البيرة: نظمت مؤسسات الأسرى، والقوى الوطنية والإسلامية، اليوم الثلاثاء، اعتصاما في ساحة مركز البيرة الثقافي، رفضاً لحرب الإبادة ونصرةً للأسرى وتقديراً للدول الأوروبية الثلاث التي اعترفت اليوم بدولة فلسطين.
وشارك في الاعتصام أهالي معتقلين ومحررون، وممثلون عن القوى والفصائل ومؤسسات الأسرى، ورُفعت خلاله صور عشرات المعتقلين، ولافتات تندد بحرب الإبادة في قطاع غزة، وأعلام إسبانيا وايرلندا والنرويج.
وقال عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير رمزي رباح، إن اعتراف دول أوروبية بدولة فلسطين يعبر عن تحول عميق متصاعد في مواقف الحكومات والشعوب في دعم حق الشعب الفلسطيني بتقرير مصيره وباستقلاله وفرض سيادته على أرضه وبرحيل الاحتلال وإنهائه.
وقال: "الشعب الفلسطيني يحصد ثمار صموده ومقاومته وتماسكه في مواجهة الاحتلال والعدوان، ورفضه التهجير وتمسكه بهويته وأرضه وبحقه في تقرير المصير عليها، انعكس على صعيد الوعي والموقف والتضامن والمساندة من قبل العالم أجمع".
وأشار إلى أن عزلة دولة الاحتلال الفاشية والنازية آخذة في الاتساع على صعيد العالم، وتكشفت الصورة الحقيقية لمسؤوليها السياسيين والعسكريين الملاحقين بتهم ارتكاب جرائم حرب، وأصبحوا مطلوبين للمثول أمام المحاكم الدولية لمحاسبتهم وفق القانون الدولي والقانون الدولي الإنساني.
وذكر رباح أن الدول التي اعترفت بفلسطين، إسبانيا والنرويج وايرلندا، شقت الطريق أمام اعترافات مماثلة في المستقبل، وتزامن ذلك مع دعوات تتعالى في الاتحاد الأوروبي لعقد مؤتمر دولي لإنهاء الاحتلال والاعتراف بدولة فلسطين، وذلك على وقع موجة التضامن المتصاعدة في الجامعات والمدن في أوروبا والولايات المتحدة وفي غيرهما من الأماكن، والذي يؤكد أن لا حل إلا بحرية الشعب الفلسطيني واستقلاله وبالاعتراف بدولته وبحق اللاجئين في العودة.
واعتبر رئيس نادي الأسير الفلسطيني عبد الله الزغاري، أن اعتراف إسبانيا وإيرلندا والنرويج بالدولة الفلسطينية؛ يؤكد بأن فلسطين باقية وحاضرة بشعبها وأهلها وشهدائها الذين قدموا أرواحهم، ولم تكن إلا بالتضحيات الجسام التي لا زالت تقدم منذ ستة وسبعين عاما عبر النضال والصبر والصمود.
وقال إن الشعب الفلسطيني يتعرض للذبح والحرق وترتكب بحقه المجازر البشعة من رفح حتى جنين، ورغم ذلك لم يرفع الراية البيضاء على عكس توقعات الاحتلال.
وحول ما تشهده سجون الاحتلال، وصف الزغاري ما يجري بأنه حرب إبادة يومية يتعرض لها الأسرى، وإن لم تكن بوضوح المجازر التي تقترف في قطاع غزة.
وأضاف أن الأسرى "يتعرضون في كل لحظة وكل دقيقة لحرب استنزاف، يسعى الاحتلال من خلالها إلى تدمير الانتماء والوطنية والصمود والكبرياء، ولكنهم رغم كل هذا الألم، ورغم خروجهم بعضهم من السجون بأجساد هزيلة، إلا أنهم يقولون نحن معنوياتنا عالية، ومنهم من يشارك في الاعتصامات والفعاليات وفاء لزملائهم ورفاقهم خلف القضبان".