستهداف يتزامن مع المرحلة الحساسة من مفاوضات الهدنة والتبادل في القاهرة، ولا يخفى على المراقب أن المستوى السياسي والأمني والعسكري غير موحد في الموقف وكيفية التعامل مع المفاوضات، فهنالك من يريدها أن تنجح حتى لو قدمت إسرائيل ما يوصف بالتنازلات المؤلمة، وهنالك من يريدها أن تفشل دون إقامة أي وزن لحياة الرهائن، ولا إلى إلقاء مسؤولية الفشل على إسرائيل، ولكل من هذه الاتجاهات امتداد في الجيش، ولقد تجلى ذلك في أكثر من واقعة مؤثرة بصورة مباشرة، منها قرار تصفية طاقم المطبخ المركزي العالمي، ولم يكن قراراً مجمعاً عليه تماماً، كذلك عملية استهداف أبناء وأحفاد هنية، وإذا كان التبني لما حدث جماعياً، إلا أن التوقيت لم يكن كذلك، ليس حرصاً على سلامة أبناء وأحفاد هنية، وإنما من أجل أن لا يؤثر الاغتيال على أجندة من يريدون النجاح في مفاوضات القاهرة، حيث العرّاب الأمريكي يريد النجاح.
قائد سيناريو التخريب المنهجي لمفاوضات الهدنة والتبادل هو نتنياهو، الذي لا يكتفي بالسيطرة على قرار استمرار الحرب بمدى زمني مفتوح بلا حدود، بل له امتداداته الخاصة في الجيش الذي يضم ضباطاً من رتب عالية، تعمل وفق أجندة اليمين المتشدد، ولا مانع لدى نتنياهو أن يخضعهم للمسائلة المظهرية كي يبدو مسؤولا متوازناً بينما هم يخدمون أجندته.